أفــواج الـمغتربيـن تشرع في الوصـول إلى أرض الوطــن
يفضل العديد من المغتربين المقيمين بمختلف الدول الأوروبية العودة إلى أرض الوطن، مع حلول موسم الاصطياف، الذي تكثر به المناسبات، التي أصبحت في السنوات الأخيرة تنظم بالموازاة مع عيدي الفطر و الأضحى، مما يحتم عليهم السعي للظفر بمقاعد و السفر لقضاء هذه الفترة وسط الأهل و الأحباب، و أصبح المغتربون ذوي الأصول الجيجلية، يتمتعون بميزة خاصة في السنوات الأربعة الأخيرة، بعد فتح الخط الدولي الرابط بين جيجل و مارسيليا الفرنسية كل يوم جمعة في موسم الاصطياف.
بعد الإعلان عن إعادة تفعيل الخط الدولي، يوم الجمعة الماضي، توجهت النصر إلى المطار الدولي فرحات عباس بالطاهير، لنقل انطباعات العائدين من ديار الغربة عبر الخط المباشر الرابط بين مارسيليا و جيجل.
كثرة  الطلبات  سهلت عملية فتح الخط  
الساعة كانت تشير إلى منتصف النهار، عندما دخلنا المطار و بعد تعريف رجال الأمن العاملين بالمطار بهويتنا، استقبلنا مدير المطار، و أبلغنا بأن موعد وصول الطائرة القادمة من مارسيليا سيكون في حدود الساعة 13:05 و موعد العودة في حدود الساعة 14:00، و علمنا من مسؤولي المطار بأن عدد المسافرين المتجهين نحو مطار مارسيليا، 62 مسافرا، أما الرحلة القادمة، فتقل 92 مسافرا، و أضاف المسؤولون بأن الطائرة من نوع بوينغ( 737ـ 800) ، و تحتوي 166 مقعدا، و تقدر مدة الرحلة ساعة و 15 دقيقة، وفي ما يخص سعر التذكرة، فيختلف حسب تاريخ السفر، وقال مدير المطار بأن كل التسهيلات تمنح للمسافرين، إلى جانب مختلف الخدمات النوعية.
 توجهنا بعد ذلك  إلى  قاعة الانتظار، تقربنا من أحد المسافرين، فأخبرنا بأن الرحلة المتوجهة إلى مارسيليا، أزالت غبنا كبيرا، خصوصا، و أنه يتنقل دوريا باتجاه فرنسا ، متمنيا أن يتم تعميم الرحلة و لو مرة كل شهر أو أسبوعين طوال السنة ، و كان جواب جل المسافرين، بأن تنقلهم إلى فرنسا، مرتبط بمواعيد تمت برمجتها خلال هذه الفترة، خصوصا تلك المتعلقة بالعلاج، و ثمن المعنيون فتح الخط كل موسم اصطياف من مطار جيجل، نحو فرنسا، الذي خلصهم من عناء التنقل إلى الولايات المجاورة من أجل السفر.
و تشير المعلومات المتحصل عليها ،  بأن السبب وراء فتح الخط، بمعدل رحلة في الأسبوع، كل يوم جمعة طيلة فترة موسم الاصطياف، منذ سنة 2014، راجع إلى الطلبات الملحة من قبل المسافرين، كما أن سبب توقيف الخط في باقي المواسم، راجع إلى نقص عدد المسافرين المتجهين نحو فرنسا، ما حتم على الجهات الوصية اتخاذ هذا القرار، و أكدت ذات المصادر  بأن الخطوط الجوية الجزائرية اتخذت قرارا يخدم مصلحة الشركة ، فقد ذكر مرارا مسؤولوها بأن جل الرحلات المتجهة نحو مارسيليا تعرف نقصا في عدد الراكبين خلال هذه الفترة، عكس القادمة من الضفة الأخرى، و التي تكون ممتلئة في معظم رحلاتها القادمة، أما في أواخر شهر أوت، تعرف الرحلات المتجهة من جيجل نحو مارسيليا عدادا معتبرا من المسافرين، بسبب انتهاء العطلة بالنسبة للمغتربين.
و يتلقى المسافرون في المطار في كل مرة تسهيلات إلى جانب اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة، و يتم في كل مرة عقد اجتماعات تضم مختلف الفاعلين، من أجل تشكيل لجنة التسهيلات بمطار فرحات عباس، خصيصا لمراقبة هذا الخط الدولي، و تقييم مدى استعداد كافة الفاعلين و المتدخلين لإنجاح الخط الدولي الوحيد بمطار الولاية.
تسهيلات أمنية و تفعيل معالجة جواز السفر البيومتري
بعد لحظات سمعنا دوي الطائرة، فتوجهنا إلى الرواق المخصص للخط الدولي، حيث وجدنا كافة الفاعلين من شرطة و جمارك على أتم الاستعداد لاستقبال المسافرين، و ذكر رئيس فرقة شرطة الحدود الجوية بالمطار، بأنه تم لأول مرة تفعيل برنامج معالجة جواز السفر البيومتري، ضمن المراقبة الحدودية، و ذلك من أجل تسهيل كافة الإجراءات الإدارية لمراقبة المسافرين القادمين من الخارج، و كذا تقديم كافة التسهيلات الممكنة، و ذكر المسؤولون بأن جل المسافرين يمرون عبر الإجراءات الجمركية و الأمنية  الموضوعة في أقل من 20 دقيقة، إلا في حالات نادرة تفتضيها الضرورة و الإجراءات الأمنية، موضحين  بأن الأولوية تبقى محفوظة للأشخاص المرضى و ذوي إعاقة.
كما يضم المطار شباكا للاستقبال و التوجيه لفائدة مستعملي الخط الدولي، تم تفعيله السنة الفارطة، ليتمكن المسافر من الاستفسار عن الإجراءات الموجودة، و القوانين الجزائرية المعمول بها.
و عند وصول المسافرين، وجدوا في استقبالهم، فتاتين صغيرتين، تحملان، الورود و التمر و اللبن، من أجل الترحيب بهم، و أكد لنا المسؤولون  بأنها عادة تطبقها مختلف المصالح بالمطار، من أجل استقبال المسافرين المغتربين، و إعطاء صورة حسنة عن الجزائريين و مؤسسة الدولة، بعد لحظات بدأ المسافرون دخول الرواق المخصص للمراقبة، بعد ترحيبنا بأول مسافر، سألناه عن انطباعه حول الرحلة، فرد» و الله جميل، و الأجمل أن تستقبل من قبل القائمين على المطار بالورود»، و أكد المسافر بأن لهذا الخط الجوي أهمية كبيرة، مضيفا « الخط جيد، و أسعدنا كثيرا نحن المغتربون المقيمون بفرنسا، كما أنه أزال عنا، عناء البحث، و حجز تذكرة من مطارات أخرى، خصوصا في فصل الصيف، إذ من الصعب أن تحصل على تذكرة في هاته الفترة، و كل ما أطلبه من السلطات أن تبرمج رحلات طوال العام، بمعدل رحلة كل 15 يوما أو مرة في الشهر».
و قالت لنا سيدة من منطقة الميلية،  بأن لهذا الخط أهمية كبيرة، لأنها مريضة و تعاني كثيرا، جراء تنقلها المستمر باتجاه فرنسا للعلاج أو زيارة الأبناء، مؤكدة «أجد سهولة كبيرة في التنقل خلال موسم الاصطياف فقط، أما في باقي الأشهر، فأعاني كثيرا، من التنقل إلى المطارات المجاورة، بقسنطينة أو بجاية، ما يحتم البحث عن سيارة أجرة، أو مرافق، و كل ما أطلبه من السلطات هو فتح الخط طوال أيام السنة»،  مشيرة إلى أن هذا المطلب طرحه العشرات من المغتربين من ولاية جيجل، القاطنين بالعاصمة الفرنسية، أما الشاب أحمد، فذكر بأنه سيتوجه إلى مدينة قسنطينة، و قد سهل الخط الجوي كثيرا من تنقلاته.
مطالب  برحلة كل  شهر على الأقل
لاحظنا بأن جل الركاب استحسنوا الخط المفعل نحو جيجل، و شاهدنا حفاوة الاستقبال و التعامل الجيد من قبل الشرطة أو أعوان الجمارك، إذ يقوم عون جمركي، بملء ورقة التصريح بالعملة الصعبة لكبار السن و الذين لا يحسنون الكتابة.
بعد ذلك توجهنا إلى مكان استرجاع الأمتعة، و لاحظنا بأن حديث معظم الركاب كان حول التسهيلات الجديدة التي أقرتها مصالح الأمن الوطني، مثمنين حسن الاستقبال و المعاملة.
و جدنا عندما غادرنا قاعة الوصول عائلات تنتظر على أحر من الجمر عودة فلذات أكبادها، على غرار عائلة رضوان ، التي كانت على أهبة الاستعداد لاستقبال ابنها المغترب في فرنسا رفقة زوجته وأبنائه، و قال لنا شقيقه علي بأنه تعود في نفس الموعد السنوي على  استقبال شقيقه بمطار جيجل، فحفاوة الاستقبال تكون رائعة، خصوصا بمطار جيجل، بحضور جل أفراد العائلة، عكس الصعوبات التي كانت تواجه العائلة في السنوات الماضية.
ك طويل

الرجوع إلى الأعلى