فضل عشرات الشباب في مختلف أحياء وشوارع  مدن علي منجلي وعين سمارة وأحياء بمدينة قسنطينة ، كسر روتين الحجر الصحي خلال رمضان، بتزيين ودهن واجهات السكنات والعمارات متحدين عامل الصيام، في عمليات تطوعية احترمت فيها الإجراءات الوقائية و مسافة التباعد.

 حاتم/ب

وتشهد عدة أحياء حركية غير عادية ومشاهد تطوعية جميلة صنعها شباب كسروا روتين الحجر خلال رمضان  بدهن وتزيين مداخل العمارات منهم فئة توقفت عن النشاط كونهم يعملون في مهن تجارية وخدمات توقفت نتيجة الظرف الذي خلفته جائحة كورونا ، ورغم الظروف المادية الصعبة إلا أن المعنيين قرروا رفع التحدي،   بقيامهم بمبادرات تواصلت بحلول شهر رمضان، انخرط فيها بطالون ومراهقون وحتى نساء ما كسر روتين الأحياء وخلق وعيا بأهمية النظافة  داخل الحي وضرورة أن يكون المواطن طرفا فاعلا فيها .
يواصل شباب وكهول المجمع السكني 5 بالوحدة الجوارية 8، عمليات التنظيف والتزيين التي شرعوا فيها قبل نحو 20 يوما، حيث لم يكن الصيام عائقا  أمام   مواصلة إعطاء صورة جميلة عن حيهم، وأكد أحد المشاركين في المبادرات، أن الفكرة كانت من أطفال صغار كانوا يقومون تنظيف بعض زوايا الحي ومداخل العمارات، وقام شابان وكهل بمساعدتهم، ليرتفع عدد المشاركين في حلمة النظافة.
وأضاف المتحدث أن حملة النظافة تحولت إلى فكرة تزيين ودهن مداخل العمارات ومحيطها، ليوافق عشرات الجيران على المشاركة في هذا التحدي، في محاولة لكسر الروتين اليومي الذين يعيشونه، خاصة وأن جل القاطنين في هذه المجمع السكني أصحاب الدخل اليومي، ولجأ بعضهم إلى أعمال أخرى من أجل كسب قوتهم اليومي في انتظار انفراج الأزمة.
1000 دج من كل ساكن لاقتناء المستلزمات  
حضرت النصر  هذه المبادرة منذ بدايتها، حيث وقفت على عملية جمع المال من أجل اقتناء بعض المستلزمات التي تستعمل في التنظيف والتزيين والدهن، ومنح كل جار مبلغا يتراوح ما بين 1000 إلى 1300 دج، ليتم اقتناء كل المستلزمات الضرورية، فيما اتفق كل سكان عمارة على لون معين لتفادي ظهور العمارات بنفس الحلة.
وشرع الشبان والكهول وحتى الأطفال الصغار في عمليات الدهن التي بدأت من داخل العمارات، حيث تم طلاء كل الجدران وصولا إلى مدخل العمارة ومنه إلى محيطها، كما قام مشاركون في المبادرة بتنظيف وإعادة تزيين بعض الحدائق الفوضوية الواقعة أسفل كل عمارة، كما قسم المشاركون حسب العمارة التي يقطنون بها حيث ساهم كل شاب في طلاء عمارته.
دهن 20 عمارة بالوحدة الجوارية 8
وشملت المبادرة   قرابة 20 عمارة أخرى، بعد أن كانت نتيجة التجربة الأولى التي شملت عمارتين  إيجابية وأظهرتهما في أحسن حلة ، ما أثار غيرة سكان العمارات الأخرى حسب ما أكده المبادرون وهم مبتسمون، وبعد أسبوع من العمل تحولت الأحياء الداخلية بالمجمع السكني إلى ما يشبه الأحياء  الراقية بفضل الألوان المختارة من هؤلاء الشباب والتي كانت متناسقة ومنسجمة كانسجام المشاركين في المبادرة من أطفال وشباب وكهول وشيوخ، وشرع أول أمس شباب يقطنون بالعمارات المحاذية للطريق في دهن عماراتهم ما سيجعل واجهة الحي من أجمل الواجهات في المقاطعة الإدارية علي منجلي.
ولاحظنا خلال عمليات التنظيف والدهن، أن المشاركين احترموا مسافات الأمان، حيث كان كل شاب يقف على بعد مترين أو أكثر وهو يقوم بدهن جزء من الجدار، فيما كان يضع بعض الكهول كمامات، كما شملت العملية ترميم ودهن الأرصفة، وكذا مداخل العمارات وكل جدرانها الداخلية، وكذا الفاصل الحديدي وأبواب خزائن العدادات الكهربائية.
ورغم قيامهم بالمبادرة لعدة ساعات، إلا أن علامات الإعياء لم تكن بادية على  المشاركين، حيث تغلبوا على تعبهم وكذا على روتين الحجر الصحي خلال رمضان بفضل رغبتهم في تقديم صورة جميلة عن حيهم، كما أكدت مشاهد التكاثف والتضامن بين كل الفئات العمرية خلال عمليات الدهن   العلاقة المتينة فيما بينهم. ما يوحي بإمكانية إعادة مثل هذه المبادرات مستقبلا.
ينخرط في العمل التطوعي لتجاوز الضغط النفسي
وقال الكهل «ديدي» وهو عامل يومي، أنه اختار المشاركة في عمليات الدهن بحكم أنه مارس هذه المهنة لسنوات، كما أضاف أنه يفضل كسر روتين الحجر الصحي والأجواء الحزينة التي أثرت عليه نفسيا، ما جعله يقوم بمقاسمة السكان فرحة المشاركة في تزيين الحي، كما أوضح عمار أنه شارك بالمال والمجهود على غرار بقية جيرانه، موضحا أن مظهر العمارة أصبح لائقا كثيرا، كما تم تنقية  كل الأوساخ المنتشرة داخل فضاءات المجمع السكني، مضيفا أنه لأول  مرة يحضر   مبادرة جميلة من طرف سكان الحي.
ونالت النساء حصتهن في المبادرة من خلال المساعدة في توفير بعض المستلزمات على غرار المياه أو رمي بعض أدوات التنظيف من النوافذ ومباشرة بعد طلبها من المعني، وهو المشهد الذي أكد أن كل الفئات العمرية ومن كلا الجنسين شاركوا في مبادرة تعد سابقة في تاريخ هذا الحي الذي طالما عرف بالشجارات العنيفة والاعتداءات.
كما قام شباب بمدينة الخروب بمبادرات شبيهة، على غرار سكان 700 مسكن بالمنطقة E ماسينيسا الذين شاركوا  في هبة تطوعية لكسر الروتين ، حيث يقومون بتنظيف الحي وتقليم الأشجار وكذلك تفقد الجيران والمسنين، و سبق لهم وأن طالبوا بلدية الخروب بتوفير شاحنات لرفع النفايات و جمع مخلفات عمليات التزيين والتنظيف، كما قام شباب حي 500 مسكن بمبادرة أولى بالنسبة لهم، بتنظيف و تزيين حيهم بإمكاناتهم الخاصة، حيث أبدع المشاركون في هذه العمليات بطريقة تزيينهم لمداخل بعض العمارات وخاصة الفضاءات الواقعة داخل الحي، بوضع جذوع أشجار وموصولة ببعضها عن طريق حبال في أشكال هندسية جميلة، كما انضم للمبادرة شباب حي 1200 مسكن والذين صنعوا هم أيضا الحدث بحملات تنظيف المحيط، وسكان بحي 1600 مسكن و 500 مسكن بحي زواغي التابع لبلدية قسنطينة.
عمليات تهيئة حضرية  بقطار العيش  
كما أبدع شباب قرية قطار العيش في إعادة تزيين قريتهم وترميم الطرقات والأرصفة ومحطات توقف الحافلات ودهن الواجهات ورفع الأوساخ و تجيير الأشجار، وتنظيف مسجد القرية، وغيرها من المبادرات التي جعلتهم يخطفون الأنظار، و شرع هؤلاء الشباب في هذه المبادرات قبل بداية الجائحة وتواصلت مبادراتهم أثناء انتشار الوباء وخلال رمضان، وتألق أيضا شباب صالح دراجي، بقيامهم بحملات تنظيف و تهيئة المحيط بين الحين والآخر.
وقام سكان في العديد من الأحياء ببلدية عين سمارة بحملات تنظيف وقص الحشائش والأشواك بمختلف الأماكن وخاصة الواقعة داخل المجمعات السكنية، حيث تتسبب هذه الحشائش في انتشار الحشرات وخاصة في فصل الصيف، و قام شباب حي حريشة عمار وحي 542 مسكنا بإزالة الأعشاب الضارة، مستغلين  ذلك لكسر روتين الحجر الصحي والمساهمة في الحد من انتشار الحشرات بالأحياء، خاصة وأن بلدية عين سمارة تعرف بانتشار كثيف للحشرات في فصل الصيف.
إطلاق مسابقة أحسن حي في الخروب خلال رمضان
بادر المكتب البلدي للمنبر الوطني لصوت الشباب بالخروب تحت إشراف رئيس المجلس الشعبي البلدي طيلة هذا الشهر الفضيل ، بإطلاق مسابقة خاصة بالشباب، الهدف منها هو التحسيس بالمسؤولية وإحياء تقليد التضامن والمحافظة على أحياء هذه المدينة العتيقة، وتعتبر المبادرة دعوة مفتوحة إلى تجميع الجهود الفعالة والقصد من ورائها تجنيد كل الأحياء عبر البلدية للمساهمة في العملية، كما يؤكد أعضاء المنبر الوطني لصوت الشباب أن المبادرة ليست إلا تجربة في انتظار جعل عملية تنظيف الأحياء دائمة بتوظيف أعضاء لجان الحي لإعطاء ديناميكية جديدة لحركة المواطنة قصد تحسين الإطار المعيشي للسكان.
  ح.ب

الرجوع إلى الأعلى