جيلنا لم يعد مطلوبا في التلفزيون و المسرح بحاجة إلى روح جديدة
أعرب الممثل حسان بولخروف عن أسفه للوضع الذي آل إليه المسرح في السنوات الأخيرة، كما تأسف لعدم رغبة المنتجين في التعامل مع الجيل القديم في أعمالهم،  و أرجع السبب إلى المحسوبية،  على حد قوله، منتقدا بشدة المسلسلات التي عرضت في رمضان الفارط عبر القنوات التليفزيونية الجزائرية .  كما تحدث قائد السفينة في مسرحية «بيراط خراييب» عن عاداته في فصل الصيف و برنامج عطلته لهذا العام.
حاوره: زين العابدين فوغالي
. النصر: أين هو حسان بولخروف الآن و ما هي آخر أخباره؟
ـ حسان بو لخروف : حاليا أنا متواجد في مدينة القل لقضاء عطلتي السنوية رفقة عائلتي إلى غاية عشية عيد الأضحى المبارك، وهي فرصة للابتعاد قليلا عن المحيط الفني و المسرح، لكن لا يمكنني الانقطاع كليا عن العالم،  فأنا على تواصل مع زملائي عبر الهاتف.
. على ذكر المسرح، قدم مؤخرا مسرح قسنطينة عروضا في الساحة المقابلة للمسرح، ما رأيك في ذلك؟و هل تفكر في خوض تجربة مماثلة؟
ـ أعجبتني كثيرا المبادرة و الفكرة كانت رائعة، خصوصا و أن العديد من هواة المسرح لا يمكنهم اقتناء ثمن التذكرة للدخول، المبادرة سمحت بإعادة الجمهور  من جديد إلى المسرح، و بالطبع تستهويني فكرة عرض مسرحية في الهواء الطلق، و حبي لهذا الفن يجعلني أوافق حتى على عرض مسرحية تحت جسر من جسور قسنطينة (يضحك).
. بعد النجاح الكبير الذي حققته مسرحية «بيراط خراييب» تم الإعلان عن جزئها الثاني بعنوان «براكاج خراييب»، ماهو سبب تأخر عرضه؟
ـ انتهينا من مرحلة الإعداد ل «براكاج خراييب» ، وكان من المفروض أن نقدم المسرحية  في  الشهر الفارط، لكن بسبب تنقل المخرج كريم بودشيش للتصوير في قالمة، تعذر علينا ذلك ، الجميع الآن في عطلة، لكن بحول الله ستكون جاهزة في شهر سبتمبر.
. «بيراط خراييب» نالت الاستحسان و حصدت جوائز وطنية، ألا تخشى أن لا يصل الجزء الثاني من المسرحية إلى مستوى الجزء الأول؟
ـ كلامك صحيح، «بيراط خراييب» عرضناها أكثر من 50 مرة عبر كامل التراب الوطني،  و في كل مرة يحضر جمهور غفير، حتى في شهر رمضان،  و نلنا بها جوائز في المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي،  لكي نصل ب»براكاج  خراييب» إلى نفس مستواها ، يجب علينا أن نبذل جهدا إضافيا و نقدم أفضل منها بكثير، لنحافظ على صورتنا ونكون عند حسن ظن الجمهور الذي وثق بنا وحضر الجزء الأول أكثر من مرة و لم يمل من إعادة مشاهدته.

. كيف ترى واقع المسرح حاليا؟
ـ للأسف يمكن أن نصفه حاليا بالرجل المريض، سأكون صريحا معك لأبعد الحدود، والله تمنيت لو كنت مغنيا ، ربما كنت سأنال أموالا طائلة وأصبح مطلوبا بكثرة في الحفلات(يضحك)، أما الفنان المسرحي، فهو يعاني من جميع الجوانب. أتمنى أن تبعث روح  جديدة في المسرح و يستعيد مكانته.
. أين هو حسان بولخروف من التلفزيون؟
ـ بصراحة ، لم يتصل أحد أو يهتم بي،  وكأن التلفزيون أصبح حكرا على شريحة واحدة، تقتسم الكعكة بينها ، لست المهمش الوحيد،  بل أغلب الجيل القديم لم يعد مطلوبا في التلفزيون، آخر مرة شاركت فيها كانت في سيت كوم لكريم بودشيش صورناه في شطايبي، قبل شهر رمضان.
. لماذا لم يتم بثه في رمضان؟
ـ للأسف لقد تعرضنا لعملية نصب بأتم معنى الكلمة، رغم الجهود التي بذلناها طيلة أيام التصوير، و المخرج كريم بودشيش تعب كثيرا، حتى ننتهي من التصوير قبل شهر رمضان، لكن حدثت أمور كثيرة سنتحدث عنها في وقتها.
. ما هو تقييمك للأعمال التي عرضت في شهر رمضان؟
ـ كارثة بكل المقاييس، فلقد أصبحت المحسوبية هي سيدة الموقف، و أصبحنا مجبرين على مشاهدة أشخاص يصلحون لكل شيء إلا التمثيل، وأنا أفضل تغيير المحطة للبحث عن المسلسلات التركية التي تقدمت من جميع النواحي.
. هل لديك مشاريع فنية في المرحلة القادمة؟
ـ في الوقت الحالي أريد الاستمتاع بعطلتي رفقة عائلتي، و بعد ذلك سأفكر في المرحلة القادمة، مبدئيا لدي مسرحية «براكاج خراييب» رفقة زميلي جمال مزواري ، كما قلت لك، و سنعرضها في الدخول الاجتماعي المقبل، وهناك فكرة لعمل مشترك مع الفنان الشاب صابر عياش، و هو عبارة عن مسرحية كوميدية أقوم فيها بدور رجل أعمى رفقة صديقه من ذوي الاحتياجات الخاصة، والفكرة لا تزال في طور الدراسة.
. لنبتعد قليلا عن الجو  الفني، كيف تقضي يومياتك في فصل الصيف؟
ـ بشكل عادي جدا ، أيامي متشابهة تقريبا، باستثناء الفترة التي أقضيها في البحر،  فتحركاتي قليلة و هي بين المقهى والسوق و التجول قليلا في وسط المدينة،  وباقي الوقت أقضيه في المنزل مع العائلة، فأنا لا أملك سيارة للتنقل كثيرا.
. هل أنت من هواة البحر؟
ـ ليس كثيرا أذهب للبحر،  نزولا عند رغبة العائلة والأولاد فقط.
. ما هي أفضل البلدان التي زرتها ؟
ـ زرت فرنسا وتونس وتركيا و أعجبتني كثيرا مدينة اسطنبول التي أحلم بالعودة إليها  مرة أخرى، فآخر مرة زرتها كنت مع وفد فني،  بقينا هناك 5 أيام للمشاركة في مهرجان حول الطفولة، وفي اليوم الأخير تمنينا البقاء لمدة أطول.  لقد أعجبتني كثيرا مساجدها و ثقافتها.
. هل لديك إضافة؟
ـ الإضافة تتعلق بالمكان الذي اعشقه دائما وهو المسرح، أتمنى أن يستعيد روحه، وعلى القائمين عليه تكثيف نشاطهم وبرمجة المسرحيات بكثافة و البحث عن أفكار جديدة، لتعيد الجمهور إليه، مثلما كان في عصره الذهبي.                              ف.ز

الرجوع إلى الأعلى