70 في المائة من - الحراقة - يلقون حتفهم  في عرض البحر
شدّد مختصون في علم النفس والاجتماع وأطباء ومصالح الأمن، على ضرورة تضافر جهود الجميع من أجل التصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية أو ما يسمى بـ "الحرقة"، ودعا هؤلاء إلى وضع استراتيجية وطنية لمكافحة هذه الآفة التي استفحلت بشكل كبير في الجزائر وأصبحت تودي بحياة العديد من الأرواح، موضحين بأن 70 بالمائة من المهاجرين يلقون حتفهم قبل بلوغهم وجهتهم بينما لا تتعدى نسبة النجاة لهؤلاء 30 بالمئة.
وقال المتدخلون، في اليوم التحسيسي الذي نظمته الجمعية الاجتماعية "المرأة الناشطة " لولاية تيزي وزو، نهاية الأسبوع على مستوى دار الثقافة مولود معمري حول ظاهرة الهجرة غير الشرعية تحت عنوان    " معا للتصدي لآفة الهجرة غير الشرعية التي تدمر مستقبل أبنائنا"، إنّه يتوجب على الدولة الجزائرية التفكير في وضع استراتيجية وطنية لوقف ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي باتت تمس حتى الأطفال و النساء.
وفي هذا الصدد قالت رئيسة الجمعية السيدة جوهر هاشمي، إنه "من واجبنا التصرف لوضع حد لقوافل الموت، وهو ما يقودنا إلى المضي قدما بالتنسيق مع مختلف الشركاء، واقتراح مبادرات  ضد هذه الظاهرة التي تدمر مستقبل الشباب الجزائري" ، وأضافت السيدة هاشمي "إننا بحاجة إلى إنشاء لجنة وطنية وإقليمية لوضع استراتيجية للحد من هذه الظاهرة وإقناع الشباب بضرورة تغيير فكرة "الحرقة"، من جهتها قدمت الدكتورة  حاجب نعيمة مختصة في علم الاجتماع من جامعة عبد الرحمان ميرة بولاية بجاية، محاضرة بعنوان "الشباب الجزائري بين الاضطرابات الاجتماعية وعالم الهجرة الوهمي"، و قالت فيها إنه من المهم معرفة العوامل الفردية والاجتماعية التي تدفع البالغين إلى الهجرة، مشيرة إلى أن  الظروف الاجتماعية التي تحدد أسباب وتشكيلات ظاهرة الهجرة تطورت بمرور الوقت، ولم يعد البحث البسيط عن الثروة والعودة إلى البلاد قائما، بل رحلة دون عودة وحلم ومشروع من شأنه أن يحل جميع المشاكل هو ما يفكر فيه الشباب "الحراقة".
وقالت بأن غياب الإحصائيات عن عدد "الحراقة" والتي تنحصر فقط في عدد الموقوفين منهم، لا تسمح بتقدير هذه الظاهرة على وجه التحديد، مشيرة إلى أنه تم إنقاذ ما متوسطه 10 آلاف حراق بين سنتي 2005 و 2017.
37 بالمائة من الجزائريين أقل من 30سنة يفكرون في « الحرقة»
وحسب دراسة أعدتها الدكتورة حاجب نعيمة رفقة زميلة لها في نفس التخصص «علم الاجتماع»، فإن ما يقارب 37 بالمائة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 سنة يفكرون في الهجرة، من بينهم 43.5 بالمائة رجال و 29.1 بالمائة نساء، 14.8 بالمئة من هذه الحالات يخططون للهجرة من أجل متابعة التكوين والدراسة ، بينما 36.4 بالمائة من الحالات يرغبون في البحث عن العمل، أما 42.8 بالمئة من الراغبين في الهجرة فإن دافعهم لذلك هو تأمين مستوى معيشي جيد.
سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى