يمازح جاره ببندقية  فيرديه قتيلا في خنشلة
 قضت، عشية أمس، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، بإدانة الكهل المسمى (ح.ن) 60 سنة بعقوبة 3 سنوات سجنا نافذا، بعد أن تمت متابعته بجرم جناية القتل العمدي وجنحة حيازة سلاح ناري من الصنف الخامس دون رخصة من السلطات المؤهلة قانونا، فيما التمس ممثل النيابة العامة تسليط عقوبة الإعدام، مع مصادرة السلاح الناري المستعمل في الجريمة والحجر القانوني على المتهم.
القضية ترجع إلى تاريخ التاسع من شهر ديسمبر من سنة 2013، عندما اهتز دوار المنشار بمدينة الحامة بولاية خنشلة، على وقع جريمة قتل راح ضحيتها الشاب (ب.أمين) 19 سنة، بعد  طريق تلقيه طلقة نارية أصابته جهة القلب و سببت نزيفا حادا أدى لوفاته في عين المكان، ليتم تبليغ عناصر فرقة الدرك الإقليمية، التي سارعت للتحقيق في القضية.
تحقيقات عناصر الدرك ، بينت بأن الجريمة ارتكبها الكهل  الذي استعمل بندقية صيد ذات ماسورتين من الصنف الخامس وعيار 16 ملم والتي يطلق عليها تسمية “سانتيتيان” ،  و  اتضح بأن  الفاعل   تقدم منه ابنه وثلاثة شبان جيرانه و أصدقاء ابنه و بحوزتهم وجبة عشاء ،   حيث أن الكهل الذي كان  يحرس ليلا قطيع أغنامه بالدوار، سحب بندقيته من درج خزانة بيته الخشبية وراح يمازح الشبان الأربعة ومن بينهم ابنه، واضعا ماسورة البندقية على صدر كل واحد منهم، متسائلا “ما رأيك لو أقتلك في الحين؟” إلى أن حان دور الشاب الضحية، أين وضع الكهل ماسورة البندقية ناحية صدره، ليطلق العيار الناري الوحيد من البندقية، ليتبين بأن ابنه (ح.ع) هو من قام في غفلة منه بوضع خرطوشة داخل إحدى ماسورتي البندقية.
وبينت شهادات الشبان الذين حضروا الحادثة، بأن الجاني الذي توجه مباشرة لمنزل ابنته (ح.ر) و هو في حالة هلع، كان يمازحهم بالبندقية التي كانت على ظهره، و أكد ابنه للمحققين على أن والده الذي يملك بندقية جده منذ نحو 30 سنة، معتاد على إخفاء البندقية في درج الخزانة دون أن يضع بها خراطيش، غير أنه وضع هو خرطوشة ليستعملها في غفلة من والده، دون أن تحين الفرصة لذلك ولم يكن يدر والده بأن البندقية مزودة بخرطوشة.
ممثل النيابة العامة، أشار في مرافعته إلى أن النيابة وطيلة مراحل التحقيق، لم تتمكن من معرفة الدافع الحقيقي للجريمة، على أساس أن جريمة القتل العمدي وجب أن تثبت بوقائع مادية ثابتة، والمتهم صرح بأنه كان يمازح الشبان الأربعة، غير أن المبدأ المعروف لدى كل شخص يحوز سلاحا ناريا هو اتخاذ الاحتياطات الأمنية، حتى ولو وجه سلاحا فارغا من دون خراطيش نحو شخص آخر.
و قال ممثل النيابة متسائلا، بأن الجاني يقر بامتلاكه السلاح لنحو 30 سنة، فكيف لم يعلم بأنه كان غير مؤمن لحظة الجريمة، مضيفا بأن السلاح مزود بماسورتين وكيف للجاني أن يضغط على زناد ماسورة تحوي خرطوشة دون أن يضغط على زناد الماسورة الثانية، من جهته دفاع الجاني، بين بأن موكله توبع بداية بجنحة وأدين بمحكمة خنشلة بعقوبة 15 شهرا نافذا والمحكمة العليا أعادت الملف لغرفة الاتهام بعد طعن النيابة العامة وأمرت بإعادة التحقيق على الشكل الجنائي.
أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى