سنة حبسا نافذا لقاتل الطالبة ريان دهسا بجامعة أم البواقي
سلّطت، عشية أمس، محكمة أم البواقي الابتدائية، عقوبة سنة حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 20 ألف دينار، في حق الطالب الجامعي المتابع في قضية قتل الطالبة ريان دهسا داخل حرم الجامعة، مع الأمر بإيداعه الحبس في جلسة المحاكمة، بعد أن تمت متابعته بجرم القتل الخطأ وسياقة مركبة دون رخصة، والتمس وكيل الجمهورية توقيع عقوبة 3 سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 150 ألف دينار، مع إيداعه في الجلسة، بينما حفظت المحكمة الحق المدني لعائلة الضحية بطلب من والد الضحية الذي أكد بأنه لا يزال تحت الصدمة.
القضية التي هزت الرأي العام المحلي والوطني، ترجع إلى زوال يوم السبت المنقضي، أين كانت الضحية المسماة قرفة ريان البالغة من العمر 23 سنة، تراجع دروسها جالسة في رصيف حظيرة السيارات، تحضيرا لأحد امتحانات الفترة المسائية، لتدهسها سيارة من نوع «سيتروان برلينغو» كانت تسير للخلف، متسببة في وفاتها في عين المكان، لتتدخل الحماية المدنية التي نقلتها لمصلحة الاستعجالات بالمستشفى المحلي ابن سينا، أين أكد الطبيب المناوب وفاتها، وتدخلت الشرطة بأمن ولاية أم البواقي، التي أوقفت الشاب الذي كان خلف المقود، والذي تبين بأنه طالب جامعي ولا يحوز على رخصة سياقة.
جلسة المحاكمة التي جرت بحضور عدد من زميلات الطالبة ريان واللاتي بدا عليهن التأثر والحزن، كشفت عن تفاصيل الحادثة، حيث صرح المتهم (ع.أ) الذي ينحدر رفقة صديقه صاحب المركبة من مدينة سيقوس، بأن صديقه (ع.ر) ترك بحوزته مفاتيح السيارة، معلما إياه بأنه سيتوجه لقضاء غرض معين ويعود، وخلال جلوسه داخل السيارة، وأمام ارتفاع درجات الحرارة عشية يوم السبت المنقضي، ترجل من مكانه وتوجه صوب مقعد السائق، أين كان بصدد فتح نوافذ المركبة، غير أنه وأمام جهله بكيفية القيادة، قام بتشغيل المحرك والسيارة حينها كانت مركونة ومغير السرعات متجه للخلف، لتنطلق المركبة بسرعة نحو الوراء، وبين الطالب الذي بدا هو الآخر متأثرا من الذي حصل معه، بأنه لم يسمع صياح زميلات الطالبة التي لم يعلم بدهسها، وترجل بعدها وكانت حينها السيارة قد صعدت فوق الرصيف وارتطمت بحاجز إسمنتي ما تسبب في توقف محركها.
الطالب المتهم البالغ من العمر 23 سنة و الذي يدرس في السنة الأولى بكلية العلوم الاقتصادية بجامعة العربي بن مهيدي، بين بأنه لم يكن ينوي قيادة السيارة التي انطلقت لوحدها، معترفا بأنه لم يقد أية مركبة يوما، وعن تحطم واقي الصدمات الأمامي، رد بأنه كان تحت الصدمة حينها ولا يزال مصدوما لليوم، مشيرا إلى أن أعوان أمن وطلبة تدخلوا لرفع السيارة وإبعادها عن جثة الطالبة.
و أكد عديد الطلبة بينهم زميلات الضحية، بأنهم شاهدوا السيارة ترجع للخلف لتدهس زميلتهم، أما الطالب الذي سلم المفتاح لصديقه فأكد بأنه طلب من صديقه الجلوس داخل السيارة وانتظار قدومه وهو على علم بأن صديقه لا يحوز رخصة سياقة، من جهته والد الضحية أكد بأنه لا يزال تحت الصدمة، وطلب حفظ حقوقه المدنية حتى يحين وقتها، وأوضح للنصر بأن عائلة المتهم قدمت لتقديم واجب العزاء، مؤكدا بأن الصلح لم يتم بعد بين الطرفين.
وكيل الجمهورية وفي مرافعته أكد بأن القضية عبارة عن مأساة راحت ضحيتها شابة في مقتبل العمر، والمتهم فيها شاب لا يحوز على رخصة سياقة ولم يقد أي مركبة يوما، مبينا بأن الوقائع أليمة وتستحق عقوبة حبس شديدة ومشددة، أما دفاع المتهم فاعتبر بأن موكله أخطأ، وخطؤه قد يقع لأي شخص مهما كانت صفته، مضيفا بأنه لم يتهور ولم يكن يقود المركبة ليدهس الفتاة متعمدا.
 أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى