افترق أمس، نجم مقرة وضيفه شباب بلوزداد على تعادل منطقي وعادل، في قمة وفت بكامل وعودها من حيث الإثارة والتنافس بين اللاعبين فوق المستطيل الأخضر أو الإقبال الجماهيري القياسي، ولو أن اللقاء سار على وقع «سيناريو» دراماتيكي لأن أبناء «العقيبة» أخذوا الأسبقية، لكن «المقراوية» رفضوا الاستسلام، وعدلوا النتيجة بهدف جميل في وقت قاتل.
المباراة سارت في بدايتها بريتم بطيء جدا، جراء احتدام التنافس على الكرة في حدود الدائرة المركزية، وذلك نتيجة الصراع التكتيكي بين المدربين شراد ودوما، في غياب المدرب الرئيسي للنجم الحاج مرين، الذي أجبر مرة أخرى على توجيه تشكيلته من المنصة الشرفية، بسبب مشكل الإجازة.
هذه الخيارات التكتيكية أخرت أول فرصة سانحة للتهديف إلى غاية الدقيقة 25، لما توغل بولعينصر داخل منطقة عمليات الشباب، لكن تسديدته علت العارضة الأفقية لمرمى الحارس باركي بقليل، ليكون رد فعل الزوار بعد 6 دقائق، إثر تمريرة في العمق من سعيود إلى زميله تريكات، الذي لم يتمكن من مخادعة الحارس قلوش، الذي تدخل على مشارف منطقة الجزاء.
مع حلول الدقيقة 38، احتج لاعبو النجم على المساعد الأول بيوض، الذي أشار إلى وضعية تسلل، بعد تمريرة تلقاها زياني وأودع الكرة في شباك باركي، حيث طالب المحليون بشرعية الهدف.
فيزيونومية اللعب تغيرت مع بداية المرحلة الثانية، بخروج الضيوف من قوقعتهم والتوجه صوب الهجوم بحثا عن هدف السبق، وقد كاد بلحول أن يصل إلى المبتغى في الدقيقة 54، بعد تخلصه من المراقبة داخل منطقة الجزاء، غير أنه فشل في إيداع الكرة داخل الشباك، ليأتي رد النجم بواسطة زياني، الذي وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس باركي، إلا أن تسديدته جانبت إطار المرمى بقليل.
النزعة الهجومية لأبناء «العقيبة» في المرحلة الثانية، جسدها المدرب فرانك دوما بإقحام الثنائي سويبع وسومايلا بديلين لكل من قاسمي وبلحول، وهو التغيير التكتيكي الذي أتى بثماره، لأن هذا «الكوتشينغ» أعطى ديناميكية أكثر لهجوم الشباب، فكان النيجري سومايلا بمثابة «الجوكير» الذي صنع الفارق، بعد تسجيله الهدف الأول لفريقه، اثر استغلاله الخروج الخاطئ للحارس قلوش، فأسكن الكرة بكل سهولة في الشباك، مفجرا فرحة عارمة في أوساط أنصار الشباب، الذين سجلوا حضورهم في المدرجات بنحو 1500 مشجع.
هدف العاصميين، جعل ربع الساعة الأخير من المقابلة، يسير على وقع سيطرة مطلقة للمحليين، الذين رموا بكامل ثقلهم في الهجوم في محاولة لتعديل النتيجة، وقد تم توظيف البديل لقجع كورقة إضافية في الهجوم، وهو الخيار الذي كان ناجحا، لأن ذات اللاعب لعب دور «المنقذ» في وقت قاتل، عندما سجل هدف التعادل، بعد استغلاله كرة مرتدة من الحارس باركي، فأودعها في عمق الشباك بتسديدة قوية من زاوية شبه ميتة، مجنبا النجم هزيمة كادت تكون مؤكدة، لأن الحكم عراب أطلق صافرة النهاية مباشرة بعد هذا الهدف، ليخسر بذلك الرائد نقطتين من ذهب، مع مواصلة «المقراوية» سلسلة تعادلاتهم، بتسجيل التعادل الثالث على التوالي.
ص / فرطاس

الرجوع إلى الأعلى