محمد أشرف مستثمر طموح تحدى الإعاقة و عراقيل الإدارة
يعتبر  الشاب محمد أشرف زكي، صاحب 31 سنة، نموذجا للتحدي و الإرادة القوية، فقد استطاع أن يتخرج من الجامعة و يخطو أول خطوة في طريق تحقيق حلمه بإنشاء جامعة خاصة، فكرسيه المتحرك الذي أقعده عليه شلل عصبي عضلي، لم يكن يوما عائقا أمام سعيه لدخول عالم الشغل، حيث استطاع أن يؤسس مشروعا خاصا به يتمثل في أكاديمية للتدريب و الاستشارات.
من شاب حالم إلى صاحب مشروع
محمد ابن لعائلة تضم ثلاثة أبناء من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، يتميزون بالإصرار على النجاح ، الأول مهندس دولة في التغذية و الثانية متحصلة على ماستر في التسويق،  أما هو فقد حصل على ليسانس في العلوم التجارية، تخصص تسويق، من جامعة منتوري 2 بقسنطينة،.
إنه شاب طموح،  بدأ من الصفر ، بإمكانيات مادية محدودة جدا، كما قال، بعدما قضى سنوات دراسته و تخرجه الأولى في دارسة كل ما له علاقة بالتدريب و البرمجيات العصبية و الاستشارات و التنمية البشرية، ليحول لاحقا مرفقا تجاريا بالمدينة الجديدة علي منجلي، إلى أكاديمية مجهزة  خاصة بالتدريب و الاستشارات اختار لها عنوان «أكاديمية رواد المستقبل»، ليرتقي من مجرد شاب حالم إلى صاحب مشروع يوظف إداريين اثنين (02) و متعاقد ، مع ما يزيد عن 10 مدربين و استشاريين، تتمثل وظيفتهم في تكوين الأطفال و الشباب في مجال الإلكترونيك و الروبوتيك،  وهي تجربة رائدة في الجزائر، كما أكد لنا، موضحا بأن عمله يتمثل في تلقين المتدربين مبادئ  استخدام اللوحات الالكترونية « «أردوينو»، بالإضافة إلى تركيب نماذج الروبوت و برمجتها و التحكم فيها، ناهيك عن تخصصات أخرى، قال بأنه يستورد برامجها من الخارج، و تحديدا من مخابر و أكاديميات أمريكية و تركية و يتدرب على يد خبرائها في كل  مرة، ليطور معارفه و قدراته و يقدم الجديد.
عامان من الأمل
 أخبرنا محدثنا، بأن مشروعه رأى النور منذ سنتين تحديدا، و مع أن مجال التدريب لا يزال حديث العهد في بلادنا و ثقافة محدودة الانتشار، إلا أنه تمكن من التعاقد مع إحدى المدارس التعليمية الخاصة بقسنطينة، و التي أضافت مادة الروبوتيك إلى برامجها التعليمية و التربوية، كما يطمح مستقبلا للحصول على اعتماد أو عقد عمل مشترك مع غرفة الصناعة و الحرف التقليدية لولاية قسنطينة، مؤكدا أنه يرغب في التعاون معها في مجال التكوين حيث يلتزم هو بشق التدريب، بينما تتكفل هي كهيئة تنفيذية بمنح الشهادات المهنية للمتدربين، و ذلك على اعتبار أن أكاديميته لا تزال الى حد الآن تعتمد على سجل تجاري محدود لا يخول لها الحق في منح شهادات مهنية للمتربصين، بل مجرد شهادات مشاركة، مع أن البرامج التي يقدمها جديدة  و مواكبة للتطور الحاصل في هذا المجال عالميا، بعكس البرامج التي لا تزال مفعلة في مراكز التكوين المهني محليا.
يرفعه التحدي و تقعده دوامة الإجراءات
و بخصوص الإقبال على أكاديميته و الاهتمام بمجال نشاطه، و ما مدى مردوديته، أوضح محمد اشرف، بأنه يدرك جيدا أن الطريق طويل و يحتاج إلى الكثير من الصبر و التحدي، لأنه يعلم أن هذا النوع من النشاط، لا يزال غير مفهوم و لا رائج في مجتمعنا،  خصوصا في ما يتعلق بتكوين فئة الأطفال الصغار، إذ يبرمج دورة إلى اثنين في السنة، في تخصص واحد أحيانا، و في كل مرة يخصص مقعدا إلى اثنين مجانا للشباب المعاقين الراغبين في الالتحاق بالأكاديمية، مع ذلك فأنه يسعى، كما عبر، لمواصلة  العمل و اكتساب عدد أكبر من الزبائن عن طريق تنظيم أبواب مفتوحة على أكاديميته للتعريف بها و بتخصصاتها، سواء بمقرها الكائن خلف المركز الوطني للسجل التجاري، أو من خلال التنقل الى  مقرات الشركات و المؤسسات الاقتصادية، و حتى بتوزيع مطويات تفصيلية في الأماكن العمومية.
 محدثنا قال بأن إعاقته الحركية بنسبة 100 بالمئة، لم تكن يوما حجر عثرة في مساره، و لم تثن عزيمته بقدر ما  يواجه اليوم صعوبات إدارية حقيقية،  سببها  ثغرات يتضمنها  القانون المنظم للنشاط التجاري في بلادنا، و تتعلق أساسا بوجود تناقضات في عدد من النصوص ما يضطره في كل مرة، إلى تأخير مشاريعه أو الدخول في دوامة الإجراءات الإدارية و البيروقراطية.
هدى طابي

الرجوع إلى الأعلى