انتعشت مؤخرا صناعة الكمامات  مع تشديد السلطات للإجراءات الاحترازية لمواجهة جائحة كورونا ، و إلزامية لبس الكمامة من قبل الجميع في كل الأماكن العمومية دون استثناء
و سن غرامات مالية في حق المخالفين.
و مع ندرتها في الصيدليات ، و غلاء أسعارها لجأت الكثير من  ممتهنات الخياطة سواء من ربات البيوت أو  المحلات  و المعامل إلى خياطتها بأشكال و ألوان مختلفة وسط تزايد الطلب عليها  و تحديدا من فئة الشباب ممن يفضلون خياطتها حسب رغباتهم بدل اقتنائها من الصيدليات فانتشرت موديلات تحمل علامات رياضية و أخرى بألوان و أشكال مزركشة تناسب سن و طبيعة لباس أصحابها .
ربات بيوت يلجأن لخياطتها في المنازل
كثيرات ممن يجدن أبجديات الخياطة من ربات البيوت فضلن خياطة الكمامات لأفراد عائلاتهن، في ظل ندرتها و ارتفاع أسعارها خاصة تلك التي لا يمكن وضعها لأزيد من أربع ساعات مع ضرورة استبدالها و التخلص منها مباشرة بعد الاستعمال و ما يكلف ميزانية يومية لاقتنائها و أعباء إضافية لا يستطيع أصحاب الدخل المتوسط و المحدود تحملها ، و قالت السيدة جهيدة  في حديث للنصر إنها  قامت بخياطة عدد من الكمامات بعدد أفراد أسرتها بعدما وجدت  نفسها أمام هذه الحتمية لعجز زوجها المتقاعد الذي لا يتقاضى سوى 8000 دج شهريا عن شرائها فقامت باستخراج ماكنة الخياطة التي تحتفظ بها منذ سنوات و شراء مترات من القماش الأبيض و خياطة الأقنعة  التي تقوم بغسلها أو كيها بعد كل استعمال ، كما تفكر حاليا بخياطة كميات أكبر لبيعها لأصحاب المحلات في ظل تزايد الطلب عليها.
و هو حال صبرينة و هي شابة في عقدها الثاني، و التي كانت تتلقى دروسا في الخياطة بعد تعثرها في اجتياز امتحان شهادة البكالوريا حيث قالت في حديث للنصر إنها قامت بخياطة بعض الكمامات استعانة بالفيديوهات التي تشرح طريقة خياطتها على يوتيوب ، و منها كانت انطلاقتها في خياطة كميات كبيرة قد تصل إلى ثلاثين كمامة في اليوم و بيعها لأحد المحلات الذي زارته منذ مدة و عرضت عليه النموذج الذي قامت بخياطته ، و تم الاتفاق بينهما على مبلغ معين مقابل كمية يومية تقوم بتجهيزها .
محلات خياطة تتحوّل إلى ورشات لصناعة الكمامات
ضبطت الكثير من ورشات و محلات الخياطة  في قسنطينة عقارب ساعاتها على نبض الحياة اليومية للمواطن في ظل جائحة كورونا و تلبية حاجيات السوق من الكمامات  بالاتفاق مع السلطات الولائية عملا بتعليمات  الوصاية من اجل توفير اكبر قدر ممكن من الكمامات.
و قالت جنات قطاف و هي خياطة و صاحبة محل في قسنطينة ،  إنها حليا تنتج ما بين 80 إلى 100 كمامة في اليوم  لتبيعها لأصحاب المحلات و بعض التجار ، حيث تتوجه يوميا إلى محلها رفقة زوجها لتقوم بتفصيل و الخياطة  و يبلغ  ثمن القطعة  الواحدة 700 دج  ، مضيفة  في حديث للنصر أنها   تقوم  كذلك بخياطة بعض الكمامات  لفتيات و فتيان ممن يتصلون بها بشكل يومي ، و أضافت أن كل زبون له شروط معينة لخياطة الكمامة  بألوان و قصات مختلفة ، و قد انتعشت  بشكل ملحوظ خلال العيد فهناك من الفتيات ممن يفضلن الألوان الزاهية و  آخريات يفضلنها بقطع من التيل و التطريز فيما يفضل الشباب اللون الأسود مع وضع علامة لفريق رياضي أو ماركة عالمية ،  بينما يفضل كبار السن كمامات بقماش متين ليدوم وقتا أطول مع غسلها بعد كل استعمال ، بينما تختلف الأقمشة المستعملة في صناعة هذه الأخيرة بين الأقمشة القطنية الخفيفة و التيرقال الخفيف  ، و حتى القصات تعددت فأصبح الطلب  أكثر على الكمامات التي يتم تفصيلها قطعة واحدة  باستخدام القماش المطاطي مع الاهتمام أكثر بالجانب الجمالي ، لتتحول إلى  إكسسوارت يومية يستحسن الشباب ارتداءها بعدما كانت في وقت من الأوقات حتمية وقائية يرفضها الكثيرون ، و أضافت المتحدثة أن هناك من الشباب ممن يطلبون خياطة  أكثر من قطعة و بعدة ألوان لتتناسق مع لباسهم اليومي .
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى