أدى فرض ارتداء الكمامات الواقية تفاديا لانتشار فيروس كورونا المستجد بين الأشخاص في الجزائر، لفتح الباب أمام عدد كبير من المبدعين الذين راحوا لوضع بصمات خاصة على كمامة طبية حوّلوها إلى قطعة فنية مميزة.
فبعد أن كان شكل الكمامة الطبية موحدا و قد لا يختلف إلا في اللون بين الأبيض و الأزرق، أفرز قرار إجبارية ارتدائها في الشوارع و مختلف الأمكنة، أنواعا جديدة من الكمامات التي باتت تخطف الأنظار بتفاصيلها المميزة و خاماتها التي لم تكن يوما ضمن أساسيات صناعة هذه القطعة الطبية التي كان استعمالها منحصرا في ممارسي الصحة و بعض القطاعات و من يعانون من بعض الأمراض التي تستجوب الوقاية.
و يكفي التنقل في الشارع الجزائري اليوم، لملاحظة ذلك التنوع في الكمامات، و من لثام الرجل الصحراوي و الترقي الجزائري، إلى «العجار» و النقاب الذي يمثل أقدم أنواع الكمامات لدى المرأة الجزائرية و ما تزال تحافظ على ارتدائه قلة قليلة جدا، وصولا إلى كمامات على الموضة بألوان مختلفة، منها الأزرق الداكن، البني، الأسود، و حتى تلك التي صنعت من أقمشة بألوان زاهية قال من يرتدونها إنها جزء من العلاج النفسي لمواجهة القلق و التوتر الذي أفرزته الجائحة، مع قابليتها للغسل و الاستعمال عديد المرات في ظل ارتفاع أسعار الطبية منها و الندرة بين الحين و الآخر.
و في زمن كورونا، راح بعض الفنانين لوضع بصماتهم على الكمامات، إذ وجدنا بعض الشباب على مستوى ولاية بومرداس يضعون كمامات تحمل رسومات مختلفة، قالوا بأنها بصمتهم الخاصة لمحاربة المرض على طريقتهم، و لإضفاء نوع من المرح في ظروف قاسية مثل هذه الظروف التي يعيشونها بحسب تعبيرهم، فمنهم من رسم جمجمة، و آخر شكل فيروس كورونا، بينما فضل ثالث استخدام ألوان فريق كرة القدم المفضل لديه.
كما ذهب شباب آخر من المهتمين بفن الغرافيتي أو الرسم على الجدران، لوضع رسومات جدارية عملاقة لأشخاص يضعون الكمامات الطبية بتصورهم الخاص، فيما يتم تداول صور متنوعة لوجوه عليها كمامات واقية بصور مختلفة، منها الفنية و منها الهزلية تعبيرا عن حالات مختلفة للأشخاص.
من جانب آخر، أبدع بعض الحرفيين في صناعة كمامات بأقمشة متنوعة، و صنعوا كمامات خاصة بكل مناسبة، تقول أمينة خياطة أنها تصنع كمامة العمل الرسمية البسيطة، و كمامات خاصة بالمناسبات كالأفراح، الأعياد، كما تحرص على التفريق بين الكمامات الرجالية و أخرى نسائية تختلف في أقمشتها و قصاتها، و حتى خص النسوية منها بأحجار الزينة أو الأزهار، و لم يستثن الأطفال من ذلك، إذ كان لهم نصيب في إبداعات الخياطين الذين صنعوا للأطفال كمامات خاصة و مميزة شجعتهم على ارتدائها بعد أن كانوا يرفضون ارتداء الأصلية منها.
و إن كان للإبداع السيطرة الأكبر على جديد الكمامات في زمن كورونا، فإن كثيرون فكروا في استغلال ما لديهم من أغراض، و وضعها ككمامة واقية، مثل إعادة تدوير الألبسة القديمة، و استغلال بقايا القماش أو حتى بعض الأغراض الموجودة في المنزل، في محاولة للتعايش و التكيف مع الوضع و الجمع بين الوقاية و حماية البيئة مثل العديد من المبادرات التي تم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أما على مستوى أوسع، فقد أدى قرار فرض الكمامة بدور الأزياء العالمية، لإدخال هذه القطعة ضمن تفاصيل مجموعات المصممين الجديدة عبر أكبر عواصم الموضة العالمية، حيث تم صناعة كمامات تساير الموضة، و كذا تقديم ملابس مرفقة بكماماتها الخاصة كقطعة إكسيسوار، و إن لم ترق جميعها لمعايير منظمة الصحة العالمية في الكمامة الكفيلة بوقاية الأشخاص من المرض.
و فيما تواصل كبريات الشركات العالمية سباقها لإحكام قبضتها على سوق الكمامات العالمي، يواصل الأشخاص استغلال مخيلاتهم و وضع بصماتهم على كماماتهم الخاصة في انتظار التخلي عنها نهائيا و العودة لحياة عادية خالية من الكمامة مهما كان شكلها.
إ.زياري
إبداع الكمامات.. حرب الفنانيـن و الحرفييـن على كورونــا
- التفاصيل
-
درس في مناهضة الاستعمار: فيلم “ معركة الجزائر” حاضر في اعتصام طلبة جامعة ستانفورد
اختار الطلبة المعتصمون لأجل غزة، بحرم جامعة ستانفورد بأمريكا فيلم معركة الجزائر لشحن طاقة الصمود والتحدي...
طلبة يتحركون لمواجهة محاولات السطو: التراث الفلسطيني يزين بهو قصر الحاج أحمد الباي
اكتسى أمس، بهو متحف الفنون والتعبير الثقافية قصر الحاج أحمد باي بقسنطينة حلة فلسطينية، تنوعت بين...
توجيهات عن بعد لتعزيز ثقافة المتابعة: مختصون يكسرون النظرة التقليدية للعلاج النفسي
استطاع أخصائيون نفسانيون من الجزائر، أن يصنعوا محتوى متخصصا مطلوبا على مواقع التواصل الاجتماعي يحظى بالمتابعة...
2500 سائح من 5 قـارات زاروها في شهرين: قسنطينة تعيش ربيعها السياحي
تستعيد قسنطينة بريقها و تستقطب السياح بشكل مكثف في السنوات الأخيرة، ما يضعها في مقدمة الوجهات الثقافية...
عناية بحيوانات منزلية وتطوّع لعلاج أخرى مشرّدة: الرعاية الصحية للقطط ضرورة لتجنّب الأوبئة
يعرف الاهتمام بالرعاية الصحية للحيوانات تزايدا منذ الجائحة كما يؤكده بياطرة، قالوا إن المربين صاروا...
تنافس بقوة وتفرض إنتاجا مختلفا: هل ستنهــــي منصــات البــث التدفقــي زمن التلفـــاز؟
استثمرت منصات رقمية للبث التدفقي بقوة في عادات التلقي الجديدة التي شكلتها التكنولوجيا الحديثة، وذلك طوال...
موسم جديد ينطلق بقسنطينة: تقطير الورد والزهر يدخل دائرة الأنشطة الاقتصادية
تتعطر مدينة الصخر العتيق هذه الأيام، بنسائم الزهر والورد، الذي يفوح عبقه من بيوت ألف أهلها عادة التقطير، التي ظهرت...
تستقطب زبائن من دول مجاورة ولا تنام قبيل الأعياد: علي منجلي تتحوّل إلى عاصمة للتسوّق بالشرق الجزائري
أصبحت المقاطعة الإدارية علي منجلي في قسنطينة، عاصمة للتسوّق في الشرق الجزائري، بعد نجاحها في جذب...
أغنية "من زينو نهار اليوم" للراحل عبد الكريم دالي : نشيــد الفـــرح الخالــد في عيــد الجزائرييـــن
تشكل أغنية "من زينو نهار اليوم صحة عيدكم" للراحل عبد الكريم دالي، رمزا من رموز الهوية الموسيقية الجزائرية و الموسيقى...
تقليد مكرّس بقرى جبال جيجل: “لوزيعــة” عــادة الأجـداد لاستقبال الشهـر الفضيل
تحافظ العديد من العائلات القاطنة بأعالي جبال جيجل، على عادة "لوزيعة" قبل حلول شهر رمضان الفضيل،...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)