أعلِن أمس الأول، عن مشروع لتأسيس أول مركز للذكاء الاصطناعي على مستوى وحدة الحساب المكثف بجامعة سكيكدة ليكون الأول من نوعه في الجزائر، وذلك بمبادرة من باحثين جزائريين مقيمين في الخارج.
الخبر كُشِف عنه خلال المخيم  الافتراضي الأول في الذكاء الاصطناعي والذي نشطه عالم الالكترونيات البروفيسور بلقاسم حبة والبروفيسور حداد سليم مدير جامعة 20 أوت 1955 بسكيكدة والدكتور رياض بغدادي الباحث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية وكذا الدكتور أمين عبداوي المختص في علم البيانات، وذلك بتنظيم من الدكتور مراد بوعاش مسؤول البرمجة بشركة «ياهو» والدكتور محمد سنوسي المختص في الذكاء الاصطناعي بجامعة باريس، بتنسيق مع طلبة ونواد وكذا المدونة سلمى بكوش، حيث حضره أزيد من 7 آلاف مشارك اكتشفوا آخر تقنيات ذكاء الآلة في العالم.
و ذكر الدكتور بوعاش وهو مسؤول البرمجيات في مجمع “ياهو”، أن المشروع المذكور أطلق عليه “سكاي لاب” و هو موجه لفائدة الطلبة من خلال تعليمهم قواعد الذكاء الاصطناعي التطبيقي و كذلك كيفية الولوج و الحوسبة عن بعد عبر حواسيب المركز الموجود في جامعة سكيكدة، مؤكدا في حديث للنصر أن العمل عليه بدأ منذ 4 أشهر مع الدكتور سنوسي، حيث تم خلال هذه الفترة وذلك عن بعد وبصورة منتظمة، تكوين طلبة ماستر ودكتوراه في مجالات تعلم الآلة والتعلم المعمق والأنظمة المدمجة الذكية، ليشرفوا بدورهم على تكوين الطلبة الآخرين.
وسيقدم المركز تكوينا نوعيا يدوم لستة أشهر، وذلك في البرمجة بلغة الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية و كذلك التأقلم مع أنظمة الاستغلال في الاعلام الآلي وخاصة “لينوكس”، من أجل تسهيل البرمجة الموزعة، فيما يقدم الدكتور محمد سنوسي تكوينا في الأنظمة المدمجة الذكية بينما تتكفل الأستاذة بجامعة كنساس، الدكتورة سوسن شدادي، بتعليم الطلبة التواصل وكيفية كتابة المقالات العلمية و الأطروحات.
وذكر بوعاش أن جامعات أخرى بدأت في الاتصال به للاستفادة من المشروع نفسه، لكنه فضل التركيز في الوقت الحالي على جامعة واحدة و جعلها نموذجا يقتدى به مستقبلا حتى تسهل عملية مماثلة، وعن الهدف من المشروع تابع قائلا “الهدف هو إنشاء شبكة للذكاء الاصطناعي في الجزائر بمختلف الجامعات التي لها قدرات الحوسبة ومشاريع للبيانات الضخمة لحل مشاكل حقيقية متعلقة بالذكاء الاصطناعي، لتكون مركز بيانات يعتبر بمثابة بنية تحتية للاقتصاد وكذلك للمؤسسات الناشئة في الجزائر”.
وخلال المخيم الافتراضي، قال مدير جامعة سكيكدة إن هذه الأخيرة بدأت منذ منتصف التسعينيات في تكوين مهندسين في الذكاء الاصطناعي، كما استحدثت ماستر توجيهي في هذا المجال و أنشأت مخبرا في 2012 أين تعمل نخبة من الدكاترة على هذا الموضوع، كما انطلق تكوين في طور  الدكتوراه بوحدة الحساب المكثف المستحدثة سنة  2016 وهي، مثلما يتابع، من بين 14 وحدة في الجزائر كما أنها نتاج تمويل من المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي.
وأثنى البروفيسور حداد على مبادرة الدكتور بوعاش، وقال إن المشروع أطلِق بعد التأكد بأن هناك إمكانيات لاحتضانه بجامعة سكيكدة، سواء تعلق الأمر بالتمويل أو الوسائل، زيادة على توفر مخابر البحث العلمي والبيئة والمحيط الاقتصادي المناسبين، على اعتبار أن الحساب المكثف يستعمل في البيتروكيمياء وتوقعات الطقس والصناعات الغذائية.
وكشف البروفيسور أن مصالحه تطمح إلى استعمال الوحدة المذكورة كدعم لوجيستيكي لتطوير الذكاء الاصطناعي في مدينة وسكيكدة وجامعتها في القريب العاجل، و كذا الارتقاء بها إلى مصلحة مشتركة للبحث العلمي، إلى جانب الذهاب إلى مشاريع شراكة مع المؤسسات الاقتصادية المحلية، الجهوية والوطنية، وإبرام عقود خدماتية لأن الذكاء الاصطناعي، حسب رئيس الجامعة، أداة يمكن أن تحل مشاكل كثيرة للشركاء وتساعد أيضا في تحسين حياة المواطن مقدما مثالا عن مجال الصحة.
ياسمين.ب

الرجوع إلى الأعلى