يشدد بياطرة و أطباء على أهمية الالتزام بأقصى درجات الحيطة والحذر و التقيد  بآليات الوقاية من كورونا، أثناء عمليات بيع و شراء أضاحي العيد، خاصة و أن صوف الخرفان يشكل سطحا يمكن أن يعيش فيه الفيروس و يكون ناقلا له، أثناء لمسه بالأيدي، رغم أن مدة عيشه، أقل مقارنة بأسطح أخرى، كالملابس و الأسطح المعدنية.
في حين نفى المختصون إمكانية انتقال الفيروس عبر كبد أو رئة الأضحية إلى الإنسان ، كما تداولته الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين عدم تسجيل أي إصابة إلى غاية الساعة، بين الأغنام أو الإبل أو الماعز.
و ينصح المختصون المواطنين بالابتعاد عن نقاط الذبح الجماعية التي تشهدها غالبا الأحياء الشعبية و الساحات الكائنة أسفل العمارات، في عيد الأضحى، مع ضرورة  تعقيم أدوات النحر جيدا، و تقطيع  لحم الأضحية في نفس اليوم الذي تذبح فيه، لتفادي انتشار الفيروسات التي تتسبب عادة في تعفن اللحم، في ظل  ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف.
tالطبيب البيطري حسان حجيرة
عدم الالتزام بإجراءات الوقاية يزيد من انتشار الوباء
 ينصح الطبيب البيطري حسان حجيرة في حديثه للنصر، المواطنين بالالتزام بقواعد الوقاية خلال عمليات بيع أو شراء الأضاحي، سواء في الأسواق أو  بعض نقاط البيع العشوائية التي انتشرت مؤخرا، في ظل  قرارات الحكومة بغلق الأسواق، خوفا من انتشار الفيروس على نطاق أوسع .
و أوضح الدكتور حجيرة أن  فتح الأسواق من أجل شراء أو بيع الخرفان، سيضاعف انتشار الفيروس و إصابة مئات المواطنين، إذا لم يحترموا إجراءات الوقاية من وضع الكمامات و تعقيم الأيدي بشكل مستمر، و كذا احترام مسافة الأمان و التباعد أثناء عملية اختيار الأضحية المناسبة، كما أن نقل الأضحية من مدينة إلى أخرى، يمكن أن يؤدي إلى نقل الفيروس، خاصة في ظل الاحتكاك و الاختلاط بين المواطنين و الكباش، خلال عملية البيع و الشراء، و عدم تقيد بالإجراءات الوقائية.
لهذا ينصح الطبيب البيطري بتعقيم الأيدي عند لمس صوف الخروف، باعتباره سطحا يمكن أن يعيش فيه الفيروس كباقي الأسطح الأخرى، لكن لمدة أقل، حسبما أكدته الدراسات العلمية.
  و من هذا المنطلق، فإن المواطنين ملزمون بالتعامل مع أضحية العيد عند اقتنائها  بحذر، و الالتزام بكافة الإجراءات و الممارسات اليومية التي تفرضها الأزمة الوبائية و تحولت إلى عادات، حرصا على الصحة و السلامة و عدم المساهمة في انتشار المرض.
و يفضل المختص اقتناء الأضحية عبر مواقع التوصل الاجتماعي، في ظل انتعاش ظاهرة البيع الإلكتروني للأضاحي، خاصة و أن المشرفين عليها يقدمون للزبون خصائص الأضحية و وزنها و نوعية العلف الذي تتناوله، و كافة التفاصيل المتعلقة بها، فيما تعرض مواقع أخرى إمكانية الدفع عن بعد، و كلها إجراءات احترازية للحد من انتشار الوباء.
نفخ الأضحية بالفم سبب رئيسي لانتقال العدوى
و بخصوص يوم النحر، يدعو الطبيب البيطري المواطنين إلى تجنب عملية نفخ الأضحية بالفم، لأنها عامل أساسي في انتقال الفيروس من شخص لآخر، و ينصحهم باستعمال آلات النفخ الكهربائية أو اليدوية، كما ينصح بعدم التوجه إلى نقاط النحر الجماعية التي تزيد من انتشار العدوى بين الأفراد.
 و في كل الحالات لا بد من ارتداء الكمامات و تنظيف الأيدي و الالتزام بعامل التباعد الجسمي و الاجتماعي، مع تجنب استعمال أدوات النحر جماعيا، على نطاق واسع،  و تعقيمها بدقة ، لأنها قد تساهم في نقل الفيروس من الأيدي البشرية إلى الأضحية، التي تتحول بسبب هذه الأخطاء إلى أسطح ناقلة للفيروس.
أما بخصوص إمكانية انتقال الفيروس من الأضحية إلى المستهلك عبر الرئة أو الكبد، نفى المتحدث هذا الاحتمال، مؤكدا أنه لغاية اليوم، لم تسجل أي إصابة بكورونا بين الأغنام أو الإبل أو الماعز، لأن أجسامها لا تحتوي على مستقبلات للفيروس، مضيفا أن  الفيروس لم يصب الحيوانات لحد اليوم، وهناك احتمالين حسب الدراسات العلمية، إما أن أجسام الحيوانات لم تتعرف عليه كجسم خارجي و لم يتم استقباله بتاتا، أو أن الجسم رفضه مباشرة و تم التخلص منه.
  و من هنا أكد حجيرة أن كل الأضاحي سليمة من وباء كورونا، لكنها قد تعاني من باقي الفيروسات أو الأمراض التي تستدعي معاينة الأضحية بشكل دقيق عند اقتنائها و حتى بعد نحرها، لتجنب انتقال الأمراض إلى الإنسان،  و من بين تلك الأمراض التي تصيبها الكيس المائي، كما قال.
tالطبيبة العامة وردة رباحي
علينا التقيد بالشراء و النحر الوقائيين للأضاحي
شددت من جهتها الطبيبة العامة وردة رباحي، على أهمية الإجراءات الاحترازية عند شراء الأضاحي، مؤكدة أن الرفع من درجة التأهب  خلال الفترة الراهنة مهم جدا،  فالذهاب إلى نقاط بيع الأضاحي قد يكون سببا لانتشار الفيروس بين عدد كبير من الناس، لهذا عليهم عدم التخلي بتاتا عن الكمامات مع تعقيم الأيدي بالهلام الكحولي بعد كل عملية ملامسة  لصوف أو جلد الخروف، و عدم التقارب بين الأفراد و الإبقاء على مسافة الأمان، كإجراء احترازي إجباري.
أما أثناء عملية النحر فتنصح الطبيبة في حديثها للنصر، بأهمية الإبقاء على نفس العادات الوقائية، و تفضل أن تكون عملية الذبح منفردة لكل عائلة، و تجنب  الاعتماد على شخص واحد، ليقوم بذبح أكبر عدد من الأضاحي، لأن ذلك من شأنه أن يتسبب في انتقال الفيروس.
  أما في ما يتعلق بأدوات النحر، فتدعو الطبيبة إلى غسلها جيدا بماء الماء و الجافيل أو الخل، لضمان تعقيمها بشكل جيد، و تفضل عدم تداولها بين المواطنين في عملية النحر، مع تجنب النفخ بالفم نهائيا.
و ترى الدكتورة رباحي أنه من الضروري تعميم فكرة الاقتناء و النحر الوقائيين لدى عامة المواطنين، مع التحسيس أكثر بأهمية ذلك في هذه الفترة، لتجنب انتشار الوباء بشكل أكبر.
كما تدعو ربات البيوت إلى الطهي الصحي للحم لضمان قتل الفيروسات و القضاء على بعض البكتيريا و الأمراض التي يصعب اكتشافها بالعين المجردة، مع تجنب التجمعات عند الأكل، و الغسل الجيد للأواني و تعقيمها، بعد كل استعمال.
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى