استطاعت المنخرطات في مكاتب فيدراليات المجتمع المدني بكل من المدنية الجديدة علي منجلي و بلدية ابن باديس بولاية قسنطينة، تجاوز الكثير من العراقيل و العقبات التي واجهنها أثناء الجائحة، من أجل تجسيد برامج ميدانية تحسيسية و توعوية، و مساعدة المتضررين من الوباء، في مقدمتها بعض الذهنيات التي لا تتقبل انخراط العنصر النسوي في العمل الجمعوي، و كذا حالة الاستهتار التي طبعت ممارسات الكثير من المواطنين، لكن العزيمة كانت بحجم التحدي، من خلال تنظيم عمليات تطهير و تعقيم شبه يومية و حملات تحسيسية و توزيع الكمامات و المعقمات،  و مساعدات للعائلات الفقيرة على مدار شهور، كان العمل خلالها بوتيرة غير متقطعة، خدمة للصالح العالم، على حساب أوقات راحتهن و وجباتهن إزاء عائلاتهن.

- سارة دهليس رئيسة مكتب علي منجلي لفيدرالية المجتمع المدني: نساء تجندن لإحصاء و مساعدة المتضررينمن كورونا
 قالت رئيسة مكتب فيدرالية المجتمع المدني بعلي منجلي،  سارة دهليس ، أن المتطوعات في مكتب مقاطعة علي منجلي و المقدر عددهن عشرة نساء، قمن بعمل جبار، دون انقطاع منذ بداية الأزمة الصحية،  حيث كرسن وقتهن و جهدهن لتوعية المواطنين بمخاطر الوباء القاتل، إلى جانب تنظيم حملات تنظيف و تعقيم مكثفة  لعدة إدارات و مؤسسات، على غرار الحي الإداري لعلي منجلي  و البنوك،  بالتنسيق مع بعض الشركاء كالحماية المدنية، و كذا الإشراف على عملية إحصاء كبرى للمتضررين من الأزمة الوبائية،  و زيارة بعض المناطق المعزولة و الفقيرة، على غرار قطار العيش لتقديم المساعدات و القيام بحملات تحسيس لفائدة السكان.
سارة أوضحت للنصر أن عضوات المكتب ، على مدى أكثر من ستة أشهر من عمر الجائحة، كانت وتيرة نشاطهن سريعة جدا و دون انقطاع، طوال ساعات النهار، خاصة خلال الحجر المنزلي و تفشي الوباء بشكل مقلق، و  كثفن جهودهن من أجل نشر الوعي بين الناس، و القيام بعمليات تنظيف و تعقيم شبه يومية ، خاصة في النقاط الحساسة بعلي منجلي، غير أنهن اصطدمن بالكثير من العراقيل، في مقدمتها  بعض الذهنيات التي  كانت لا تتقبل ما تقوله و تفعله عضوات المكتب لأنهن نساء، بسبب الذهنيات  المتحجرة  التي ترفض تطوع المرأة في العمل الجمعوي، حسبها، مضيفة بأنه كان من الصعب التعامل مع هذه الفئات  و التجاوب معها، ناهيك عن حالة الاستهتار التي كانت متفشية بين المواطنين، و عدم  تقبل  فكرة وجود الوباء من قبل البعض الآخر.
 و رغم كل شيء، لا تزال عضوات المكتب تواصلن عملية التحسيس إلى غاية اليوم، لكن بوتيرة أقل، بعدما بدأت الأمور تستقر نسبيا،  في انتظار عودة  باقي النشاطات الجمعوية  بشكل تدريجي، على غرار النشاطات الثقافية و التربوية، كما أكدت المتحدثة .
- مريم جلول  رئيسة مكتب  بن باديس لفيدرالية المجتمع المدني: هناك من ضحين بأوقات راحتهن و عائلاتهن لخدمة المواطن
من جهتها  تحدثت رئيسة مكتب بلدية ابن باديس لفيدرالية المجتمع المدني، مريم  جلول للنصر، عن الظروف الصعبة  التي واجهتها هي و زميلاتها عضوات المكتب، منذ ظهور وباء كورونا و تفشيه في الجزائر، و أرجعت الأمر إلى طبيعة المنطقة المحافظة، مشيرة إلى أنهن ركزن على المرأة في عملية التحسيس و التوعية لأنها عنصر فعال في الأسرة،  لكنهن اصطدمن  ببعض الذهنيات المتحجرة التي حاولت عرقلة مساعيهن لإيصال الرسالة  و المساهمة في نشر الوعي.
بالرغم من ذلك تمسكت عضوات المكتب و المنخرطات فيه، ببرنامج عملهن التحسيسي، من خلال توزيع مطويات و زيارة ربات البيوت في عقر ديارهن، لتعريفهن بالوباء و طرق انتشاره و كيفية الوقاية منه،  إلى جانب قيام سيدات أخريات بخياطة الكمامات و توزيعها على  سكان ابن باديس.   و أضافت المتحدثة أن الرهان كان صعبا جدا عليهن كنساء ، بسبب  الذهنيات السائدة، لكن العلاقات التي نجحن في بنائها مع سكان المنطقة، ساعدهتن في النجاح في مهامهن.
  و أوضحت مريم، أنها باعتبارها أخصائية نفسانية على اتصال يومي بالمواطنين، نجحت في بناء شبكة علاقات طيبة مع الكثير من سكان بلدية ابن باديس، التي يغيب فيها بشكل واضح، التمثيل النسوي في العمل الجمعوي، و ينحصر على أسماء قليلة، على غرار رئيسة جمعية الفجر سهيلة قندوزي التي بذلت جهدا كبيرا طيلة هذه الفترة، لتقديم يد العون للمواطنين و العائلات المتضررة ، و كذا المساهمة في عمليات التحسيس.
إنهن جامعيات و طبيبات ، عضوات في الحركة الجمعوية في بلدية ابن باديس، نجحن في كسب الرهان طيلة فترة الجائحة، كما قالت مريم جلول،  و تجاوزن العراقيل و حالة الاستهتار التي تحولت بمرور الوقت، إلى نوع من الوعي و تقبل الكثير من النصائح، على غرار ارتداء الكمامة و الالتزام بقواعد التعقيم و النظافة للوقاية من الوباء.
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى