سجلت مديرية التكوين المهني بقسنطينة، عجزا  في توفير أزيد من 700 مقعد بيداغوجي مهني لفائدة فئة الشباب غير الناجحين في البكالوريا، حيث أكد الوالي أنه سيراسل الوزارة الوصية لإيجاد حلول لهذه المشكلة، فيما تم لأول مرة فتح تخصصين جديدين في مجال الفندقة والإطعام، فضلا عن مراقبة نوعية المواد المطهرة والتجميلية وذلك مواكبة لاحتياجات المجتمع منذ بداية الجائحة.
وأشرف، أمس الأحد، والي قسنطينة أحمد ساسي عبد الحفيظ، على افتتاح الدخول المهني لدورة شهر مارس، من مركزالتكوين المهني صالح لبصير ببلدية عين سمارة، أين قدمت مديرة التكوين المهني، عرضا مفصلا بالأرقام حول وضعية القطاع عبر مختلف بلديات الولاية.
وسجلت مديرية التكوين المهني عجزا في استقبال 710 شاب من ذوي مستوى الثالثة ثانوي، حيث ذكرت مديرة القطاع، رحيمة زناتي، أن عدد المقاعد البيداغوجية المبرمجة لفائدتهم لهذه السنة يقدر بـ 385 ، في حين أن عدد الطلبات يقدر بـ 1341 قبل أن يتم إضافة 246 مقعدا إضافيا، لكن ظل العجز مسجلا بنسبة وصلت إلى 52 بالمئة.
وأشارت المتحدثة، إلى وجود صعوبة كبيرة في تلبية طلبات تكوين هذه الفئة التي تتخرج بعد التحاقها بمختلف معاهد التكوين برتبة تقني سامي، قبل أن يتدخل الوالي الذي تساءل عن إمكانية امتصاص نسبة من الطلب في حال تطبيق نظام الدوامين أو التفويج، لكن المديرة أكدت أن المديرية سعت إلى ذلك من خلال فتح أقسام منتدبة بمراكز تكون ،مثلما قالت، تحت إشراف من المعاهد، لكن الطلب تجاوز قدرات المديرية.
وتابعت المتحدثة، أن اللجوء إلى نظام الدوامين غير ممكن، فغالبية التخصصات الموجودة ،مثلما قالت، ثقيلة وتتطلب وجود منصب خاص بكل متربص، كون نمط التكوين مهني محض، كما أن المؤطرين ،بحسبها، لن يستطيعوا العمل بنظام التفويج لكثافة الحجم الساعي أما في حال تطبيقه فإن الأمر يتطلب اعتمادات مالية، من أجل توظيف أساتذة مؤقتين.
وأكد الوالي، على ضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة، حيث قال أنه من غير المعقول أن يتوقف هؤلاء الشباب عن الدراسة في الصف النهائي ثم لا يجدون فرصة أخرى لمواصلة تكوينهم في المجال المهني، قبل أن يطلب من المديرة إعداد مراسلة إلى مصالحه من أجل تحويلها إلى الوزارة المعنية، كما ذكر أنه سيبلغ وزيرة القطاع بالمشكلة واتخاذ إجراءات لامتصاص 20 بالمئة على الأقل من الطلب، فيما ذكرت المديرة أن فتح المعهد المتخصص ببلدية زيغود يوسف سيقلل نسبيا من حدة المشكلة.    
واستجابة للظروف التي فرضتها جائحة كورونا على المجتمع، تم فتح تكوين تخصص جديد لحساب هذه الدورة، ويتعلق الأمر بمراقبة المواد المطهرة والتجميلية، حيث قالت المديرة، إنه في البداية تم فتح قسم واحد فقط على مستوى المعهد الوطني المتخصص بسيدي مبروك، لكن ارتفاع مستوى الطلب على العرض التكويني، أدى إلى إضافة قسم آخر، وهو ما يعكس ،بحسبها، إقبال الشباب على التخصصات التي تواكب احتياجات السوق والمجتمع.
وبالمعهد المتخصص بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، تم فتح تخصص جديد  في  فن خدمة الطاولة الخاص بالفندقة والإطعام. كما ذكرت المديرة، أن عدد المقاعد البيداغوجية المفتوحة لهذه الدورة يقدر بـ 5198 منصبا موزعين على 16 شعبة مهنية،  حيث احتلت شعبة البناء والأشغال العمومية الرتبة الأولى بـ 638 منخرطا  في حين نالت صناعة الأغذية الزراعية الرتبة الأخيرة بـ 20 منخرطا وبنسبة لا تزيد عن 0.38 بالمئة، قبل أن تؤكد المسؤولة أن المديرية ستعمل على حث الشباب على الالتحاق بالمجالات المهنية التي تلقى عزوفا رغم امتلاكها لفرص العمل.
ووفق الأرقام المعروضة، فإن عدد التخصصات في شعبة تقنيات الإدارة والتسيير قد وصل إلى 29 تخصصا ،حيث تعرف إقبالا كبيرا من طرف الشباب الذي يرغبون في التوظيف في المجال  ، وهو رقم قالت المديرة أن مصالح المديرية  تعمل على إنقاصه مستقبلا، إذ تعمد الوزارة الوصية ،مثلما أوضحت، على منح الأولوية  لتطوير الشعب المهنية التي تتوافق والاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية، مشيرة إلى تنظيم حملات تحسيسية وإعلامية للتعريف بهذه التخصصات.
ويتوفر قطاع التكوين المهني بقسنطينة، على 5 تخصصات فقط في مجال الفلاحة رغم الطابع الفلاحي للولاية، كما تتوفر على تخصص واحد في كل من مجالات تقنيات السمعي البصري و الإنشاءات العدنية والصناعة الجلدية، أما الرقمنة والمعلوماتية فقد وفرت المديرية 10 عروض للتكوين، أما في البيئة والمياه فلا توجد سوى 3 تخصصات فقط .
وبرمجت المديرية، خلال السنوات المقبلة فتح 29 تخصصا جديدا مراعاة للتحولات الاجتماعية والاقتصادية،  منها    الطاقات المتجددة للبنايات وتركيب وصيانة أنظمة الإنذار، فضلا عن تقني في الحفاظ على التراث المبني وتسيير أشغال ترميم التراث وكذا زراعة النباتات الطبية والعطرية وغيرها من التخصصات الأخرى، التي تراعي متطلبات سوق الشغل.
ووصل العدد الإجمالي للمتكونين في قطاع التكوين المهني ، إلى  13219 من بينهم 5171 متربصا جديدا و 6313 ما يزالون في طور التكوين، فضلا عن 456 متكونا عن بعد وكذا 1279 يتلقون تكوينا في مؤسسات خاصة، علما أن الولاية تتوفر على 18 مركزا و 4 معاهد متخصصة فضلا عن معهد تعليم مهني وآخر للتكوين المهني.وقد تم تكريم عدد من المتفوقين المتخرجين من مختلف المعاهد، كما تم إبرام اتفاقية بين مركز التكوين بعين سمارة والمصلحة الجهوية  للتجهيز والمالية  للأمن الوطني،  لتكوين أفراد تابعين للجهاز في مجال التدفئة المركزية وتركيب الغاز فضلا عن الكهرباء المعمارية،   كما تجدر الإشارة إلى أن  الوالي زار المؤسسة الوطنية لعتاد الأشغال العمومية بعين سمارة، أين اطلع على وضعية الممتهنين كما تلقى شروحات عن مختلف مراحل الإنتاج.     لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى