المفرغات العشوائية و نقائص التهيئة يشوهان حي بكيرة
تحول حي بكيرة إلى أكبر تجمع سكاني ببلدية حامة بوزيان بقسنطينة، بسبب موقعه المميز بين وسط المدينة و الجهة الشمالية للولاية، غير أنه يعرف الكثير من المشاكل المتمثلة خاصة في انعدام التهيئة و تلوث المحيط و تدني الخدمات، و هي أمور تشغل السكان الذين يطالبون السلطات بحلول عاجلة.
و يشهد الحي تدهورا كبيرا، حسب ما لاحظناه خلال زيارتنا له، فانطلاقا من مدخله يصبح المسلك صعبا على السيارات، بسبب اهتراء الطريق الذي تكثر به الحفر كلما تعمقنا أكثر داخل التحصيصات الواقعة بالجهة العلوية، أما الأرصفة فهي شبه منعدمة، كما أن النظافة غائبة و لا توجد أماكن مخصصة لرمي القمامة، حيث لا أثر للحاويات ما ساعد على تكدس أكوام القاذورات أسفل العمارات، و كأن الأمر يتعلق بمفرغة ترمى بها جميع أنواع الفضلات المنزلية و الردوم و بقايا مواد البناء، في مظهر ينذر بخطر بيئي و صحي.
أما النقل فهو غير منظم، فباستثناء حافلات النقل الحضري التي تعمل نحو وسط المدينة، لم نعثر على أية سيارة أجرة بكامل حي بكيرة، الذي لا يتوفر على محطة أو حتى موقف للحافلات، فالمواطنون ينتظرون على قارعة الطريق للركوب، أما المركز الصحي الوحيد فهو صغير و لا يبدو مجهزا لتقديم الخدمات لكامل السكان، و الأمر ذاته بالنسبة لمكتب البريد الوحيد و المتمثل في بناية ضيقة، فيما لا توجد مساحات لعب أو ملاعب جوارية.
السكان أكدوا لنا أنهم يعانون بشكل يومي، حيث يطالبون بتعبيد الطرق، التي أصبحت غير صالحة تماما و تتسبب في إلحاق الأضرار بسياراتهم، كما أشاروا إلى غياب التهيئة و تدهور الأرصفة و الإنارة العمومية الغائبة في العديد من الشوارع، فيما اشتكى آخرون من الأعطاب المتكررة و التسربات شبه دائمة بقنوات المياه، و تحدثوا عن تذبذب في التزود بالمياه، إلى درجة أن المياه لم تصل حنفيات البعض لأسبوعين، محذرين من الانتشار الكبير للقمامة،مما سيتسبب  في تزايد البعوض و الجرذان و القطط المتشردة.
و طالب المواطنون بتوفير سيارات الأجرة، إذ يتنقلون نحو وسط مدينة قسنطينة عبر “الفرود” فقط، أما أصحاب الحافلات فقد اشتكوا من عدم وجود موقف، بعد أن أصبح القديم لا يتسع لجميع الناقلين، كما طرح البعض مشكل صغر المركز الصحي الذي لا يقدم الكثير من الخدمات الضرورية، و كذلك مركز البريد الضيق و الذي يحدث به ازدحام و تدافع شبه يومي، خاصة في فترة تلقي فئة المتقاعدين لمعاشاتهم، فيما تحدث بعض الشباب عن حاجتهم الماسة إلى ملاعب جوارية لممارسة رياضة كرة القدم.
البلدية تعترف بعجزها في القضاء على انتشار القمامة
نائب رئيس بلدية قسنطينة اعترف بوجود نقائص في التهيئة و الإنارة و في رفع القمامة، و قال بأن المواطنين أيضا مسؤولون عن نظافة الحي، مشيرا إلى أن البلدية تسجل عجزا في الإمكانيات المادية و البشرية، تمنعها، حسبه، من القضاء بشكل كلي على مشكل الأوساخ، لكنه أكد بأن مصالحه ستعمل على إيجاد حل مناسب من خلال توظيف أعوان نظافة جدد أو التعاقد مع مؤسسات خاصة، مضيفا بأن مشكلة التزود بالمياه حُلت مؤخرا مع مصالح “سياكو”، التي قامت بإصلاح عطب كبير على مستوى الشبكة الرئيسية، ليوضح بأن البلدية تعمل بشكل متواصل على إعلام “سياكو” بجميع التسربات الموجودة على مستوى الحي.
و كشف المسؤول عن مشاريع مسجلة ستنطلق “قريبا” على مستوى الحي، و من بينها تعبيد الطرق على مستوى العمارات و ببكيرة العليا، و هو المشروع الذي سينطلق خلال الأسبوع المقبل على حد تأكيده، كما تحدث عن مشروع تهيئة شاملة للشطر الثالث، تابع لمديرية التعمير و رصد 12 مليار سنتيم، مؤكدا بأن البلدية تكفلت مؤخرا بانجاز مساحة لعب للأطفال وسط العمارات، كما قامت أيضا بصيانة الإنارة العمومية ببعض الشوارع بقيمة حوالي 500 مليون سنتيم، قبل أن يكشف عن برمجة مشروع محطة للنقل الحضري، و عن سعي البلدية مع المصالح المعنية لإنجاز مركز صحي جديد و كذا مركز بريد.
عبد الرزاق مشاطي

الرجوع إلى الأعلى