يحذر أخصائيون في التغذية و أطباء و صيادلة من الإفراط في تعاطي التلاميذ المقبلين على اجتياز شهادة  التعليم المتوسط و البكالوريا، المنشطات و المكملات الغذائية، مشيرين إلى أن مخاطرها قد تصل إلى حد الموت المفاجئ.

وهيبة عزيون
و أكد صيادلة بأن الإقبال على اقتنائها معتبر من قبل التلاميذ المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، لكن الإناث أكثر تهافتا عليها، بينما ينوب الأولياء عن تلاميذ المتوسط في شراء مكملات يعتقدون أنها تساعد أبناءهم على التركيز و الحفظ و الاستيعاب، غير مبالين بمضاعفاتها و مخاطرها.
ويتزايد الاقبال على المكملات الغذائية كلما اقتربت الامتحانات وسيما النهائية منها، حيث يلجأ تلاميذ وأولياء إلى الاستعانة بها للمساعدة على التركيز وتنشيط الذاكرة ومنح الجسم طاقة أكبر للسهر و المراجعة، لكن نادرا من يلجأ مستهلكوها لأطباء، حيث نجدهم يقتنونها من باب أنها فيتامينات ومعادن لا تضر الجسم، ويعد الأوميغا 3 ومستخلصات العسل الملكي ومواد أخرى مثل الجينسن ومركبات الفيتامينات و المغنيزيوم  والحديد الأكثر طلبا، وهو ما واكبه صيادلة، فنجد تلك المواد توضع في الواجهات وتعلق الأسعار للفت الانتباه،كما شاركت الاعلانات التلفزيونية وعلى مواقع التواصل في تكريس فكرة أن المكمل الغذائي ضروري وغير خطير .
وتقول السيدة ليندة / ك  أنها تفضل المواد المصنوعة من العسل وسيما العسل الملكي لمنح ابنها طاقة أكبر وتؤكد أنها جربت ذلك السنة الماضية ووجدت أن الطفل كان أكثر قدرة على مواكبة ريتم المراجعة بعد أشهر من خمول الحجر، وهذه السنة ابنها مقبل على امتحان البكالوريا لذلك هي قررت أن تمنحه نفس المادة مع فيتامين سي حفاظا على مناعته من كورونا.
أما السيد سمير /ب وهو إطار في بنك فيعتبر المكملات ضرورية لكنه يقول أنه قبل أن يقتنيها يستشير أطباء حول تأثيراتها وحينما يتعلق الأمر بخلطات يقرأ عنها جيدا قبل أن يقدمها لأبنائه، مشيرا بأن ضغط الامتحانات سواء البكالوريا أو الجامعة يحتم أخذ البعض منها لكنه كما يضيف، يفضل الفواكه والمكسرات إلا أن أبناءه يفضلون كبسولات وأقراص اختصارا للوقت ولأنها مفعولها حسبهم سريع وفعال، فيما تأخذ الأطعمة وقتا كي تتحول إلى معادن وفيتامينات.
وقد كانت للسيدة ليلى  وهي ماكثة بالبيت وأم لابنين، تجربة قاسية مع المكملات بعد أن اقتنت كما تقول، خلال الفصل الأول علبة من فيتامين سي والزنك وعلبة من مادة أخرى تقول أنها أعشاب صينية ممزوجة بالعسل، ولم تنتبه لعدد الجرعات وتركت الحرية لابنها الذي مزج بين المادتين وأفرط في أخذها، فأصيب لأسبوع كامل بأرق شديد، ما استدعى مراجعة طبيب قال لها أن المكملات هي السبب لأن جسم الطفل يحمل شحنة من الطاقة لم تكن تستدعي كل تلك الجرعات، مما أثر على جاهزه العصبي وجعله في حالة يقظة لأيام، لذلك فقد قررت كما تؤكد العمل على توفير غذاء متوازن ومدروس اعتمادا على ماينشره أطباء ومختصون على صفحات مواقع التواصل أو من خلال فيديوهات على يوتوب .

- الصيدلي فاروق بغلول: الإشهار رفع إقبال التلاميذ بأزيد من 40 بالمئة


قال الصيدلي فاروق بغلول، صاحب صيدلية بعين نحاس في الخروب ، أن الإشهار التلفزيوني رفع بورصة المكملات الغذائية و المنشطات، و تحديدا بين التلاميذ المقبلين على اجتياز شهادتي التعليم المتوسط و البكالوريا.
و اعتبر المتحدث الإقبال عليها معتبرا ، تحديدا خلال الأسابيع الأخيرة مع اقتراب موعد الامتحانات الرسمية، حيث يبيع ما معدله 10 علب يوميا، و يرى أن الإشهار التليفزيوني  عبر مختلف القنوات، في مقدمة عوامل زيادة الإقبال عليها ، واصفا هذه الإعلانات بالمغلوطة،  و كثيرا ما يتحفظ كمختص في المجال من محتواها و ينصح الزبائن بالعدول عن تناولها  لعدة أسباب يعتبرها منطقية، فهي كنوع من الأدوية لا تزال تابعة لوزارة التجارة، بينما تغيب الرقابة في تصنيعها و التحاليل المعمقة لمكوناتها.
و أضاف الصيدلي أن تلاميذ  البكالوريا من الجنسين يقتنون هذه المكملات ، و  غالبا ما يقصدون الصيدلية من أجل شراء أنواع محددة ، خاصة تلك التي يتم الإعلان عنها في التلفزيون ، بينما ينوب أولياء  التلاميذ المقبلين على اجتياز شهادة التعليم المتوسط عنهم لشرائها لهم، مضيفا أن حالات نادرة من تلاميذ الابتدائي يقصدون الصيدلية لشراء هذه العقاقير، بعدما كانت في السابق تقتصر على طلبة الجامعة .
و أهم الخصائص التي يبحثون عنها في هذه المكملات أو المنشطات، رفع قدراتهم في التركيز و الاستيعاب،  و عن الأسعار قال الصيدلي أنها مرتفعة  و تتراوح بين 500 و 1000 دج، و أعرب المتحدث عن تحفظه بخصوص بعض الأنواع أو الماركات، و بالأخص التي يتم الترويج لها كثيرا، و رغم وفرة المنتجات المحلية، فهو يفضل المستوردة ، كما قال للنصر. 

- الصيدلي رمزي بن تازير : أولياء يقصدوننا لاقتناء المقويات و المنشطات لأبنائهم
قال الصيدلي رمزي بن تازير، و تقع الصيدلية التي يعمل بها بحي ساقية سيدي يوسف في قسنطينة، أن الإناث هم أكثر إقبالا على اقتناء المقويات و المنشطات من الذكور.
و في حديثه إلى النصر،  أكد أنه يبيع يوميا ما بين  6 إلى 7 علب أغلبها للتلاميذ المقبلين على شهادتي البكالوريا و المتوسط، مضيفا أن عددا كبيرا من الأولياء يقتنون هذه الأدوية لأبنائهم، و يبحثون عن أفضل الماركات التي لها مفعول في تقوية الذاكرة و الحفظ و غيرها .
و أضاف المتحدث أن زبائنه يبحثون عن خصائص معينة تتوفر في المكملات قبل اقتنائها، تحديدا ما يزيد من القدرة على الاستيعاب و تقوية الذاكرة و التركيز. و بصفته صيدلي يتدخل في أغلب الأحيان لتقديم النصائح و الإرشادات لهم حول بعض المكونات و المخاطر الصحية للإفراط في الجرعات  مثلا الإفراط في تناول فيتامين «سي «الذي يعرف إقبالا كبيرا ، يؤدي إلى فرط في النشاط ، و عدم القدرة على النوم ، و مع تكرار هذا الوضع يصاب التلميذ بالإجهاد البدني و الفكري و يفقد السيطرة على الجسم ، و يتراجع تركيزه يوم الامتحان.

- الطبيبة العامة منيرة بحيطة: الاعتماد الزائد على المنشطات و المكملات يسبب الوفاة


تحذر الطبيبة العامة منيرة بحيطة بوذراع من مغبة أخذ كميات زائدة من المنشطات و المكملات الغذائية التي قد تكون سببا مباشرا للموت المفاجئ.
و أكدت الدكتورة بحيطة بوذراع في حديثها للنصر، أن تناول هذه المواد يجب أن يتم بعد استشارة طبيب أو أخصائي في التغذية، و لا يمكن بأي حال تناولها دون وصفة طبية، لأن لها مخاطر كثيرة، خاصة بعد تعاطي جرعات زائدة.
و أضافت المتحدثة أنها تستقبل عادة حالات لتلاميذ تعرضوا لمشاكل صحية ، بسبب هذه العقاقير، أبرزها ، اضطرابات في الجهاز الهضمي، كالحرقة و الإسهال، و اضطرابات في النوم و القلق و التوتر، إضافة إلى حالات الصداع المتكررة و نقص التركيز و تغير المزاج.
و تابعت الطبيبة أن هؤلاء التلاميذ يمكن أن يتعرضوا لتزايد نبضات القلب و احتباس السوائل في الجسم ، و حتى السمنة، و قد يصل الأمر إلى الموت المفاجئ،  لهذا تنصح التلاميذ المقبلين على شهادتي التعليم المتوسط و البكالوريا، باعتبارهم الأكثر إقبالا على هذه العقاقير، بالابتعاد عنها قدر الإمكان، والاعتماد على نظام غذائي صحي متكامل، لأنه السبيل الوحيد لتوفير ما يحتاجه جسم و عقل الإنسان من فيتامينات و مقويات، إضافة إلى النوم المعتدل و أخذ الراحة الكافية.

- أخصائية التغذية سعاد بوشعير: الإكثار من الماء و تنويع الغذاء يغني التلاميذ عن المكملات


أكدت أخصائية التغذية سعاد بوشعير،  أن المكملات الغذائية لا يمكنها أن تعوض الجسم ما فقده أو ما يحتاجه من فيتامينات و معادن و باقي المركبات الغذائية .
و تحذر الأخصائية  في حديثها للنصر ، التلاميذ من الإفراط في تناول هذه العلاجات، أو جعلها بديلة للغذاء الطبيعي و الصحي، كونها لا تعوض حاجة الجسم  من الفيتامينات و المعادن، و وحدها الفواكه و الخضار كفيلة بإعطاء الجسم ما يحتاجه من طاقة ، و بفضل تركيبتها الطبيعية تساعد على امتصاص الفيتامينات  لاحتوائها على الماء و الألياف و السكريات.
 كما تنصح التلاميذ المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا و شهادة التعليم المتوسط بتناول وجبات صحية معتدلة و تنويع المصادر و الابتعاد عن المكملات الغذائية، أو التركيز عليها على حساب التغذية السليمة ،  و ذلك لتجنب مشكل فقدان الشهية و ضعف الجسم و بالتالي تراجع قدرات التلاميذ في التركيز و الاستيعاب.
و تفضل أخذ المكملات عن طريق وصفة طبية ، مع تفادي الإكثار من المنبهات كالقهوة و الشاي ، لأنها تسبب جفاف الجسم ، و التوتر و اضطرابات في الجهاز الهضمي، بالأخص عند تناولها مباشرة بعد وجبة الطعام، و من الأفضل أن يعتمد التلميذ على أكل صحي غني بالفواكه و الخضار التي تحتوي على الفيتامينات و السكر الطبيعي ، مع الإكثار من المياه و جميعها  مصادر طبيعية للطاقة ، مع احترام شرط  النوم الكافي.
و أضافت المختصة أن فوائد الغذاء الصحي لا تقتصر على مكوناته ، فحتى شكله و تنوع ألوانه هي مصدر حقيقي للراحة و النظر إليها يعدل المزاج و يقضي على التوتر.

 

الرجوع إلى الأعلى