قررت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات توسيع علاج المدمنين على المخدرات الصلبة بالميثادون، بعد أن تم اعتماد هذا العلاج البديل وبشكل تجريبي مطلع شهر جانفي الماضي على عينة من 100 مريض ينحدرون من 5 ولايات بوسط البلاد "للحد من الآثار المدمرة للإدمان على المخدرات".
 وفي كلمة ألقاها بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة الإدمان على المخدرات أكد الأمين العام لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الحق سايحي، أمس، على أهمية الميثادون كعلاج بديل وضروري للحد من الآثار المدمرة للإدمان على المخدرات، "لاسيما المواد الأفيونية"، مشيرا إلى ضرورة إدراجه ضمن أولويات التوسيع اعتبارا من السنة القادمة.
 وسجّل، المتحدث بأن مكافحة الإدمان على المخدرات في بلادنا عرفت تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة ضمن إطار متعدد القطاعات، خصوصا -كما ذكر - مع إنشاء الديوان الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان عليها، وتكفل قطاع الصحة بتوفير العلاج اللازم لضحايا الإدمان، مبرزا بأن "توفير الميثادون منذ 5 جانفي 2021 كعلاج بديل للإدمان خصوصا على المواد الأفيونية يعد ضروريا للحد من الآثار المدمرة لاستهلاك هذا النوع من المخدرات سيما في أوساط الشباب، بالإضافة إلى تفادي مخاطر اجتماعية أخرى ناجمة عنه".
ورافع ذات المسؤول من أجل إدراج العلاج بالميثادون ضمن أولويات برنامج التوسيع اعتبارا من السنة القادمة، مشيرا إلى أنه قد تم لهذا الغرض وضع قواعد صارمة لوصف وصرف الميثادون وكذا رسم خارطة طريق تتمثل في اعتماد تجربة نموذجية مدتها سنة يتم تقييمها خلال نصف الفترة بهدف توسيع هذا العلاج تدريجيا نحو مراكز صحية أخرى تستوفي الشروط التي تم تحديدها، على أن يتم على المدى الطويل توفير الميثادون على مستوى كافة هياكل علاج الإدمان.
وبهدف التكفل الأمثل بضحايا الإدمان، لفت الأمين العام إلى استفادة جل ولايات الوطن تقريبا من هياكل للعلاج، حيث تم بذل جهد معتبر منذ سنوات لتعزيزها من حيث الموارد البشرية المختصة على غرار دفعتي الأطباء المستفيدين من شهادات اختصاص في علم الإدمان.
كشف السيد سايحي في هذا السياق عن «الشروع في تكوين دفعة ثالثة خلال السنة الجارية تتكون  - كما أشار - من 30 طبيبا لدعم الفريق الموجود إلى جانب تكوين 50 مهنيا من المراكز الوسيطة لعلاج الإدمان في مجال المقابلة التحفيزية يضم أخصائيين نفسانيين وأطباء».
من جهته كشف المدير الفرعي لترقية الصحة العقلية بالوزارة، البروفسور محمد شكالي، أن العلاج بالميثادون قد تمت تجربته على 100 مريض هذه السنة في انتظار تعميمه على مراكز أخرى بعد تحديد المعايير والعوامل المساعدة على ذلك، وقال بأنه نظرا لخصوصيات هذا العلاج البديل من حيث الاستعمال فإنه من الضروري تكوين المهنيين في هذا المجال.
وفي أجابته عن وجود آثار جانبية للعلاج بهذا الدواء، رد البروفسور شكالي بأن جميع الأدوية لديها آثار جانبية، إلا أن نسبة استفادة المدمنين – حسب توضيحاته - أكبر بكثير إذ أنه يجنبهم الإصابة بما هو أخطر مثل السيدا، لافتا إلى أن مراكز علاج الإدمان تستقبل حوالي 20 ألف مدمن، بينما في الواقع فإن العدد أكبر بكثير مما يستدعي بذل الجهود للحد من هذه الظاهرة.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، كانت قد أعلنت مطلع جانفي الماضي عن اعتماد النظام الصحي الجزائري لدواء ميثادون لعلاج المدمنين على المخدرات الصلبة لأول مرة في بلادنا، على عينة أولى بـ 100 مدمن من 5 ولايات بمنطقة وسط البلاد ينحدرون من (البليدة، الجزائر العاصمة، المدية وبومرداس وتيبازة) وذلك على مستوى المصلحة المتخصصة بمستشفى فرانز فانون بمدينة البليدة والوحدة المتخصصة في الشراقة بولاية الجزائر.
ويعد الميثادون – حسب تصريحات سابقة لمسؤولين بوزارة الصحة "وسيلة علاج فعالة لا يمكن الاستغناء عنها، كونها قادرة على مساعدة أولئك الذين يعانون من الإدمان وضمان وإعادة اندماجهم الاجتماعي، وحمايتهم مع بقية المجتمع من تعاطي المخدرات بالحقن" مع التأكيد بأن "استعمال هذا الدواء الذي يتم استخدامه للتخلص من الحالات الشديدة من الإدمان على أنواع المخدرات الصلبة مثل الهيروين والكوكايين والأفيون سيمكن من جهة أخرى من الحد من الجريمة والانحراف".
ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى