أعاد فرض قرار الحجر الصحي المطبق في البلاد منذ أيام، مشاهد  القلق  و التوتر و الخوف من عدوى كوفيد 19، و ضرورة تغيير نمط الحياة للتكيف مع الإجراءات الوقائية السارية المفعول، لكن يبقى الأطفال، الشريحة الأكثر تمردا،  حيث يواجه عديد الأولياء صعوبات في إقناع البراعم بقضاء عطلة صيفية بين أربعة جدران، بعيدا عن أجواء الشواطئ و النزهات، بسبب الأزمة الصحية الراهنة .
أكد العديد من الأولياء للنصر، أنهم وجدوا صعوبة كبيرة في إقناع أبنائهم بالبقاء مجددا في البيت طوال اليوم، و عدم الخروج للعب و تعليق برنامج عطلتهم،
و قالت السيدة سارة للنصر، أنها في خلاف دائم مع أطفالها الأربعة، فهم لا يستوعبون أسباب حرمانهم من إتمام برنامج الاصطياف الذي خططت له الأسرة منذ العام الماضي ، و أجبروا على العودة إلى البيت و ترك الشاطئ الذي قضوا به أياما ممتعة.
الأم أكدت أنها تسعى بشتى الطرق لإقناعهم بخطورة الخروج إلى الشارع و مخالطة الأطفال، مضيفة أن تمرد أبنائها بلغ حد هروب أحدهم من البيت، فور فتح الباب، للجلوس في الشارع.
خرجات بعيدا
عن التجمعات..
و قالت أم أخرى أنها اضطرت إلى تغيير طريقة تعاملها مع أطفالها الذين رفضوا، حسبها، فكرة البقاء في البيت و التنازل عن الاصطياف، فلجأت إلى تنظيم خرجات إلى الهواء الطلق، و أخذ دراجاتهم معهم، بعيدا عن أي تجمعات قصد الترفيه عنهم، مؤكدة أن فكرة عودة الحجر، أدخلتهم في حالة من القلق الدائم الذي انعكس على سلوكياتهم في البيت، فارتفع صراخهم و مشاجراتهم اليومية، فاضطرت إلى وضع برنامج مناسب للتخفيف عنهم.
قالت الأخصائية النفسانية دلال حمادة أن البالغين تأقلموا مع قرار الحجر الصحي و أضحى نمط حياة سهل التطبيق بالنسبة إليهم، و على الآباء و الأمهات منهم مرافقة أطفالهم في هذه الفترة بطريقة ذكية، مؤكدة بأن إقناع الأطفال أمر سهل، حيث يمكن أن يتم فقط بإغرائهم بشراء ألعاب جديدة، أو مشاركتهم اللعب، خاصة الألعاب الجماعية القديمة، بينما تبقى النزهات في الطبيعة ، بعيدا عن التجمعات، من الطرق الجيدة للترفيه عن الأطفال.
و تنصح المختصة الأولياء باستثمار فصل الصيف لمحاولة تعويض الأطفال عن خرجات الشاطئ، عبر اقتناء مسابح صغيرة يمضون بها أوقاتهم في البيت، فضلا عن محاولة تبسيط الأمور و التحدث عن الوباء كمادة علمية جديدة سيدرسونها في المستقبل، و كأزمة عالمية سيتغلب عليها العلم و تصبح من الماضي.
و تدعو المتحدثة من جهة أخرى، الجميع للابتعاد عن الخوف الشديد الذي يضعف مناعتهم، و العمل على التغلب عليه من خلال ممارسة مهامهم بشكل طبيعي، مع الالتزام بإجراءات الوقاية و الحجر المنزلي، دون الانسياق وراء الإشاعات و كثرة الحديث على مواقع التواصل الإجتماعي التي تقول أن تأثيرها أضحى أكبر من تأثير الحقيقية، في انتظار انفراج الأزمة و إيجاد حل يخلص المعمورة من عدو غير مرئي أربك الجميع.
           إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى