شهدت ولاية جيجل، أجواء هادئة، سادها تنظيم محكم لانتخابات المجالس الشعبية البلدية و الولائية و إقبال للناخبين من أجل الإدلاء بأصواتهم، حيث كان ما يفوق 448 ألف ناخب في الموعد و شهدت المناطق الجبلية إقبالا في الفترتين الصباحية و المسائية على عكس المدن الكبرى، و التي شهدت الإقبال في الفترة المسائية، خصوصا من قبل العنصر النسوي.
بروتوكول صحي وقائي صارم
الانطلاقة كانت من مركز فريجة سليمان بمدينة جيجل، حيث أعطى المسؤول الولائي للسلطة المستقلة للانتخابات، إشارة الانطلاقة والقيام بعملية مراقبة رفقة المرافقين و التأكد من ضمان الالتزام بالبروتوكول الصحي من لبس للأقنعة الوقائية و تعقيم اليدين و قد تم خلال الزيارة، إعطاء عدة ملاحظات خصوصا المتعلقة بتطبيق البروتوكول الصحي و احترام مختلف الإجراءات الوقائية و مرافقة المنتخبين بتسهيل العملية.
و تشير المعطيات المتحصل عليها من قبل المكلف بالإعلام للسلطة، إلى أن عدد الهيئة الناخبة يقدر بـ 448 ألفا و 841 ناخبا، من بينهم أزيد من 236 ألف رجل، فيما تم تخصيص 1120 مكتبا، منهم 638 مكتبا للرجال، 658 مكتبا للنساء و 14 مكتبا مختلطا، تم تأطيرها من قبل 20 ألف مؤطر، حيث توافد المؤطرون منذ الساعات الأولى قبل انطلاق الموعد الانتخابي و ضبط الإجراءات المتعلقة بترتيب الأوراق و إنهاء التحضير، فيما أكد منسق السلطة المستقلة للانتخابات بجيجل، مولود ماطي، أن العملية انطلقت بصورة جيدة وسط بروتوكول وقائي.
و بمركز فريجة سليمان، اصطف عدد معتبر من الناخبين في مداخل 8 مكاتب و أمام البوابة الرئيسية، قام المؤطرون بتطبيق للبروتوكول الصحي على غرار قياس درجة الحرارة و إجبارية لبس الكمامة، بالموازاة مع ذلك، تم تخصيص كمية من الأقنعة الوقائية عند مدخل البوابة و عند المكاتب، مع وضع المعقم اليدوي.
و قد أخبرنا كهل كان بصدد أداء واجبه الانتخابي، أن أفراد عائلته مصممون على اختيار ممثليهم في المجالس البلدية و الولائية، فيما ذكر أحد الشباب، بأنه سيقوم بالتصويت على ممثليه في المجلس البلدي و الامتناع عن الإدلاء بصوته في المجلس الولائي، كونه لم يقتنع على حد تعبيره بالمترشحين و ذكر لنا أحد المؤطرين، بأنه يمكن للمعني القيام بما يرغب به و له الحرية المطلقة.
شرح لطريقة الانتخاب  و محاولات للتشويش
داخل المكاتب كان المؤطرون يحرصون على مرافقة الناخبين و شرح طريقة الانتخاب للمستفسرين عن العملية، توجهنا بعدها إلى مركز مصطفى الوالي، أين كان الإقبال متوسطا بين شباب وكهول، كانوا مصطفين لاختيار ممثليهم.
جبنا بعدها مراكز أخرى و قد لاحظنا طريقة تعامل بعض الناخبين الذين يرفضون لبس الأقنعة الوقائية رغم توفيرها، سلوكات مؤسفة في ظرف حساس جراء ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا و بجوار مدخل مركز محمدي مسعود، وجدنا سيدة تصرخ في وجه شاب و تطلب منه الابتعاد عنها و عند الاستفسار، تبين أن المعني حاول التأثير على صوتها و محاولة دفعها للانتخاب على مترشح آخر.
 و نفس الصورة وجدناها عبر بعض المراكز التي جبناها، من خلال رصد تواجد ممثلين عن بعض المترشحين، كانوا يحاولون استعطاف الناخبين المقبلين على المراكز و أعينهم تترصد تحركات مصالح الأمن، ذكر لنا مواطنون، أنهم شباب و شابات، حاولوا استعطافهم بترصدهم بجوار مراكز الانتخاب و تقديم أسماء للتصويت عليها، كما ذكر آخرون، بوجود مترشحين بينهم، واصفين الأمر بالخطير و غير المسؤول.
ناخبات بين جني الزيتون و الإدلاء بأصواتهن
كما كانت لنا زيارة لمتابعة عملية الانتخاب في بلدية جيملة بأعالي جبال الولاية، حيث توجه عشرات الناخبين لاختيار ممثليهم من ضمن خمس قوائم بالبلدية و 9 قوائم بالمجلس الولائي، أين وقفنا على إقبال متوسط في المركز الانتخابي، فنينيش مسعود، بمنطقة بوجوادة، عبر محور الطريق الوطني رقم 77، أين كانت عناصر الشرطة تقوم بتنظيم حركة المرور و منع ركن السيارات بجوار المركز، مع مرافقة الشيوخ  العاجزين و قد فضلت عائلات التوجه للإدلاء بصوتها، حيث أخبرنا أحد المواطنين بأنه قام بجلب زوجته و ابنته للاقتراع، ليقوم بعدها بنقلهم إلى الحقل لجني الزيتون و جلب أخته و ابنته الأخرى، كونه قام بتركهما تقومان بجني الزيتون.
و الملاحظ خلال حديثنا مع المتواجدين، أن عدد المصوتين سيتزايد بعد الزوال، كون جل العائلات فضلت التوجه في الفترة الصباحية للبساتين من أجل جني محصول الزيتون، مع تحسن الأحوال الجوية، على أن يقوموا بالقدوم في الفترة المسائية.
توجهنا بعدها إلى وسط بلدية جيملة و تحديدا إلى مركز الشهداء صوكو بمنطقة المحد، أين صادفنا ناخبين شبابا و كهولا، يصطفون من أجل الدخول إلى مكتب الاقتراع و داخل المكتب كانت الحركة كبيرة، فيما قام أحد المؤطرين بتنظيمهم و فرض التباعد و لبس الأقنعة الوقائية و قد أخبرنا رئيس المركز، بأن عدد الناخبين في حدود الساعة العاشرة، قدر بـ 117 مصوتا من أصل 1102 مسجل.
في حين ذكر بعض الناخبين، أنهم وجدوا صعوبة كبيرة في فهم عملية التصويت و التعرف على مرشحيهم بسبب غياب الصور، فبعضهم يحفظ الأسماء و فقط بدل الألقاب، كما أن بعضهم كان يجهل طريقة الاقتراع بوضع علامة على المترشح المختار.
و بمركز الشهداء مواجي بالمحد، سجلنا إقبالا ضعيفا للعنصر النسوي و جلهن فتيات في مقتبل العمر، حيث غابت المشاهد السابقة بإقبال العجائز و النسوة، فيما أوضحت متحدثة، أن موعد الانتخابات في هاته الفترة جاء بالتوازي مع جني محصول الزيتون و جلهن توجهن للحقول و من المتوقع أن يكون إقبالهن في الفترة المسائية. و يذكر أنه و في حدود الساعة العاشرة صباحا، سجلت بلدية جيملة نسبة 5 بالمائة من المشاركين.
حاولنا الاتصال بالقائمين على السلطة المستقلة للانتخابات الولائية، فأكد المعنيون رفض المنسق الولائي تقديم أي معلومات حول النسبة، فيما أعلن رئيس السلطة الوطنية، شرفي، عن النسبة المسجلة بولاية جيجل، في حدود الساعة العاشرة صباحا، حيث قدرت نسبة المصوتين في المجلس الولائي، بـ  4,20 بالمائة  و بالمجلس البلدي بـ 4,53 بالمائة.
إقبال النسوة في الفترة المسائية على مراكز الانتخاب
عدنا خلال الفترة المسائية لزيارة بعض المراكز بعاصمة الولاية، أين شاهدنا بداية توافد العنصر النسوي على مختلف المراكز، مع حركة كثيفة عبر شوارع المدينة، بفعل الجو المشمس الذي ساعد و مكن العشرات منهن من الخروج للإدلاء بأصواتهن، حيث ذكرت سيدة أن الأمطار المتساقطة في الفترة الليلية، أحبطت عزيمتها في الذهاب إلى مركز الاقتراع، لكن و بعد مشاهدتها لتحسن الأحوال الجوية، قررت التوجه للإدلاء بصوتها، فيما ذكرت مرافقتها، أنها كانت عازمة على التوجه إلى مركز الاقتراع مهما كانت الظروف، كونها وجدت صديقة لها مترشحة للانتخابات الولائية و عزمت أن تقوم بمنحها صوتها و قد لاحظنا عبر مختلف المراكز، إقبالا متوسطا، فقد كانت النسوة تتوافدن في شكل مجموعات للإدلاء بصوتهن.
التقينا بعض المترشحين خلال تنلقنا و أخبرنا المعنيون بأن الناخبين وجدوا صعوبة في طريقة التعبير عن أصواتهم و أغلبيتهم كانوا يجهلون طريقة التصويت، كونهم لأول مرة يتوجهون للانتخاب بطريقة القائمة المفتوحة، وذلك بالنسبة للناخبين الذين امتنعوا عن التصويت في الانتخابات البرلمانية السابقة، مضيفين بأنهم قاموا بإبلاغ السلطة الولائية ببعض التجاوزات التي كانت تتم بجوار مراكز الانتخاب عبر محاولات للتشويش على الناخبين و تغيير رأيهم.
و قد تواصلت العملية الانتخابية بجيجل في هدوء تام، وسط تحكم في العملية، حيث تم  تخصيص 500 مركبة و سيارة إدارية لضمان العملية و 11 حافلة لنقل المتوجهين لصناديق الاقتراع بالمناطق النائية.
كـ.طويل

الرجوع إلى الأعلى