يواصل الجزء الثاني من المسلسل الدرامي «بنت البلاد» الذي أدرج ضمن الشبكة البرامجية التلفزيونية لشهر رمضان الجاري، تسليط الضوء على يوميات عائلة جزائرية متعددة الأفراد، تعيش في قرية، وسط زخم من العادات و التقاليد، لكل فرد منها حياته الخاصة و انشغالاته و همومه و مشاكله، و يبرز العمل عبر حلقاته، طبيعة العلاقات التي تربط بين أفراد العائلة، و كذا علاقاتهم بالمحيطين بهم، و تبادل التأثير و التأثر و التفاعل بينهم، و ما يكتنف ذلك من تحديات و صراعات مصالح و نفوذ و منافسة و غيرة و أحقاد تفرق بين البشر و لا تجمعهم، تتخللها صور تعاطف و تآزر و قصص حب مجروحة، و مشاهد لا تخلو من روح الفكاهة لتخفف من حدة الأحداث الدرامية المتتابعة، فيجد عديد المشاهدين أنفسهم و مشاعرهم و أفكارهم عبر أداء الممثلين.

إلهام. ط

سيناريو و حوار الجزء الثاني من المسلسل، على غرار جزئه الأول، من توقيع منال مسعودي، في حين أخرج الجزء الثاني سامي فعور، و تم تصويره بإحدى قرى برج بوعريريج، ذات المناظر الطبيعية الساحرة، و أطلق عليها اسم «الثلث الغالي»، نسبة إلى «الثلث الخالي»، ليرمز لخصائص القرية النائية و الفقيرة، لكن مكانتها خاصة و غالية  بقلوب أبنائها.
ويرتكز سيناريو العمل أساسا ، على قصة الشاب أمير الذي أنهى دراساته العليا في الخارج و قرر العودة إلى مسقط رأسه، و في نفس الوقت قرر الزواج  من حبيبته الحسناء روزا، مزدوجة الجنسية جزائرية و إيطالية، ذات الأفكار التحررية،  لكن عائلة أمير تعارض إتمام هذا الزواج.
و لم يستسلم الحبيبان، بل قررا التمرد على كل العراقيل و تتويج قصتهما بالرباط المقدس، و تم لهما ذلك، و قرر أمير الإقامة مع زوجته في «الثلث الغالي»، و تصطدم روزا بواقع مختلف، و بيئة لا علاقة لها ببيئتها الأوروبية الأصلية، تقاوم في البداية كل محاولات التأقلم، لكنها تغوص تدريجيا في مجتمعها الجديد، و تكتشف حكايات و قصص و تراث و عادات و تقاليد تسحرها و تأسرها تدريجيا.
العمل جمع معظم الممثلين و الممثلات الذين ظهروا في جزئه الأول، يتقدمهم الفنانون الطيب بنعيجة، و ياسمينة عبد المومن، و سامية مزيان، إلى جانب الممثلة و عارضة الأزياء ليليان بركون و الممثلة و عارضة الأزياء و صانعة المحتوى عبر مواقع التواصل شيماء عطا الله، و كذا عديد الأسماء الشابة على غرار نبيل شيالي و محمد نجيب بوسواليم و لبنى نوي و أمير عميشي و سهيلة فارس و جليل شرفي و رابح طيباوي و غيرهم.. و قد انضمت إلى طاقم العمل في موسمه الثاني المؤثرة و الفكاهية ملاك جريو ، في حين عوضت الممثلة فايزة أمل القيصر في ذات الموسم زميلتها الممثلة نوارة براح، التي أحبها المشاهدون في الموسم السابق عندما تقمصت شخصية « أم الخير»..
و  الملاحظ أن «بنت البلاد 2 «، لا يبث في الجزائر فقط، بل تبثه عدة قنوات تلفزيونية تونسية، إلى جانب بثه عبر الفضاء الافتراضي بعدة مواقع، خاصة  يوتيوب، حيث يحظى بعدد مشاهدات يومية تتراوح بين 873 ألف في حلقته 14 إلى مليون و نصف المليون متابعة و آلاف التعليقات في حلقات أخرى، و من بين الانتقادات التي وجهها المتابعون للعمل، تراجعه من الناحية التقنية، خاصة عملية التصوير و التحكم في الألوان في الجزء الثاني، في حين كان الأول، أفضل بكثير تقنيا، حسبهم، كما انتقد عديد المتابعين تعويض الممثلة نوارة براح،  بزميلتها فايزة أمل القيصر، مؤكدين بأن لا أحد يمكن أن يعيش الدور مثل نوارة التي تعودوا عليها، في حين أعابوا على فايزة أمل نظراتها القاسية و ملامحها الصارمة.في المقابل أكد أغلب المتابعين أن العمل جيد،  لأنه يعكس الواقع المعيش بحذافيره، و تفاصيل الحياة اليومية للعائلات الجزائرية، و علق متابع «أجمل مسلسل لهذا الموسم، إن الفنانين رغم بساطتهم، استطاعوا بإتقانهم و إخلاصهم، الفوز بإعجاب الجمهور»، و أشاد آخرون على وجه التحديد بأداء الثلاثي الشاب نبيل شيالي و ليليان بركون و شيماء عطا الله .. و نوه عدد منهم بخفة دم و عفوية عدد من زملائهم، مما خفف وطأة الأحداث الدرامية المتتابعة.           إ.ط

الرجوع إلى الأعلى