يطمح المعلق الصوتي الشاب محمد لمين مهري، المتوّج مؤخرا بالمركز الأول في جائزة فنون الصوت العالمية «فويس أرت أوارد»،  عن  فئة الإعلان، إلى أن يكون ذا أثر نبيل ويضع بصمته في مجال التعليق الصوتي ويصبح مرجعا للعديد من الشباب الصاعد، مؤكدا للنصر بأن  إتقان اللغة والأداء هما السر وراء نجاح كل معلق صوتي.

يعرف مجال التعليق الصوتي تطورا كبيرا، بفضل التطور التكنولوجي الذي أتاح أدوات وتقنيات حديثة، قابله إقبال عدد كبير من الشباب على امتهان هذه الحرفة عبر المواقع الافتراضية، من  بينهم محمد لمين مهري صاحب الحنجرة الذهبية الذي يملك خبرة في مجال الأداء الصوتي المختلف بكل أنواعه، حيث قدم أعمالا رسمية لعدة قنوات خاصة وإذاعات محلية بالإضافة إلى العديد من الأعمال الإعلانية لشركات مختلفة، والذي كانت الصدفة وراء تغيير  مسار حياته، كما كانت جائحة كورونا وراء ولوجه عالم التعليق الصوتي الذي لم يكتشف شغفه به  قبل سنة 2020.
مشروع شبابي واعد
وقال الشاب البالغ من العمر 30 سنة للنصر،  بأن بداياته  مع التعليق الصوتي كانت في فترة الكوفيد وبالتحديد سنة 2020، كمعلق صوتي هاوي لم يكن حينها يعرف أبجديات هذا المجال، فعمل على تطوير موهبته أكثر، بالتدرب لساعات  طويلة من أجل إتقان أداء مختلف  الأصوات، وذلك لأن التعليق الصوتي،حسبه، يعتمد بشكل مبدئي على الموهبة ثم الاجتهاد والتعلم و تدريب الحبال الصوتية، مردفا بأنه حظي بتشجيع صديقه المقرب، الذي قدم له كل الدعم المعنوي وحثه على بذل مجهود للعمل باحترافية.
600 عمل رسمي  خلال 4 سنوات
الشاب الشغوف، قال إنه وبعد أن اكتشف سحر خامته صوته وما قد تحقق له من دخل مادي معتبر،  أنجز أستوديو وباشر عمله، فيما لم يتوقف عن تطوير لغته ومخارج الحروف،  التي يراها أساس نجاح المعلق، كما كان يغذي سمعه بالاستماع للمعلقين الصوتيين المحترفين، فاختص حينها في مجال الإعلانات الصوتية كأعمال رسمية، وكذا الأعمال الشخصية المتعلقة أساسا بالشعر والخواطر، لتقديم محتوى هادف، بأسلوب ممتع وغير ممل.
وأكد محمد لمين، على دور مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب موقع « لينكدان» في التسويق  لأعماله وتحقيق الانتشار، والتي مكنته من  الوصول إلى أكبر شريحة من العملاء، أن يصنع لنفسه اسما، وينافس أشهر المعلقين الصوتيين  في العالم، ويصبح الصوت الرسمي لعديد من الشركات داخل وخارج الوطن، أي بمعدل 600 عمل رسمي في 4 سنوات، مضيفا في ذات السياق بأنه يملك مجموعة بموقع فيسبوك، خاصة بالمعلقين الصوتيين، وهي أكبر مجموعة  بالعالم العربي، اسمها 1001 «فويس كوفر».
مجال يحتاج الكثير من الجهد
ويرى محمد لمين، بأن التعليق الصوتي هو فن أداء، الصوت والتحدث من وراء الميكروفون للتعبير عن محتوى النص بصورة تحفظ معانيه وتعبر عن أحاسيسه، مؤكدا بأن النجاح في مجال التعليق الصوتي لا يقتصر على التجربة والاجتهاد والموهبة فحسب، بل يجب امتلاك العديد من المهارات الهامة،  كامتلاك ناصية اللغة والإلمام بالقواعد النحوية واللغوية وإتقان نطق الحروف من مخارجها الصحيحة، فضلا عن الإلمام بكيفية التقطيع الجيد للنص، وفهم الفرق بين الوقفات وإتقان استخدامها، والإحساس بالنص، وتنويع الأداء وفقا للحالة الواجب إيصالها للمستمع، مشددا في ذات السياق على ضرورة إتقان التعامل مع المعدات الصوتية وآلات وبرمجيات التسجيل والتحرير المختلفة. وأوضح الشاب، بأن  الفرق بين الجيل القديم والجيل الحالي من المعلقين، يكمن في مواقع التواصل الاجتماعي، التي فتحت الفرصة لجميع الموهوبين في أن يصدحوا بأصواتهم للعالم أجمع، بعدما كانت   محصورة في العمل الإذاعي و الإنتاجات المسرحية أو المسلسلات التلفزيونية، مردفا بأنه بإمكان أي شخص الولوج إلى عالم التعليق الصوتي، شرط أن يجد بصمة الصوت الخاصة به، والأسلوب  الخاص الذي يميزه عن معلقين  آخرين، مضيفا بأن البدء في مجال التعليق الصوتي يتطلب امتلاك العديد من المؤهلات، أهمها توفر اللغة السليمة، والتكوين في المجال التقني وكيفية التعامل مع العتاد.
ويرى المتحدث، بأن  مجال التعليق الصوتي له مستقبل واعد، لأن هناك  العديد من الأصوات المميزة في الساحة، التي تمكن صاحبها من اقتحام سوق الأعمال الحرة وتحقيق دخلا ماديا، ولكن  بشرط إتباع أهم النصائح الأساسية في  الميدان والاستمرارية في التكوين لأنه بحر واسع يتطلب جهدا وصبرا كبيرين.
تجربة «الشان» أفادتني على الصعيد المهني
ويهدف الشاب،  إلى أن  يكون صاحب رسالة هادفة  بخامة صوته وأن يضع بصمة في هذا المجال، ويصبح مرجعا في التعليق الصوتي وينقل  تجربته للمبتدئين بدءا بتعلم المجال ومعرفة أسراره،  ثم الالتحاق بالدورات مع الاستمرار في تطوير الذات وكذا الانتقال إلى متابعة الخبراء، وصولا إلى الخطوة الأخيرة وهي الولوج إلى عالم «الفريلانس» وتحقيق ربحا ماديا.
وعن الجوائز المتحصل عليها، قال بأنه سبق وأن نال جائزة الإعلام السياحي العربي، عن نفس العمل المتوج بالجائزة الأميركية «تنيري»، معربا عن سعادته الكبيرة لفوزه في هذه المسابقة العالمية، التي يقدمها مجتمع علوم وفنون الصوت في نيويورك» سوفاس»، وهي أفضل جائزة تمنح لعلوم الصوت في العالم، لاختيار أفضل معلق أو ممثل صوتي، تمنحها مجموعة من الشركات والمساهمين الذين يشاركون في تنظيم حفل الأوسكار.وأكد المتحدث، بأنه حقق بفضل عدد كبير من أعماله شهرة ونجاحا كبيرين في مجال التعليق الصوتي، أهمها عن الاتحاد العربي للحديد والصلب، وسوق السفر السعودي، وياليدين إكسبرس، والجوية الجزائرية وغيرها من الأعمال التي انتشرت على نطاق واسع، مضيفا بأن تجربة التعليق في «الشان» كانت فريدة من نوعها وسعت نطاق شهرته  وأثرت رصيده المهني، في ظل  التنافس الشديد على منصات العمل الحرة العربية.
وتوجه الشاب الطموح، في ختام حديثه للنصر بالشكر إلى والده وصديقه المقرب حمزة شايب، اللذين كان لهما فضل كبير في بلوغه قمة النجاح.
لينة دلول

الرجوع إلى الأعلى