فرقة التراث الموسيقي المغربي تستحضر  أشهر أشعار الأندلس
أدخلت أول أمس فرقة التراث الموسيقي المغربي القادمة من المغرب الأقصى الجمهور القسنطيني في حالة من الانتشاء الموسيقي ،حيث أدت أروع النوبات الأندلسية ضمن قالب الحضرة الموسيقية التي تؤدى ضمن ابتهالات روحانية مستمدة من الثقافة الأندلسية، في حين أبدع الشباب القسنطيني في أداء نوبات المالوف التقليدية، وذلك ضمن فعاليات السهرة الخامسة من الطبعة التاسعة من المهرجان الثقافي الدولي للمالوف، المنظم من طرف مديرية الثقافة لولاية قسنطينة.  
 الفرقة المغربية  فضلت أن تكون نوبة الأصبهان افتتاحيتها الموسيقية لترحب من خلالها بالجمهور القسنطيني أين صدح صوت المغنية  داية زنيبر بأداء راق لأغان معروفة ضمن هذه النوبة العريقة، على غرار أغنية «كتمت المحبة سنين» فتفاعل معها الجمهور وصفق لها لدى أدائها استخبار افتتاحي للأغنية.
الفرقة التي استوحت أغانيها من أشعار شعراء الأندلس قدمت للجمهور القسنطيني طريقة مختلفة في أداء الأغاني التي طالما ارتبطت بطابع المالوف بالنسبة إليه ،فقدمت استهلال واستخبار لأهم تلك الأشعار و خلاصات جميلة على غرار «نعشق الشمائل»  و«مرحبا أهلا وسهلا».
الفنان القسنطيني الشاب سيف الدين طورش اعتلى ركح المسرح الجهوي في الجزء الثاني من السهرة رفقة مجموعة من الشباب يبدون في العشرينات من العمر ،لكن حداثة سنهم لم تمنعهم  من إظهار قدراتها في موسيقى المالوف ،حيث أدت أغان تنتمي للمالوف التقليدي جعلت بعض متذوقي هذا الطابع ،يميلون برؤوسهم استمتاعا بها.
طورش صاحب الحلة الأنيقة ،تألق في أداء  نوبة الذيل بصوته الجميل و بعدها بانصراف «قم ترى»  و بطايحي «طاب الصباح».
 الجزء الثالث من السهرة  خصص للفنان خالد حناشي الذي قدم باقة من الأغاني العريقة في موسيقى المالوف ، فرغم تأخر الوقت  واصل الأوفياء لهذه الموسيقى الاستمتاع بها و مشاركة حناشي الأداء في أحيان كثيرة ،خاصة عندما أدى  نوبة رمل الماية ، في حين استعرض الموسيقيون قدراتهم على العزف و قد خصصت فقرة  للعزف المنفرد وهو ما نالت عليه الفرقة تصفيقات الحاضرين.
جدير بالذكر بأن الجمهور توافد بشكل كبير خاصة العائلات ،حتى امتلأ المسرح الجهوي عن آخره .
و قد شهدت السهرة الرابعة من المهرجان الثقافي الدولي للمالوف تقديم فرقة «سرسال»   الإسبانية لمزيج من الأغاني الشعبية الإسبانية الجميلة ،ضمن طابع الفلامنكو الشهير ،رافقتها إيقاعات راقصة  أشعلت ركح المسرح الجهوي .و قد أبدع مغني الفرقة في إبراز قوة و سحر صوته و هو يقدم سمفونيات الحب و الجمال و الحياة ،مسافرا بالحضور الكثيف إلى مدينة قرطبة و حكايات الأندلس.
و شارك في إحياء هذه السهرة أيضا كل من مغني المالوف رياض خلفة، و صاحب المرتبة الثالثة في المهرجان الوطني للمالوف أمين شطي .
بينما تميزت السهرة الثالثة من المهرجان بتقديم الفرقة اليونانية «إفجينيوس فولغاريس»لوصلات قادمة من جزر اليونان تقاطعت مع روح الموسيقى الأندلسية،في حين فضلت فرقة صوت البلجيكية أن تستعيد أروع الوصلات الغنائية التي ارتبطت ببلدان غرب البحر الأبيض المتوسط، و استلهمت موسيقاها من كنوز الأندلس، لتخصص الفقرة الأخيرة من السهرة للجمعية مقام الفائزة بالمرتبة الثانية في المهرجان الوطني للمالوف.     
حمزة.د/ ن.طابي

الرجوع إلى الأعلى