فتحت مسرحية «البرنوس السحري» التي أنتجتها جمعية "مسرح نات" القادمة من بجاية، الباب للتساؤلات حول حدود الخير والشر في عالم الكبار برؤية الصغار، فتمت مناقشة عدة أسئلة عبر عرض درامي يقترب من الكوميديا الهادفة. المسرحية  من إخراج حسن عزازني و تأليف عمر فطموش و قد عرضت أمس بدار الثقافة مالك حداد، في إطار أيام قسنطينة لمسرح الطفل، فجعلت الأطفال يهتفون بشكل حماسي ويحاولون إرشاد البطل للخيارات الصحيحة ولا يقع في فخ الشر الذي قد يفسد حياته في ما بعد. المسرحية تنطلق من خلال تمني الفتى ميدو تحويل دمية صغيرة إلى دمية كبيرة، لكي تشعر بالسعادة، فتحققت أمنيته من خلال ظهور شخصية بشار الخير، لكن ميدو يتأسف على فعل الخير دون أن يعي ذلك، فتعلم كيف يقدم الخير دون نتائج سلبية في المستقبل. تدور أحداث المسرحية في غابة جميلة دل عليها الديكور الخلفي للمسرحية، حيث يدخل الطفل ميدو في صراع فكري  بين اقتراحات «حسيسن القبيح» و خيارات «فوزي المليح»، في إشارة للصراع الأزلي، بين الخير والشر.
فالمسرحية  تهدف إلى تعليم الأطفال الطرق المثلى للعيش، عبر تبني الخيارات التي تجعل الحياة خيرة و مليئة بالنعم.
رئيس تعاونية «مسرح نات»، القادمة من بجاية، تحدث عن ضرورة أن تحمل الأعمال المسرحية المقدمة للأطفال قيمة التعليم، مع الاحتفاظ بالجانب الترفيهي، خاصة و أن مسرحية «البرنوس السحري»، استعانت بفلسفة الصراع بين الخير والشر و تعليمها للأطفال، لتعينهم على فهم مقرراتهم الدراسية و ربطها بشخصيات مسرحية. وقد توافد الأطفال بشكل مقبول لمشاهدة المسرحية و تجاوبوا معها، من خلال الصراخ و محاولة التأثير على القرارات، خاصة و أن «البرنوس السحري» استعان بسينوغرافيا جميلة جمعت بين بهجة الأزياء و تكثيف الإضاءة، مع موسيقى حماسية و مشوقة للأطفال. وقد انطلقت مؤخرا أيام قسنطينة لمسرح الطفل، عبر تقديم عروض ترفيهية ومسرحية و سحرية للأطفال بدار الثقافة مالك حداد طيلة العطلة الربيعية و هي عروض شيقة قادمة من ولايات عديدة، على غرار «سأطير يوما»، المنتجة من قبل المسرح الجهوي لعنابة و مسرحية «جدو يا جدو» لجمعية الفنانين الأحرار للثقافة و مسرحية «الكتاب السحري» لتعاونية أفكار و فنون و «التمثال» لجمعية اليراع للثقافة والإبداع.                          
حمزة.د

الرجوع إلى الأعلى