لا يهّم كثيرا الإنتماء العضوي للإرهابيين المقضي عليهم في معركة المدية، أكانوا أعضاء في تنظيم"داعش" الإرهابي أو تنظيم القاعدة أو أي تنظيم إرهابي آخر سيطل برأسه من تحت الرماد ، فالمهم هو أن التنظيمات الإرهابية النشطة بمنطقة الوسط، تلقت على مدار الأسبوع الثاني من شهر رمضان الجاري، ضربة قاصمة على يد مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، الصخرة الصلبة التي تتحطم عليها كل محاولات النيل من أمن و استقرار الجزائر.
 حصيلة العملية كانت ثقيلة في صفوف الإرهابيين، فقد بلغت 22إرهابيا على الأقل لقوا مصرعهم و تم حجز أرمادة من الأسلحة الأوتوماتيكية و الذخيرة الحربية و أجهزة اتصال و لوجستيك ، مما يطرح أكثـر من علامة استفهام عن وجود هذا العدد المعتبر من الإرهابيين المدججين بأسلحة حربية في جبال المدية و على مشارف العاصمة.
و تضاف حصيلة هذه المعركة، إلى سلسلة الحصائل التي ما فتئ الجيش يحققها خلال العام الماضي، أين قضى على أكثـر من 80 إرهابيا في عمليات مشابهة أظهرت مدى فعالية المؤسسة العسكرية في التكفل بمطاردة بقايا و فلول الإرهاب التي لا أمل لها في الإفلات أمام إستراتيجية توحيد و تركيز مصدر القرار العسكري في محاربة ظاهرة الإرهاب بشكل صارم.
الحصيلة هذه هي أيضا ثمرة نزول القيادة إلى الميدان و القيام بزيارات تفقدية إلى الوحدات القتالية بالنواحي العسكرية السبع آخرها الناحية الأولى،عمل فيها نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش على استنهاض الهمم و إسداء التعليمات العسكرية لمواصلة المعركة الفاصلة ضد بقايا الإرهاب.
و يبدو أن رسالة الجيش إلى الإرهابيين و تنظيماتهم المسلحة، كانت واضحة من خلال مدلول و مخلفات هذه العملية التي تمت بنجاح كبير في منطقة وعرة للغاية.
فقد أظهرت معركة المدية و قبلها بأيام معركة أخرى بالبويرة ،مدى جاهزية القوات المسلحة و إصرارها على ملاحقة المجرمين في الصحارى الشاسعة و في الجبال الوعرة، بنفس العزيمة و الإرادة في تطهير البلاد من هذه الآفة و تفكيك الخلايا  التي تنتسب للتنظيمات الإرهابية الأكثـر تداولا في وسائل الإعلام الوطنية و الدولية.
و هو عهد قطعه على نفسه رئيس الأركان و هو يرفع من معنويات أفراده خلال اللقاءات المبرمجة عقب الزيارات الميدانية، حيث طلب من الإطارات العسكرية على وجه الخصوص، إدراك المخاطر الأمنية المحدقة ببلادنا من كل جانب و الرهانات الجيواستراتيجية التي تحيط بالمنطقة ، و هو ما يحتم على الجميع البقاء في حالة يقظة مستمرة و حذر دائم، أي بلوغ الجاهزية القصوى للقتال و الإستعداد لأسوأ السيناريوهات.
و يحرص دائما المحارب في الصفوف الأولى ضد الإرهاب على التذكير، بأن المؤسسة العسكرية و في ظل التحديات التي تواجهها ،تقوم بمهامها الدستورية تحت الرعاية المباشرة لرئيس الجمهورية وزير الدفاع الوطني القائد الأعلى للقوات المسلحة.
و هو ما يفهم منه أنه ما كان أن تحقق مثل هذه الإنجازات المتتالية في دحر الإرهاب و صدّه، لو أن قوات الجيش الوطني الشعبي و باقي المصالح الأمنية بقيت مشغولة بقضايا ليست من صميم عملها الدستوري و أولوياتها، كما يحاول اليوم بعض السياسيين جر المؤسسة الصامتة و استمالتها إلى نقاش سياسي عقيم، و بالتالي إلهائها عن مهمتها الأساسية في تأمين البلاد و الحدود.
و يسجل اليوم الجيش انتصارا آخر دون دوي
و ضجيج على قوى الشر، بالتوازي مع عرض مشروعي قانونين يلزمان العاملين الذين انتهت فترة خدمتهم بعدم إفشاء أسرار عسكرية قد تعيق عمل المؤسسة العسكرية التي خدموها، أو الإدلاء بتصريحات غير موزونة تنال من عزيمة زملائهم الأفراد و الضباط.
المؤكد أن الذين خدموا بأمان و إخلاص و صانوا الوديعة، سيشرفهم العمل الجبار الذي يقوم به الجيش الوطني الشعبي و الإنتصارات التي يحققها أفراده على فئة ضالة تحاول عبثا زعزعة أمن
و استقرار الجزائر.
النصر

الرجوع إلى الأعلى