المجلس الولائي يفتح ملف تعاونيات الخدمات الفلاحية بقالمة  
قرر المجلس الشعبي الولائي بقالمة فتح ملف تعاونيات الخدمات الفلاحية و طرحه للنقاش في دورة جديدة تنطلق اليوم الثلاثاء بحضور والي الولاية و مديرية الفلاحة و ممثلين لتعاونيات قليلة مازالت تنشط بصعوبة و تقترب من حافة الإفلاس بسبب المنافسة و مشاكل التسيير و نقص الموارد المالية و العتاد و نزيف اليد العاملة.  
و أجرت لجنة الاستثمار و التنمية المحلية  بالمجلس مسحا شاملا للتعاونيات المنتشرة عبر مختلف مناطق الولاية و أعدت تقريرا وصف بالمقلق للغاية، حول الوضعية الكارثية التي آلت إليها هذه التعاونيات التي اختفى بعضها في ظروف غامضة، و قامت أخرى ببيع العتاد في السوق المحلية في ما يشبه التصفية الكاملة للتعاونية، بالإضافة إلى غموض مناصب العمل و الهياكل المهملة و تراجع الإنتاج و مخالفة القوانين المنظمة للتعاونيات الفلاحية، كما ورد في التقرير الذي يتوقع أن يثير نقاشا ساخنا داخل المجلس. و لا تستبعد بعض المصادر صدور تعليمات و قرارات لتصحيح الوضع المتردي الذي تعرفه العديد من تعاونيات الخدمات الفلاحية بقالمة.  
و كشف التقرير عن صورة سوداء لواقع التعاونيات الفلاحية بقالمة و في مقدمتها تعاونية الري و الصرف «سيرام» التي أنشئت سنة 1981  و التي تقاعد كل عمالها و هم بلا أجور منذ سنتين و كل تجهيزاتها مخربة بما في ذلك مقر الإدارة، و ليس لها أي وسائل إنتاج و لا وسائل نقل و لا عتاد، و تملك التعاونية 3 إسطبلات كبيرة على وشك السقوط و باعت كل عتاد و تجهيزات العمل.  
تعاونية تربية الدواجن و النحل ببلدية قالمة هي الأخرى تعمل بمجلس تسيير غير قانوني و كل بناياتها مؤجرة للغير و تجهيزات عمل هامة تم بيعها، و هو نفس الوضع الذي تعرفه تعاونية تربية الدواجن و النحل بقرية قصر العازب ببلدية عين رقادة التي تقاعد كل عمالها ثم عادوا إلى مناصبهم عن طريق العقود التي استفاد منها عسكريون متقاعدون أيضا، حسب ما ورد في التقرير الذي تحصلت النصر على نسخة منه. و تملك تعاونية قصر العازب عدة إسطبلات لتربية الأغنام و الأبقار و الدواجن بعضها اختفى تماما و البعض تعرض للإهمال و البعض تم الاستيلاء عليه بطرق غير معروفة.  
و ببلدية وادي الزناتي توجد تعاونية فلاحية أخرى مهجورة تماما حسب التقرير و ببلدية بوشقوف تعاونية أخرى توقفت عن النشاط و باعت مديرية أملاك الدولة كل ممتلكاتها لوحدة خاصة لصناعة المسامير بقرية بورياشي.   و ببلدية بلخير أجرت تعاونية تربية المواشي و الأبقار مقرها القديم لأحد الخواص الذي حوله إلى محل لبيع القماش، و ببلدية مجاز الصفا اختفت تعاونية تسمى «كوبسام» تماما و لم يعد لها أثر على أرض الواقع.  
بعض تعاونيات الخدمات التي تصارع من أجل البقاء تعاني من المنافسة الشرسة و تراكم الديون و تراجع قروض الدعم و مشاكل في التسيير و التكيف مع القوانين المنظمة لتعاونيات الخدمات الفلاحية.  
و يتوقع مهتمون بقطاع الفلاحة بقالمة تحرك السلطات الولائية لتصحيح الوضع و إيجاد حل للمشاكل التي تعاني منها اغلب تعاونيات الخدمات التي كانت تؤدي دورا كبيرا قبل أن يتعرض عدد منها للانهيار ثم الاختفاء من خارطة قطاع الفلاحة بالولاية.   
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى