يجب علينا التوقف عن طلب الإعتذار من فرنسا
قال المجاهد حمو عميروش ، أنه يجب أن نتوقف عن طلب الإعتذار من فرنسا عن جرائمها التي ارتكبتها في الجزائر، والتي عايش هو جزءً كبيرا منها، مضيفا بأنه يجب أن نتعلم ونستخلص الدروس من التاريخ الذي يبيّن أن الأقوى هو الذي يسيطر دائما ويحكم و يستعمر الآخرين، فمثلا لو أن المسلمين لم يكونوا أقوياء في القرن الثامن لما فتحوا الأندلس وكادوا أن يحتلوا فرنسا آنذاك، معتبرا أن هذه الأمثلة هي رسائل تاريخية يجب الإعتبار منها. و قال أن كتابه الأول «مذكرات مجاهد» الصادر بالإنجليزية وينتظر ترجمته للعربية على مستوى وزارة المجاهدين، يحمل العديد من الأمثلة الواقعية التي عاشها المجاهد عميروش منذ التحاقه بالثورة وخاصة عندما كان مستشارا عسكريا للعقيد عميروش.
وأوضح المجاهد حمو عميروش في تصريح للنصر، أول أمس على هامش الندوة التي خصصت لتقديم وبيع بالتوقيع لكتابه «أكفادو.. عام برفقة العقيد عميروش» بكراسك وهران، أن مؤتمر الصومام أصدر إجراءات لإنشاء هيئة على شكل محكمة تقاضي أي مجاهد يرتكب خطأ خاصة العصيان أو عدم تطبيق الأوامر وكان لهذه الهيئة الشرعية الثورية صلاحية تطبيق أي قرار تراه مناسبا، ولا تسمح هذه الإجراءات بأن يطبق أي ضابط قراره بتصفية أي جندي معه إلا بعد إستشارة هذه الهيئة المحكمة التي جعل مؤتمر الصومام القرار النهائي بيدها، ولكن حسب المتحدث، فإن هذه الإجراءات لم تحترم أثناء تنفيذ أغلب التصفيات التي شهدتها الثورة، مستذكرا في هذاالسياق، مقولة للعقيد عميروش « الثورة لم تعرف اللاعدل ولكن عرفت بعض الأخطاء».
وفي رده على أسئلة بعض الحضور، أكد المجاهد حمو أن مقتل العقيد عميروش كان على يد فرنسيين بتواطؤ من بعض الحركى، كاشفا أن فرنسا كانت تعرف أن العقيد عميروش كان سينتقل إلى تونس للإشراف على عملية إدخال السلاح والمال، وبما أن الطريق للحدود الشرقية كان عبر مسارين فقط، كان من السهل على الجيش الفرنسي أن يترصده، وقد تبيّن أن فرنسا كانت ترصد تحركات عميروش منذ خروجه من الولاية  الثالثة بدليل نصب كمين وتسخير قوة عسكرية قوامها 2500 جندي لذلك. و ذكر في معرض حديثه، أن العقيد عميروش لم يكن له حرس خاص بل كان محاطا بالشعب، الذي كان يلتقيه ويسهر على التكفل به في كل المراكز الثورية التي كان يشرف عليها.
 و تناول خلال عرضه لملخص عن كتابه «أكفادو.. عام برفقة العقيد عميروش» أهم المحطات الثورية التي عاشها الكاتب منذ صغره مع والده الذي كان أبرز مناضل في الحركة الوطنية، ثم استرسل المتحدث في تفسير أهم المحطات الخطيرة التي ميزت مسيرته رفقة العقيد عميروش في الولاية الثالثة أي منطقة القبائل، وكانت بعض النقاط المتضمنة في الكتاب محل جدل بين الكاتب حمو عميروش وبعض المجاهدين الذين حضروا الندوة الذين اتفقوا أيضا على أن الثوار آنذاك لم يكن لديهم الخيار سوى الموت أو الإستقلال.
للتذكير، فإن ندوة أول أمس هي الأولى التي تنشّط في إطار البرنامج المسطر من طرف مركز الدراسات المغاربية وكراسك وهران، لإستضافة مجاهدين و مختصين في التاريخ من أجل إبراز نضالاتهم وكشف حقائق عن مسيرة الثورة الجزائرية.
هوارية ب

الرجوع إلى الأعلى