يؤكد العديد من الحرفيين المختصين في صناعة الزرابي التقليدية، أن هاجس التسويق أمام العزوف المسجل على اقتناء منتجاتهم، والتوجه نحو منتوجات مستوردة ، مما حال دون مواصلة الكثير لمهنتهم، موجهين نداءات في لقائهم بالنصر للسلطات العمومية، من أجل ضرورة العمل على تعميم عملية تنظيم صالونات ومعارض وطنية، كآلية بديلة يتمكنون خلالها من عرض منتجاتهم، والتقرب من جمهور وعشاق الزربية عبر ربوع الوطن، مع تنظيم ورشات تكوينية لنقل الحرف للأجيال الصاعدة، كما اقترحوا تخصيص دعم لكثير منهم حفاظا على الموروث التقليدي.
أحمد ذيب
* بوزكري صالح رئيس جمعية أمل للحفاظ على نسيج الزربية بخنشلة
التخلي عن تقديم زربية بابار كهدية جعلها مهددة بالزّوال
يرى الحرفي ابن مدينة بابار صالح بوزكري رئيس جمعية أمل للحفاظ على نسيج الزربية بولاية خنشلة، بأن الزربية هي عبارة عن رسومات ترسمها أنامل وتعبر عن الماضي والحاضر، وهي فسيفساء تحوي رموزا تعبر عن كل منطقة، وأضاف المتحدث بأن زربية بابار تعبر عن 3 جوانب، الأول نباتي والثاني حيواني والثالث طبيعي، وهي التي احتلت المرتبة الثانية عالميا بعد زربية إيران، وأكد رئيس جمعية أمل مشاركته في عديد المعارض داخل وخارج الوطن، وفي الوقت الحالي يشير بأنه يصطدم بصعوبات كبيرة في ظل تراجع التسويق، وأكد محدثنا بأن أبرز التحديات التي تواجه صناعة زربية بابار إلى جانب التسويق، هو مشكل نسيج الغزل غير المتوفر، والحصول عليه يتطلب مزيدا من الجهد والوقت والمال، في غياب الدعم المادي من طرف الجهات الوصية، مع تراجع بيع المنتوجات، مشيرا بأن زربية بابار كانت في وقت سابق تقدم كهدايا في مناسبات مختلفة، ومع التخلي عن هذه الهدية، أدى ذلك لتراجع تسويقها وبيعها، وخلف ذلك أزمة للحرفيين الذي يشتغلون عليها لفترات طويلة، قد تصل حتى سنتين متتاليتين لصناعة زربية واحدة من طرف سيدتين، دون أن يتم التسويق، وأوضح المتحدث بأن الآلات في الوقت الراهن المتخصصة في صناعة الزرابي، لا يمكنها بأي حال من الأحوال صناعة زربية بابار، في ظل الخارف والألوان التي تحتوي عليها، مؤكدا بأنها اليوم آخذة في الاندثار التدريجي، في غياب الإقبال من طرف الشباب على تعلم حرفة صناعتها والحفاظ عليها.
* بوسنان إبراهيم حرفي في صناعة الزرابي التقليدية بغرداية
غياب التواصل بين جيل الأمس واليوم يرهن مستقبل الزربية التقليدية
يؤكد الحرفي المختص في صناعة الزرابي التقليدية ابن ولاية غرداية بوسنان إبراهيم، أن الزرابي التقليدية تواجه عديد الهواجس والتحديات، مبينا بأن زرابي غرداية معروفة كما هو موروثها المادي واللامادي فهي منطقة مصنفة ضمن المنظمة العالمية اليونسكو سنوات الثمانينات، مشيرا بأنه اليوم يسعى لتطوير الحرف التقليدية للمنطقة وإعادة بعثها وإحيائها من جديد، مؤكدا بأن أبرز المشاكل التي تواجه الحرفيين اليوم مشكل التسويق ونقص المادة الأولية، متمنيا تشجيع السياحة الداخلية والخارجية تجسيدا لمسعى رئيس الجمهورية بالارتقاء بهذا الجانب، وأشار المتحدث بأنه يواجه في صناعة الزرابي مشكل عدم توفر المادة الأولية، فبعضها محلي والآخر مستورد، في غياب بعض المواد الطبيعية التي تعتبر مكونا رئيسيا لصناعة الزرابي، وقيمتها المالية في السوق مرتفعة جدا، وهذا يشكل صعوبة للحرفيين للوصول لمنتج متكامل، وأعاب المتحدث على شباب اليوم غياب التواصل مع جيل الأمس، معتبرا بأن التواصل يغيب بين الجيلين القديم والجديد، في غياب التشجيع والإقبال والبيع، وهي كلها عوامل تشجع الشباب على الاستمرار في الحرفة، وغيابها يدفعهم للعزوف عن هذه الحرفة، مبينا بأن غرداية اليوم بها مناسج منزلية، أين تحافظ العائلات على موروثها بحسب الإمكانيات والوقت المتاح، ويوجه ذلك للسوق، في غياب الآلات الموجهة لصناعة الزرابي التقليدية، مؤكدا بأن ما يتم إنتاجه من زرابي يعتمد على الطرق والوسائل التقليدية، وبخصوص الفترات الزمنية التي تستغرق لصناعة الزرابي، أشار المتحدث بأن ذلك يعتمد على الحجم وزخم الألوان في كل قطعة من الزرابي التي يتم صناعتها، أين تستغرق القطعة الواحدة بين 10 أيام لقطعة صغيرة وصولا لأربع أشهر وسنة كاملة، وعن التسويق بين المتحدث بأن بعض الولايات يسجل بها إقبال للمواطنين على الزرابي مقارنة بولايات أخرى، مؤكدا مشاركته في معارض محلية بغرداية وصالونات ولائية ودولية على غرار مشاركته بالجزائر العاصمة وكذا بالصالون الدولي للسياحة بوهران.
* براهمية سعيدة رئيسة جمعية الياسمين للنشاطات النسوية بتبسة
نسعى لإعادة الاعتبار للزربية اللموشية أمام الزرابي المستوردة
تبين رئيسة جمعية الياسمين للنشاطات النسوية بولاية تبسة العضو بغرفة الصناعات التقليدية براهمية سعيدة، بأن الزربية اللموشية التبسية تمر بنفس المراحل التي تمر بها الزربية في أي منطقة من مناطق الوطن، ولها عديد الأصناف على غرار «الدراغا» و»زربية النمامشة» و»الحنبل» و»المرقوم»، وبينت المتحدثة بأن الجمعية مختصة في النسيج ومختلف المجالات النسوية، موضحة بأنها وأعضاء جمعيتها يسعون للحفاظ على بقاء الزربية اللموشية متواجدة وحمايتها من الاندثار، مشيرة أن من مميزات الزربية اللموشية أنها سميكة في عرضها وثقيلة الوزن ومرتفعة الثمن نظرا لحجمها ونوعيتها الرفيعة، مؤكدة بأن عديد العائلات نظرا لارتفاع سعرها باتت تلجأ للزرابي المستوردة، والجمعية تسعى من أجل إعادة الاعتبار للموروث الثقافي المحلي والوطني، مشيرة إلى أن العائلات التبسية كانت تقوم بغسل الصوف وتحضيره وغزله ثم نسجه، واليوم يتم استقدام المادة الأولية من ولايات أخرى، مؤكدة بأن فترة إكمال وإعداد زربية تستغرق ما بين 6 إلى 7 أشهر على غرار «الدراغا» التي لا تستغرق وقتا كبيرا، مبينة بأنها نظمت عديد الدورات التكوينية على مستوى غرفة الصناعات التقليدية والحرف في مجالات مختلفة على غرار تحضير المادة الأولية وصباغة الصوف بالمواد الطبيعية وكذا كيفية إعداد تصميم للزربية وفق حسابات دقيقة، وأشارت المتحدثة بأن دروس تطبيقية تقدم اليوم لذوي الهمم لتعلم كيفية نسج الزربية، وسط تراجع للمهنة التي يصعب ليوم الحصول على المادة الأولية، إلى جانب ارتفاع سعر الزربية اللموشية في السوق بأزيد من 6 ملايين سنتيم للزربية الواحدة، وهو سعر مرتفع مقارنة بالزربية المستوردة، التي يراها الكثيرون سهلة للحمل والنقل وغيرها.
* بوقرن الزّهرة رئيسة جمعية الأصالة والمعاصرة بالنعامة
التعريف بالزرابي المحلية وطنيا مكلف
تشير الحرفية بوقرن الزهرة رئيسة الجمعية الولائية للأصالة والمعاصرة بولاية النعامة، بأن صعوبات عديدة تواجه الحرفيين لحظة إعداد الزربية مرورا بعديد المراحل قبل بلوغها مرحلة التسويق، مبينة بأن الزربية تصنع محليا من الصوف الذي يمر عبر عديد المراحل من غسل وغزل وصبغة ونسج، مشيرة بأن الطول المتعارف عليه للزرابي هو مترين عرضا و80 سم طولا، ويطلق على الزربية محليا بولاية النعامة اسم «المسلسل»، ويعني بأن تزيينها مرتبط ببعض وعندما يبدأ لا بد من أن يكتمل على نفس النحو، وتعتمد على الصوف في صناعتها وهو متوفر بكثرة في السوق المحلية بالنعامة، إلى جانب اعتمادها على مادة «الحنة» الطبيعية، وهي كلها مواد متوفرة محليا، مشيرة بأن هذه الوفرة جعلت عديد العائلات تلجأ لصناعة الزرابي محليا، فعلى مستوى كل عائلة يوجد هناك آلة نسيج تعتمد عليها الأسرة في صناعة ما يكفيها من الزرابي، أين تتم صناعة أنواع عديدة من الزرابي.
وبينت المتحدثة بأن لها مشاركات عديدة في معارض وصالونات عبر الوطن، وهي تواجه كغيرها من الحرفيين إشكالية تسويق منتجاتها من الزرابي، وتضطر في كل مرة لتسديد حقوق نقل الزرابي على متن مختلف وسائل النقل التي تعتمد عليها في المشاركة في مختلف المعارض، وأمام تراجع المبيعات تجد نفسها قد صرفت أموالا كبيرة للمشاركة دون تسجيل أية مداخيل، ملتمسة من الجهات الوصية توفير وسائل النقل عند المشاركة في مختلف المعارض الوطنية، تخفيفا على الحرفيين من الأعباء الكثيرة التي تواجههم، مؤكدة بأن تنقل الحرفيين في إطار التبادل الثقافي الحاصل بين مختلف الولايات ومناطق الوطن، من شأنه التعريف بالموروث الثقافي لكل منطقة، في غياب آليات جادة تضمن تسويق المنتجات المصنعة محليا.
* أولاد بن سعيد إلهام رئيسة الجمعية الولائية للصناعات التقليدية لولاية تيميمون
غياب التسويق دفع حرفيات للتخلي عن حرفة الأجداد
تؤكد الحرفية رئيسة الجمعية الولائية للفنون الثقافية الشعبية والصناعات التقليدية لولاية تيميمون وعضوة المكتب البلدي للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات أولاد بن سعيد إلهام، بان الحرفيات في المنطقة التي تعيش بها يتعبن من اجل الحفاظ على الموروث الثقافي للمنطقة، ويبدعن في نسج زرابي تترجم ثقافة المنطقة، غير أنهن يصطدمن بهاجس التسويق الذي دفع كثيرات من النساء للتخلي عن هاته الحرفة، وبينت المتحدثة بأنها تستغرق فترات طويلة للتنقل والمشاركة في صالونات وطنية، دون أن يجدن إقبالا على منتوجاتهن، مؤكدة بأن الحرفيات بدأن في التخلي عن المهنة رغم تواجدهن فيها لسنوات طويلة، مشيرة بأن إنتاج الزرابي يتم بين لورشات والمنازل وغيرها، وحتى المادة الأولية أخذت في الزوال التدريجي، وعن إقبال الفتيات على الحرفة، بينت بأن الإقبال محتشم، على الرغم من محاولات الجمعية التي ترأسها للقيام بدورات تكوينية وغيرها، مشيرة بأن نسج الزرابي يتم يدويا دون اللجوء للآلات، موضحة بأن إنتاج الزربية الواحدة يستغرق بين شهرين إلى سنة وسعر القطعة الواحدة يتراوح بين 4 إلى 10 ملايين سنتيم.
* محفوظي سكينة حرفية النسيج واللباس بتيميمون
منتوج يعرض في صالونات وطنية ولا يباع
تؤكد الحرفية محفوظي سكينة المختصة في النسيج واللباس بولاية تيميمون، ما ذهبت له رئيسة رئيسة الجمعية الولائية للفنون الثقافية الشعبية والصناعات التقليدية، أين أشارت بأنها تنقل منتوجاتها للمشاركة في صالونات وطنية دون أن تقوم ببيعها، وأضافت المتحدثة بأن المادة الأولية متوفرة بالمنطقة التي تقطنها، مع وجود بعض الحرفيين المحافظين على التراث، وسط تسجيل مشكل التسويق، موضحة بأنها تتنقل بمنتجاتها التقليدية لعديد الصالونات الوطنية والمعارض دون أن تبيع ما تنقله من زرابي، مشيرة بأن ما يتم إنتاجه من زرابي يكون على مستوى ورشات منزلية، وسط تراجع كبير في إنتاجها وكذا في الإقبال على تعلم الحرفة من الحرفيين الشباب، الذين باتوا يهجرونها نحو أعمال أخرى.
* عوف سعيدة رئيسة جمعية الوئام والسلام بغرداية
تكاليف النقل دفعت كثيرين للتوقف عن المشاركة في المعارض
تؤكد رئيسة جمعية الوئام والسلام ببني يزقن بغرداية بأن مشاكل عديدة تواجهها لتسويق منتجاتها، مبينة بأن أبرزها تلك المتعلقة بالتنقلات للمشاركة في المعارض والصالونات الوطنية، وأوضحت المتحدثة بأن غرفة الصناعة التقليدية والحرف بغرداية تطلب من الحرفيين استظهار بطاقاتهم عند تنقلاتهم لإعفائهم من تسديد مستحقات الحقائب عبر الحافالات، غير أن أصحاب الحافلات يطلبون أسعارا مرتفعة نظير نقل الزرابي في حقائب للمشاركة بها وعرضها في الصالونات، وبينت المتحدثة بأنها تمثل فئة واسعة من النساء الماكثات في البيت أين تتولى عرض منتوجاتهم للبيع وتمنحهم مستحقات عملهم على إنتاج الزرابي، وهي المستحقات المالية التي يعيلون بها أسرهم، مشيرة بانها شاركت في عديد المعارض الوطنية والدولية على غرار التي أقيمت بولايات تيزي وزو وبجاية وخنشلة وحتى بتونس، أين وقفت على تراجع الإقبال على اقتناء الزرابي التقليدية التي تتطلب صناعتها تكاليف مرتفعة، وأضافت المتحدثة بأن الحرفيين يطالبون اليوم بتخصيص محلات لهم لعرض منتوجاتهم التي تستغرق أوقاتا طويلة لبلوغها مرحلة نهائية، وتتطلب تكاليف باهضة انطلاقا من البحث عن المادة الأولية وغيرها، مع المطالبة بتخصيص بطاقات خاصة للحرفيين لتقديمها على متن الحافلات إعفاء لهم من تسديد مستحقات نقل حقائبهم.
* يازي مسعودة حرفيّة في النسيج التقليدي بورقلة
مجهودات حثيثة للحفاظ على الزربية الورقليــــة
تشير الحرفية يازي مسعودة العضوة في الجمعية النسوية للنسيج التقليدي بورقلة، أن الجمعيات المحلية بولاية ورقلة تسعى جاهدة من أجل الحفاظ على الزرابي التقليدية التي تعبر عن هوية المنطقة وحمايتها من الاندثار، وسط عديد الصعوبات التي تواجه الحرفيين الذين لا يزالون متمسكين بالموروث التقليدي للمنطقة.وأوضحت المتحدثة بأن الهدف من إنشاء الجمعية هو إعادة إحياء التراث التقليدي الورقلي، مبينة بأن النسيج التقليدي الورقلي ينقسم إلى نوعين الأول يطلق عليه اسم «البربوش» والثاني تسمية «الملمس»، فلكل نوع ألوانه وأشكاله التي يتميز بها عن غيره، وبخصوص المادة الأولية فالحرفيين يواجهون نقصا في المادة الأولية على مستوى ولاية ورقلة، خاصة ما تعلق بمادة الصوف الطبيعية، التي يتم اقتناؤها من الولايات المجاورة على غرار ولايتي غرداية وبسكرة، وعن كيفية العمل على نسج الزرابي، أشارت المتحدثة بأن الجمعية في البداية أسّست ورشتها الخاصة بها، وعند تسجيل إقبال وسط النسوة الماكثات في البيت، باتت كل واحدة منهن تنقل عملها لمنزلها، ولو أن هذه المهنة المهددة للزوال باتت -بحسب المتحدثة- تواجه مشكلة التسويق، وعن تعلم الحرفة وسط الفتيات، أشارت المتحدثة أن الآباء يقبلون على منتوجات الجمعية في المعارض ويبدون رغبتهم بإرسال بناتهم للجمعية دون أن يتم ذلك بعدها،
وأضافت رئيسة الجمعية بأن العمل حاليا يكون حسب الطلبيات، في ظل تراجع تسويق الزربية وتضرر الزربية مع العوامل الطبيعية، وبيعها يتم بتقديم شروحات للزبائن للمحافظة عليها، مؤكدة بأن أسعار المادة الأولية مرتفع جدا ومن يشتغلون على الزربية يتقاضون رواتبهم كلك وهو ما أدى لارتفاع أسعار الزربية، التي تتفاوت من زربية وأخرى.
* طارق صالحي رئيس المنظمة الجزائرية للتراث والسياحة والصناعات التقليدية
نسعى لحماية التراث من الاندثار
أكد رئيس المنظمة الجزائرية للتراث والسياحة والصناعات التقليدية طارق صالحي، بأن منظمته تسعى لحماية الموروث الثقافي سواء كان ماديا أو غير ماديا من الاندثار، من خلال سعيها المستمر لتسطير وتنظيم صالونات وطنية، يجتمع فيها حرفيون ومختصون في مجالات معينة من مختلف ربوع الوطن، وأبرز المتحدث بأن الورشات التكوينية التي تنظم في كل مرة على هامش التظاهرات الثقافية تتجه في هذا المنحى، أين يتم من خلالها استهداف الشباب الصاعد من الحرفيين، والعمل على ترسيخ المبادئ الأساسية في صناعة الزرابي والحلي والأواني الفخارية وغيرها، وأضاف المتحدث بأن عديد المنتجات التقيلدية اليوم آخذة في الاندثار، بسبب عزوف الشباب عن الحفاظ عليها، ناهيك عن تغيير الحرفيين لوجهتهم وممارستهم أعمالا مختلفة، نظير اصطدامهم بهاجس التسويق لمنتجاتهم، ويؤكد رئيس المنظمة بأنه من غير المعقول أن يظل الحرفي مشتغلا أمام قطعة فنية تمثل جيلا كاملا لنحو 5 أشهر، دون أن يتمكن من تسويقها، فيتوجه مكرها للتخلي عن مهنته بحثا عن مهنة أخرى تضمن له قوت يومه، مبرزا في السياق ذاته العمل الذي تقدمه المنظمة تسطيرا لأهدافها من خلال توجيه الدعوات في كل مرة لضيوف من خارج الوطن، على غرار فلسطين وتونس، لخلق شراكات دولية مع حرفيين من شأنهم بعث الأمل في الحرفيين داخل الوطن، من خلال الترويج السياحي لمنتاجتهم واقتناء بعضها، ودعا المتحدث السلطات العمومية للعمل على تعميم تنظيم الصالون الوطنية والمعارض، ونقلها للأجيال لصاعدة عبر مختلف معاهد ومراكز التكوين المهني.
وبحسب المتحدث فالمنظمة تسعى من خلال هذه الصالونات والمعارض إلى خلق فضاء لتسويق منتجات الحرفيين خاصة في ظل تراجع تسويق هكذا منتجات تراثية، كما قامت المنظمة بإمضاء اتفاقية إطار مع وزارة التكوين والتعليم المهنيين هدفها خلق ورشات تكوينية ومنها الترويج وتسويق المنتجات المتعلقة بالنسيج بصفة عامة ونسيج الزرابي على وجه التحديد، لما تشهده هذه الشعبة من عزوف واندثار، وأكد المتحدث أنه لابد من تكاثف جهود جميع الفاعلين على مستوى وزارات السياحة والثقافة والتكوين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وخلق استراتيجية تسويقية تنعش وتعيد الاعتبار للكثير من الحرف الآيلة للزوال ومنه المحافظة على هذا الإرث الحضاري وذاكرة الأمة.