ينطلق هذه الأيام التحضير لإعداد مواضيع امتحان شهادة البكالوريا دورة 2025 من قبل طاقم من الأساتذة الذين يستعدون لدخول الحجر الكلي بالمقر الفرعي للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بالعاصمة، في ظل إجراءات أمنية مشددة حفاظا على مصداقية الامتحانات الرسمية.
شرعت وزارة التربية الوطنية في وضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات الخاصة بالامتحانات الرسمية، سيما امتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2025، عبر انتقاء الطاقم المكلف بإعداد المواضيع والمكون من أساتذة ذوي خبرة وكفاءة ونزاهة إلى جانب مفتشين، الذين يتم حجرهم بالمقر الفرعي للديوان الوطني للمسابقات والامتحانات بالقبة بالعاصمة، للعمل في سرية تامة وعزلة كاملة عن العالم الخارجي.
وأفاد في هذا السياق المنسق الوطني لنقابة كنابست مسعود بوديبة في حديث مع «النصر» بأن اختيار الطاقم المعني بإعداد مواضيع الامتحانات الرسمية يتم بناء على معايير معينة، أساسها الأقدمية والكفاءة والنزاهة، من أجل الخروج بمواضيع ذات صلة بما درسه التلاميذ خلال الموسم مع الأساتذة، على أن تكون المواضيع متدرجة في الصعوبة واضحة ومفهومة لا تحتمل أي تأويلات، لتتماشى مع مستوى المترشحين متوسطي المستوى والنجباء تحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص.
وأضاف المصدر بأن الفريق المعني بإعداد الأسئلة لن يغادر مركز الحجر إلا في آخر يوم لامتحانات البكالوريا، الذي يوافق هذه السنة تاريخ 19 جوان المقبل، حفاظا على سرية المواضيع التي لن تخرج حسبه عن سياق المقرر الذي تم تنفيذه في ظروف عادية وفق ما ورد من تقارير لوزارة التربية الوطنية من مختلف المؤسسات التعليمية بشأن مستوى تنفيذ البرنامج الدراسي عبر كافة المؤسسات التربوية.
ويضم الطاقم المكلف بالتحضير لمواضيع الامتحانات الرسمية إلى جانب الأساتذة، مفتشي التربية الوطنية وموظفي وعمال الديوان الوطني للمسابقات والامتحانات، وستدوم مدة إقامتهم بمركز الحجر لأزيد من 30 يوما، سيسهرون خلالها على دراسة المقترحات التي يتم جمعها من المؤسسات التعليمية والتدقيق فيها، والاختيار فيما بينها للخروج بمواضيع مناسبة مستمدة من المقرر الدراسي وما تلقاه الطلبة خلال الموسم.
وأضاف من جهته الناطق باسم نقابة ثانويات الجزائر زبير روينة في اتصال معه بأن صياغة مواضيع الامتحانات الرسمية يتم طيلة العام الدراسي، من خلال العمل الدؤوب لمفتشي المواد الذين يقومون بجمع المقترحات من الميدان، بإشراك الأساتذة من ذوي الخبرة، ووضعها في بنك المعطيات التابع للوزارة لاعتمادها كأرضية من قبل الفريق المسؤول على إعداد المواضيع الذي لا ينطلق من العدم، بل من معطيات وإسهامات بناءة.
ويتم سنويا اقتراح خمسة مواضيع في كل مادة يمتحن فيها المترشحون لنيل شهادة البكالوريا من طرف الطاقم المكلف بصياغة الأسئلة، لتجري بعدها عملية القرعة لاختيار موضوعا واحدا، مع إدراج باقي المواضيع في الاحتياط تحسبا لأي طارئ محتمل، قد يفرض تغيير الأسئلة في آخر لحظة، بهدف توفير كافة الشروط التي تضمن مصداقية امتحان البكالوريا.
ويخضع التحضير لمواضيع امتحان شهادة التعليم المتوسط إلى نفس الظروف والشروط الأمنية المشددة، وفي سرية تامة لمنع أي تسريبات محتملة، أو تداول مقترحات وتوقعات بشأن ما يمكن طرحه من مواضيع على المترشحين في شتى المواد، لما يسببه ذلك من تشتيت لذهن التلاميذ وتأثير سلبي على مستوى التركيز يوم الامتحان، بسبب انسياق الممتحنين وراء الشائعات التي تدفعهم إلى الاكتفاء بمراجعة ما يتداول على منصات التواصل من احتمالات.
ويتوفر مركز الحجر بالمقر الفرعي للديوان الوطني للمسابقات والامتحانات على كافة الشروط والوسائل التي تضمن للفريق المكلف بإعداد وطباعة المواضيع الإقامة المريحة، سيما بعد أن تمت إعادة تهيئته من قبل وزارة التربية الوطنية لصالح فريق العمل الذي يعين سنويا لهندسة مواضيع الامتحانات الرسمية، على رأسها امتحان شهادة البكالوريا الذي تعد محطة مصيرية للتلاميذ يتوجون بها 12 سنة من التعليم والدراسة في الأطوار التعليمية الثلاثة.
ويتم طباعة مواضيع الامتحانات الرسمية بالمطبعة التابعة للديوان الوطني للمسابقات والامتحانات، ليتم وضعها في أظرف محكمة الغلق ومشمعة لتوزيعها على مراكز الإجراء في الساعات الأولى ليوم الامتحان، في ظل تدابير أمنية مشددة تضمنها المواكب الخاصة بعناصر الأمن والدرك الوطنيين طيلة مجريات الامتحانات الرسمية.
لطيفة بلحاج