أكد المؤرخ محمد القورصو، أمس، أن إضراب الطلبة في 19 ماي 1956 ، شكل منعرجا حاسما في تاريخ الثورة الجزائرية، مع التحاق الطلبة والتلاميذ بصفوف الثورة التحريرية، والتي كانت بحاجة إلى الأدمغة ، معتبرا في هذا الإطار، أن العقل المفكر والمدبر كانت له إسهامات أساسية في دفع الثورة نحو الأمام والترويج لها في الخارج، مبرزا في السياق ذاته، أن المثقفين الجزائريين، والذين تفتقت مواهبهم المختلفة، وقفوا في وجه فطاحلة السياسة والدبلوماسية الفرنسية.
وأكد المؤرخ محمد القورصو في تصريح للنصر، أمس، أن كافة الطاقات الجزائرية ومنها المثقفة و العمال والفلاحين والنقابيين وغيرها، تفاعلوا مع الحركة المناهضة للاستعمار الفرنسي، وضحوا نصرة لقضية اعتبروها مقدسة، لافتا في هذا الإطار، إلى أن التحام الطلبة الجزائريين بالثورة التحريرية، تحصيل حاصل وكان أمرا طبيعيا بالنسبة إليهم، سواء الطلبة في الجزائر أو في فرنسا أو التلاميذ في الثانويات وأشار في هذا السياق، إلى تفاعلهم مع ما درسوه حول الثورة الفرنسية التي دافعت عن بعض القيم والتي داستها الإدارة الكولونيالية في الجزائر .
وأوضح المؤرخ محمد القورصو، أن إضراب الطلبة في 19 ماي 1956 ، شكل منعرجا حاسما في تاريخ الثورة الجزائرية، حيث غادر الطلبة مقاعد الدراسة ، سواء في مدرجات الجامعات أو الثانويات والتحقوا بصفوف الثورة التحريرية وكان بينهم تلاميذ وأطباء ومهندسين وخبراء في مختلف الميادين.
واعتبر المؤرخ، أنه بقدر ما كانت الثورة التحريرية في حاجة إلى أيادي لرفع البندقية و وضع المتفجرات، كذلك كانت في حاجة أيضا إلى الأدمغة وبحاجة لمن يفكر و بحاجة إلى القلم والكلمة وبحاجة إلى الاستراتيجيين.
وأضاف بالقول أنه، إذا وقف زعماء جيش التحرير الوطني في وجه الضباط الفرنسيين ومنهم ماسو و غيره، وقف أيضا المثقفون الجزائريون في وجه فطاحلة السياسة والدبلوماسية الفرنسية، لافتا في هذا السياق، إلى أن الفطاحلة الجزائريين، لم يكونوا في الأصل سياسيين أو دبلوماسيين ولكن أصبحوا كذلك، لأن الضرورة فرضت عليهم وبالتالي تفتقت مواهبهم المختلفة.
وفي هذا الإطار، أكد المتدخل، أن العقل المفكر والمدبر والمنظم، كانت له إسهامات أساسية في دفع الثورة نحو الأمام والترويج للثورة في الخارج وفي الأخير في اتفاقيات إيفيان من خلال فرض مجموعة من القضايا التي حاولت فرنسا أن تتجاوزها.
وبمناسبة إحياء الذكرى 69 لليوم الوطني للطالب المصادف لـ 19 ماي من كل عام، أبرز المتحدث، أهمية المناسبة والتي تعد عبرة للطلبة والتلاميذ وللأجيال الصاعدة، وأضاف أنه على الأجيال المقبلة أن تصون الجزائر ، مثلما قام به الأسلاف في السابق.
وأكد المؤرخ في هذا الصدد، أن الجزائر في حاجة إلى أبنائها ومن يبنيها في عصر التكنولوجيا والمعطيات الافتراضية والذكاء الاصطناعي، لافتا إلى أهمية مساهمة الجامعة في تكوين طلبة الجزائريين.
مراد -ح
