كشفت وزيرة البيئة وجودة الحياة، نجيبة جيلالي، أول أمس الخميس ، عن استحداث هيئة جديدة للتكفل بتسيير جزر «حبيباس» بوهران تتكون من خبراء وباحثين ونشطاء جمعويين وكل من يساهم في حماية هذا الموروث البيئي المتوسطي الذي سيصنف كمحمية طبيعية. وأوضحت وزيرة البيئة وجودة الحياة نجيبة جيلالي، في محطتها الأولى خلال زيارتها الميدانية لقطاعها بوهران في إطار الاحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجي المصادف لـ 22 ماي من كل سنة، والذي جاء تحت شعار «الإنسجام مع الطبيعة والتنمية المستدامة»، أنه تمّ تسليم الخبرة النهائية من أجل تسجيل «جزر حبيباس» بوهران كمحمية طبيعية، وأن هذا التصنيف سيسمح بالمحافظة على التنوع البيولوجي الذي تزخر به كونها تحتوي على أكثر من 70 صنفا حيوانيا ونباتيا بريا و بحريا أغلبها مصنفة أو نادرة.
وشددت الوزيرة على ضرورة الاهتمام بهذه الثروة وحمايتها ضمن مسار النشاطات المتواصلة لحماية سواحل الجزائر وخيراتها. وتم بالمناسبة تقديم عرض حول «جزيرة حبيباس» و تسليم الدراسة النهائية لإعادة تصنيفها للسلطات المحلية.
للعلم، تعد جزر «حبيباس» بوهران من بين أغنى الجزر الجزائرية من حيث الثروة الحيوانية والنباتية المتواجدة بها، وهي تقع على بعد ثلاثة أميال عن شواطئ الأندلسيات ومداغ، غرب وهران، في عرض المتوسط، تعلوها منارة يصل طولها لأكثر من 110 أمتار، تم إنشاؤها وفق بعض الأبحاث عام 1873، وتتميز بغطائها النباتي الاستثنائي الذي يستوعب عشرات الأشجار العملاقة تضاهي تلك الموجودة بآسيا وأمريكا، وهي عبارة عن أرخبيل من الجزر ذات منشأ بركاني، وتلقب برئة المتوسط لأنها تشكل متنفساً بيئياً فريدًا من نوعه وهي كذلك مستوطنة لآلاف الطيور.
وتأكيدًا على أهمية حماية الساحل و التنوع البيولوجي، تم إعطاء إشارة انطلاق حملة لتنظيف الجزيرة من طرف غواصين و نشطاء بيئيين متطوعين من عدة جمعيات بيئية تحت إشراف جمعية حماية البيئة البحرية «بربروس»، هذه الأخيرة التي مقرها بميناء وهران، كانت محل زيارة الوزيرة التي اطلعت على المتحف البيداغوجي البيئي التابع للجمعية، وأشرفت على توقيع اتفاقية تعاون بين المحافظة الوطنية للساحل وجمعية «بربروس» وهذا في إطار دعم العمل الجواري في مجالي التوعية وحماية الساحل.
وفي أعالي مسرغين وغير بعيد عن الجزيرة، تفقدت وزيرة البيئة أشغال تهيئة مركز ردم النفايات الهامدة، وتماشيا وشعار اليوم العالمي للتنوع البيولوجي «الإنسجام مع الطبيعة والتنمية المستدامة»، أطلقت وزيرة البيئة المرحلة الثانية من عملية تجهيز 90 ناديًا بيئيًا بوهران، وهذا تحت إشراف المعهد الوطني للتكوينات البيئية ضمن برنامج تأطيري، تجسيدا للاتفاق الذي تم توقيعه في أفريل المنصرم بين وزارتي البيئة وجودة الحياة والتربية الوطنية، لتجهيز 2500 نادي بيئي تربوي على مستوى المؤسسات التعليمية عبر الوطن ، وينص الاتفاق على تزويد المؤسسات المعنية بمعدات بيداغوجية بيئية تشمل بيوتا بلاستيكية مزودة بأنظمة لاسترجاع مياه الأمطار و أدوات للبستنة، صناديق للسماد العضوي، حاويات للفرز الانتقائي للنفايات ولافتات ودلائل تربوية توعوية حول مواضيع بيئية متنوعة.
وخلال زيارتها لقطاعها بوهران، أشرفت الوزيرة على مراسيم توقيع عدة اتفاقيات، كما زارت معرض نشاطات بيئية تحسيسية بحديقة الحرية وسط وهران.
بن ودان خيرة
