تحركات مكثفة لتجسيد مشاريع التخزين قبيل حملة الحصاد: خطوات ملموسة لتعزيز الأمن الغذائي

كثفت السلطات المحلية عبر عديد الولايات من الخرجات الميدانية للوقوف على وتيرة سير أشغال إنجاز المراكز الجوارية لتخزين الحبوب، ووضع حجر الأساس لاستحداث مخازن جديدة تجسيدا للاستراتيجية الوطنية التي أقرها رئيس الجمهورية لرفع قدرات تخزين الحبوب.
تشهد الولايات المعنية باستحداث مخازن جوارية جديدة لتخزين الحبوب حركية كبيرة هذه الأيام، بعد أن شرعت السلطات المحلية في زيارات تفقدية للمشاريع التي تم إطلاقها عبر 52 ولاية لإنجاز 350 مركزا جواريا لتخزين الحبوب، بغرض الوقوف على سير الأشغال، والسهر على تسريع وتيرة الإنجاز لاستلام هذه المرافق الهامة في الآجال المحددة.
وتندرج العملية وفق ما ورد عن مصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم في إطار تعزيز الأمن الغذائي، وتنفيذا للاستراتيجية الوطنية التي أقرها رئيس الجمهورية المتضمنة إطلاق برنامج لتوسيع القدرات والطاقات الوطنية لتخزين الحبوب.
كما سمحت هذه الزيارات الميدانية بوضع حجر الأساس لإطلاق مشاريع جديدة لتخزين الحبوب، في ظل تعليمات مشددة من قبل السلطات المحلية لتوفير كل الإمكانيات المادية وتسخير اليد العاملة اللازمة للإسراع في وتيرة الأشغال الخاصة بهذه المشاريع الحيوية، وتسليمها في الآجال المحددة.
ويخص البرنامج المتعلق بإنشاء مراكز جوارية للتخزين الوسيط للحبوب بـ 52 ولاية، وتم الانطلاق في تجسيده الصائفة الماضية بالتنسيق مع السلطات المحلية و وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، بما يسمح برفع القدرات الإجمالية لتخزين الحبوب من 4 مليون طن إلى 9 مليون طن.
وتم تسخير الوسائل الكفيلة بإنجاح الاستراتيجية الوطنية لرفع قدرات تخزين الحبوب وتحقيق الأمن الغذائي، في ظل الحرص على اختيار المواقع المناسبة واستخدام التقنيات الحديثة في بناء هذه الهياكل وتجهيزها، فضلا عن تكوين الإطارات التي ستسهر على تسيير مخازن الحبوب، من أجل توفير مخزون أمان للحبوب، لتفادي تلف المحاصيل الذي ينجم عن عدم توفر الشروط الضرورية للتخزين.
وتقدر الطاقة الاستيعابية لكل مركز للتخزين بـ 50 ألف قنطار، و بـ 17.5 مليون قنطار إجمالا، وقد تم الشروع في استلام المشاريع التي انتهت بها الأشغال من قبل السلطات المحلية تحسبا لانطلق حملة الحصاد والدرس المقبلة، التي تحرص وزارة الفلاحة على إنجاحها من خلال مرافقة المنتجين لتسهيل عملية تسليم المحاصيل إلى المخازن التابعة لتعاونيات الحبوب.
ويجري في إطار تجسيد الاستراتيجية الوطنية لرفع قدرات تخزين الحبوب التحضير للانطلاق في إنجاز 30 صومعة من الحجم الكبير لتخزين الحبوب، بطاقة استيعابية تقدر بـ 250 ألف قنطار لكل وحدة، إلى جانب إنجاز 16 صومعة أخرى ذات الحجم المتوسط.
وترمي هذه المشاريع الحيوية وفق وزارة الفلاحة والتنمية الريفية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب بمختلف أصنافها، وضمان الأمن الغذائي، وكذا الحد من استيراد مادتي القمح والشعير بصفة تدريجية، وصولا إلى التوقف التام عن استيراد مادة القمح اللين، بفضل سياسة الدعم التي أقرتها الدولة لفائدة الفلاحين لرفع الإنتاجية في الهكتار الواحد إلى حوالي 55 قنطارا، سيما بالولايات الجنوبية التي أصبحت رائدة في مجال الزراعات الاستراتيجية، من بينها الحبوب.
ويشار إلى أن الدولة تبنت في السنتين الأخيرتين خارطة طريق لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب، تتضمن عدة محاور من بينها تشجيع المنتجين على الاستثمار في هذا المجال، مقابل تكفلها برفع سعر شراء الحبوب من الفلاحين بأكثر من 30 بالمائة، وكذا السهر على رفع المساحات المخصصة لإنتاج الحبوب من 70 ألف هكتار سنويا إلى 130 ألف هكتار.
كما تشمل إعانات الدولة للفلاحين المساعدة على توفير مياه السقي، عن طريق دعم عملية حفر الآبار بنسبة 60 بالمائة، ويضاف ذلك إلى دعم أسعار الأسمدة بحوالي 50 بالمائة، موازاة مع إطلاق برنامج هام لإنشاء بنك للبذور، وتحفيز الفلاحين على استعمال المكننة الحديثة، عن طريق الترخيص باستيراد العتاد الفلاحي المستعمل و الجديد، سيما لفائدة المناطق الجنوبية بهدف رفع مستوى الإنتاجية.
ويشرف على إنجاز المراكز الجوارية لتخزين الحبوب وزارات الفلاحة والصناعة والداخلية، فيما يسهر الولاة على متابعة سير أشغال الإنجاز على المستوى المحلي، وتتوزع أغلب هذه المرافق على الولايات السهبية والفلاحية.
لطيفة بلحاج