يجري على مستوى المؤسسات التعليمية للأطوار الثلاثة إتمام التسجيلات الخاصة بالاستفادة من منحة التمدرس الموجهة لفائدة التلاميذ المعوزين والأسر ذات الدخل المحدود، على أن يتم صرف المنحة المقدر قيمتها بـ 5 آلاف دج قبل نهاية شهر جويلية الجاري.
فتحت إدارات المؤسسات التعليمية عبر مجمل مديريات التربية الوطنية أبوابها لاستقبال الأولياء المعنيين بإتمام التسجيلات للاستفادة من منحة التمدرس، التي تخصصها الدولة سنويا لصالح الأسر محدودة الدخل لمساعدتها على تغطية مصاريف الدخول المدرسي المقبل.
وينتظر صرف منحة التمدرس قبل نهاية شهر جويلية الحالي، بعد إتمام عملية ملء الاستمارات الخاصة بالعملية من قبل الأولياء على مستوى المؤسسات التعليمية، مع ضرورة تقديم ملف يثبت الوضع الاجتماعي للأسر المستفيدة من المنحة، لضمان ذهاب الإعانات الاجتماعية التي تخصصها الدولة للفئات الهشة إلى مستحقيها الفعليين.
ويحدد المرسوم التنفيذي الصادر بتاريخ 22 جوان الماضي شروط وكيفيات الاستفادة من منحة التمدرس، مشيرا إلى إسناد مهمة توزيعها على الأسر المعوزة التي يزاول أبناؤها تعليمهم في قطاع التربية الوطنية إلى وكالة التنمية الاجتماعية، التي تنشط تحت وصاية وزارة التضامن والأسرة وقضايا المرأة، كما حدد ذات المرسوم الوثائق المطلوب تقديمها للحصول على المنحة قبل انقضاء الموسم الدراسي الجاري.
وشدد المرسوم التنفيذي على ضرورة إتمام إجراءات إيداع ملفات الحصول على المنحة التضامنية للتمدرس قبل منتصف الشهر الحالي، بهدف منح الوقت الكافي للمصالح المعنية لدراسة الملفات والتأكد من أحقية الاستفادة من هذه المساعدة الاجتماعية من قبل الأولياء الذين قاموا بملء الاستمارات وإرفاقها بالملف المطلوب من طرف إدارات المؤسسات التعليمية.
ويستفيد من المنحة الدراسية وفق ذات المصادر كل تلميذ مسجل بصفة نظامية في مؤسسات التربية والتعليم بالمدارس العمومية، مع إلزامية إثبات الوضعية الاجتماعية لطالبي الحصول على المنحة الدراسية، سيما وأن المرسوم التنفيذي الذي يؤطر عملية توزيعها يحدد طبيعة الفئات المعنية بالمنحة، ويتعلق الأمر بالتلاميذ المنحدرين من عائلات معوزة، وكدا الأسر التي لا دخل لها. ويتم على مستوى الوكالة الاجتماعية التابعة لوزارة التضامن والأسرة إنشاء بطاقية وطنية لتسيير منحة التمدرس وتسييرها و رقمنتها، بهدف إضفاء الشفافية على العملية وضبط العدد الفعلي للتلاميذ الذين يحق لهم الاستفادة من دعم ومساعدة الدولة لمواصلة المشوار الدراسي في ظروف موائمة، سيما وأنه من بين الأهداف الرئيسية لمنحة التمدرس التقليص من نسبة التسرب المدرسي، وضمان مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ.
وترصد الدولة ميزانية معتبرة سنويا لضمان توزيع المنحة المدرسية في الآجال المحددة، سيما وأن هذه الإعانات ذات الشق الاجتماعي يستفيد منها سنويا نحو 4 ملايين تلميذ، فضلا عن مجانية الكتاب المدرسي، إلى جانب ما يبذله قطاع التربية الوطنية من جهود لتعميم الإطعام المدرسي، وضمان النقل على مستوى المناطق البعيدة والمعزولة، وكذا التجمعات السكنية التي لا تتوفر على العدد الكافي من المؤسسات التعليمية القريبة من محيطها.
وتسهر اللجان الولائية التي تنشأ عبر كل ولاية على تأطير الاستفادة من توزيع منحة التمدرس على التلاميذ المعوزين، مع متابعة تسديدها لصالح الأولياء أو أوصياء التلاميذ المستفيدين، وتسجل الاعتمادات المالية لمنحة التضامن المدرسية في محفظة وزارة التضامن والأسرة وقضايا المرأة، وتوضع تحت تصرف وتنفيذ وكالة التنمية الاجتماعية، وفق ما جاء في المرسوم التنفيذي المتعلق بشروط وكيفيات منح وتوزيع المنحة المدرسية.
وتحرص من جانبها مديريات التربية الوطنية على تسهيل إجراءات توزيع منحة التمدرس قبل انقضاء تاريخ 31 جويلية الجاري، وتم في هذا السياق عقد اجتماعات تنسيقية وتوجيه التعليمات على المستوى المحلي لتسريع العملية التي ترمي إلى دعم التمدرس، ومساعدة الأولياء المعوزين على مجابهة مصاريف الدخول المدرسي المقبل.
وتكرس المنحة التضامنية للتمدرس السياسة الاجتماعية للدولة الرامية إلى تحسين الظروف الاجتماعية للمواطن، وتعزيز التمدرس والقضاء على الأمية والمغادرة المبكرة لمقاعد الدراسة بسبب الظروف الاجتماعية القاهرة، علما أن نفس الفئة من التلاميذ التي تحصل على مبلغ 5 آلاف دج سنويا، تستفيد أيضا من الإطعام والنقل المدرسيين ومجانية الكتب.
لطيفة بلحاج
