أطلقت مصالح وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري بالموازاة مع بداية حملة الحصاد والدرس للموسم الفلاحي الجاري، عملية تحسيسية واسعة للوقاية من حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، بهدف حماية الأراضي الفلاحية وتثمين المحصول الذي يتم جمعه عبر الولايات الرائدة في إنتاج الحبوب.
وتحرص وزارة الفلاحة على تأطير حملة الحصاد والدرس التي انطلقت في عديد الولايات، من بينها المناطق الجنوبية التي باشرت الحملة نهاية الشهر المنصرم، وذلك بتسخير العتاد الفلاحي اللازم من حاصدات وشاحنات لإنجاح حملة الحصاد والدرس، وضمان جمع المحصول في ظروف جيدة وآمنة.
وتسهر الوزارة أيضا على توعية المنتجين بالإجراءات الاحتياطية الواجب التقيد بها للوقاية من حرائق المحاصيل الزراعية والغابات، لحماية محاصيل الحبوب وتعزيز المنتوج المحلي لتحقيق الأمن الغذائي، وذلك بتنظيم حملة للتوعية والتحسيس بالإجراءات الواجب الالتزام بها لتفادي مخاطر الحرائق، تزامنا مع الاستعداد لاستقبال موسم الحر.
واستقبلت مناطق الهضاب والجنوب الرائدة في إنتاج الحبوب بحسب ما جاء عن وزارة الفلاحة، قوافل تحسيسية للوقاية من حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، تم من خلالها تقديم النصائح والإرشادات للمواطنين بصفة عامة، والفلاحين وسائقي العتاد المستعمل في عملية الحصاد، لتوعيتهم بكيفية حماية الفضاءات الزراعية والغابية والمحاصيل الزراعية من خطر الحرائق.
وتجوب القوافل التحسيسية كافة البلديات ذات الطابع الفلاحي بالولايات المعنية، من بينها ولاية برج بوعريريج التي عرفت بدورها انطلاق حملة الحصاد والدرس، في ظل مرافقة من المصالح الفلاحية، من بينها مصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني لحماية المحصول من الحبوب وتثمينه.
وتركز الحملة التوعوية على أهمية التبليغ في الوقت المناسب عن نشوب الحرائق، كوسيلة فعالة للحد من أخطار هذه الظاهرة الطبيعية التي تهدد سنويا مساحات واسعة من الأراضي المزروعة والغطاء النباتي، بسبب عدم التزام الأفراد بالتدابير الوقائية التي توصي بها مصالح محافظة الغابات.
وقد تم في سياق الحملة التوعية للوقاية ضد الحرائق توزيع مطويات على المواطنين ومستعملي الطرقات بالتعاون مع الدرك الوطني، لإقحامهم في مكافحة الحرائق من خلال التحلي بثقافة التبليغ في حال رصد نشوب حريق ما، سيما في المساحات الزراعية والغابية، واتخذت الحملة شعار التبليغ سلوك حضاري، وتبليغ مبكر، تدخل سريع، خسائر أقل.
ويتلقى المنتجون بدورهم في إطار الحملة التوعوية نصائح وقائية وتوجيهات عملية حول كيفية الاستعمال الصحيح لمطفأة الحرائق، وصيانة ومراقبة آلات الحصاد، تجسيدا للإجراءات الاستباقية التي تقوم بها وزارة الفلاحة سنويا لإنجاح موسم الحصاد والدرس، الذي يسير بوتيرة متسارعة ومكثفة.
إذ تعيش مناطق إنتاج المحاصيل من الحبوب هذه الأيام حركة دؤوبة، وتجنيدا للمصالح الولائية لإنجاح العملية بتسخير عدد هام من الشاحنات والحاصدات التي شقت طريقها في مواكب اتجاه المساحات المزروعة لجمع المحصول ونقله إلى مراكز التخزين التابعة لتعاونيات الحبوب وفق ترتيبات محكمة تم ضبطها مسبقا، تجسيدا لتعليمات وزير الفلاحة والتنمية والصيد البحري يوسف شرفة، خلال الاجتماعات التحضيرية لموسم الحصاد والدرس.
ويتوقع المتتبعون للشأن الفلاحي تسجيل ارتفاع هذه السنة في إنتاج الحبوب، خاصة منتوج القمح بفضل التساقط الوفير للأمطار بعديد مناطق البلاد، سيما وأن أولى معطيات حملة الحصاد للموسم 2025 أظهرت نتائج إيجابية، بعد أن حققت عدة ولايات جنوبية، من بينها ورقلة وأدرار تحسنا ملحوظا في مستوى الإنتاجية التي بلغت 55 قنطارا في الهكتار. وتطمح وزارة الفلاحة لأن تجعل من السنة الحالية سنة لإنتاج الحبوب بكميات معتبرة تجسيدا لتوصيات رئيس الجمهورية، وصولا لتحقيق الاكتفاء الذاتي، سيما من حيث إنتاج القمح الصلب تكريسا للنتائج المحققة الموسم المنصرم الذي تم خلاله توفير 1.2 مليار دولار للخزينة العمومية بفضل الإنتاج الوفير الذي حققه المنتجون من هذه المادة.
ويشار إلى أن وزارة الفلاحة تمكنت من استلام عدة مراكز جوارية جديدة للتخزين خلال هذا الشهر، تحسبا لاستقبال المحاصيل من الحبوب، كما قامت بدعم الحظيرة الخاصة بنقل المحصول إلى هذه المراكز، في إطار التدابير التي تبنتها الدولة لتحفيز الفلاحين على مضاعفة الإنتاج.
لطيفة بلحاج