أعلن وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إبراهيم مراد، أمس الإثنين، عن تجنيد أكثر من 36 ألف منتسب للشرطة الجزائرية، خصيصا لضمان أمن المواطنين عبر مختلف الولايات الساحلية، في خطوة وصفها بأنها جزء من الجهود الوطنية لتعزيز التغطية الأمنية في ظل موسم الاصطياف وتنامي التحديات المرتبطة بالجريمة المنظمة.
وأكد الوزير في تصريح صحفي أدلى به في ثاني يوم مم زيارته إلى ولاية تلمسان، أن هذه التشكيلات الجديدة تأتي ضمن خطة شاملة لتكثيف التواجد الأمني الميداني، مشيرا إلى أن الهياكل الشرطية الجديدة التي تم تدشينها، وعلى رأسها مقر أمن دائرة مغنية، و إقامة أعوان الشرطة التي حملت اسم شهيد الواجب الوطني المرحوم بن ميلود بوعزة، تُجسد رؤية السلطات العمومية الرامية إلى حماية الأشخاص و الممتلكات، و التصدي للمخاطر التي تهدد النظام العام والسكينة العمومية.
وشدّد مراد على أهمية تعزيز الوجود الأمني بهذه المنطقة الحدودية، بالنظر إلى دورها الحيوي في مكافحة الجريمة المنظمة، وشبكات تهريب المخدرات، مشيدا بالتجند الاستثنائي لمصالح الأمن الذين تمكنوا من حجز كميات معتبرة من المخدرات والأقراص المهلوسة، بصفة يومية، مستهدفين «شباب الجزائر» في حرب غير معلنة.
ومع اقتراب الاحتفال بعيد الشرطة الجزائرية، نوّه الوزير بروح الوفاء والتفاني التي يُبديها منتسبو الأمن الوطني في الدفاع عن أمن واستقرار البلاد، داعيا إلى مزيد من التجنّد، خاصة في الولايات ذات الطابع الحدودي.
وزير الداخلية، استهل زيارته أمس من بلدية باب العسة الحدودية، حيث أشرف على تدشين عدد من المشاريع الجوارية ذات الأثر المباشر على حياة المواطن. وكان من أبرزها مشروع ربط أربعة أنقاب بمحطة ضخ جديدة للمياه، بالإضافة إلى متابعة عرض حول برنامج تزويد سكان المنطقة بالمياه الصالحة للشرب.
وفي هذا السياق، وجه مراد تعليمات صارمة للسلطات المحلية بجعل أولوية قصوى لتزويد المواطنين بالمياه خلال موسم الاصطياف، مذكّرا بأن هذا المحور يحظى بمتابعة شخصية من طرف رئيس الجمهورية. كما دعا إلى اتخاذ كافة التدابير الاستعجالية لتفادي أي اضطرابات في التزود بالماء، خاصة في المناطق النائية، مع التفاعل الفوري مع أي طارئ.
وفي إطار تحسين الخدمات الأساسية، أشرف الوزير على وضع حيز الخدمة لمشروع ربط 400 مسكن بالكهرباء بقرية بن كرامة، إضافة إلى ربط 134 مسكنًا بشبكة الغاز الطبيعي، بتمويل من صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية. كما تابع عرضًا تقنيًا حول نسب الربط بالكهرباء والغاز عبر بلديات الولاية الحدودية.
أما في الشطر الثاني من الزيارة، وقف وزير الداخلية على ظروف استقبال الجالية الجزائرية في المحطة البحرية لميناء الغزوات، مجددًا التذكير بالتعليمات الرئاسية القاضية بتوفير كافة التسهيلات لأبناء الوطن القادمين من الخارج، خاصة خلال موسم الصيف، بما يليق بصورة الجزائر الجديدة.
وفي سياق متصل، عاين مراد مشروع ربط ميناء الغزوات بالطريق السيار شرق-غرب في شطره الثاني ببلدية ندرومة، مؤكدا أن هذا المشروع المهيكل من شأنه تعزيز الجاذبية الاقتصادية للمنطقة، ورفع مستوى المبادلات التجارية، إلى جانب ضمان انسيابية حركة تنقل المواطنين.
وأوضح الوزير أن هذا النوع من المشاريع يتماشى مع مخطط تهيئة الإقليم، ويُسهم في تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية الرامية إلى النهوض بالاقتصاد الوطني وتشجيع الصادرات. وفي هذا الصدد، وجّه تعليمات بتكثيف الجهود لاحترام آجال الإنجاز وضمان الجودة، مثنيًا على الكفاءات الوطنية التي برهنت عن احترافية عالية في تنفيذ المشاريع.
أما في اليوم الأول من زيارته إلى ولاية تلمسان التي باشرها مساء أمس الأول كان وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية قد شدّد على ضرورة رفع مستوى اليقظة لحماية الثروة الغابية من خطر الحرائق، مشيرا إلى أن السلطات العليا في البلاد أعطت تعليمات واضحة في هذا الشأن.
وأوضح السيد مراد خلال تدشين غابة استجمام لمستثمر خاص على مساحة 12 هكتارا أن الدولة جندت أكثر من 20 ألف عنصر على المستوى الوطني، وزودتهم بكل المعدات والتجهيزات اللازمة، من بينها 55 طائرة ومروحية و12 طائرة مستأجرة، فضلًا عن استعمال الطائرات المسيرة.
كما شدد وزير الداخلية على أهمية العمل الوقائي الاستباقي، مثل فتح مصدات النيران، وإقامة مهابط للطائرات، وتوفير نقاط مياه قريبة من الغابات، وإزالة الأعشاب الضارة، خصوصًا مع اقتراب موسم الحصاد. وأشاد مراد بالتدخلات السريعة لمصالح الحماية المدنية ومحافظة الغابات، مثمنا التنسيق العالي بين مختلف الفاعلين الميدانيين، داعيًا في ذات الوقت إلى رد فعل سريع وفوري عند اندلاع أي حريق، مبرزا «الإرادة القوية» التي تميز عمل كل الفاعلين.
ع. أسابع