تعول مصالح وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني بالتنسيق مع وزارة البيئة على جمع ما لا يقل عن 1.5 مليون جلد أضحية هذه السنة، تجسيدا للاستراتيجية المتعلقة بتثمين هذه الثروة واستغلالها في ترقية صناعة الجلود والنسيج، وسيتم في هذا الإطار إطلاق تطبيق إلكتروني لتنظيم العملية ونجاحها.
وتساهم منظمة حماية المستهلكين في الترويج لحملة جمع أضاحي العيد، تزامنا مع انشغال جل الأسر باقتناء الأضحية إحياء لشعيرة النحر، وهي تعمل بالتنسيق مع المصالح التابعة لوزارتي الصناعة والبيئة على تجنيد المواطنين لجمع أكبر عدد من جلود الأضاحي لتموين وحدات تحويل الجلود بالمادة الأولية، والحفاظ على نظافة المحيط وتثمين هذه الثروة التي تضيع نسبة هامة منها سنويا.
وأوضح بهذا الشأن الناطق باسم منظمة حماية المستهلكين فادي تميم «للنصر» بأن التنسيق مع وزارتي البيئة والصناعة يهدف إلى تشجيع المواطنين على الانخراط في عملية جمع جلود الأضاحي، بداية بالحفاظ عليها من التلف والتعفن بعد إتمام عملية النحر، ثم وضعها في الأماكن المخصصة لها لتسهيل عملية جمعها من قبل مؤسسة تسيير النفايات والرد التقني عبر مختلف الولايات.
وأوضح المصدر بأن جديد هذه السنة يتمثل في التحضير لإطلاق تطبيق إلكتروني هذه الأيام لإعلام المواطنين بنقاط تجميع جلود الأضاحي عبر كافة البلديات، لتفادي الرمي العشوائي لها بوضعها في أماكن كب النفايات، مما يؤدي إلى تشويه جمال المدن ونظافة المجمعات السكنية، سيما مع تزامن الاحتفال بعيد الأضحى مع دخول موسم الحر.
ويمكن للمواطنين الاطلاع عن طريق التطبيق الإلكتروني على المكان المخصص لوضع جلد الأضحية على مستوى البلدية مقر الإقامة، بما يسهل المهام على مؤسسة تسيير النفايات، ويساهم في إنجاح حملة جمع جلود الأضاحي التي ما تزال لم تحقق بعد الأهداف المرجوة وفق ممثل منظمة حماية المستهلكين، جراء عدم فهم كثير من المواطنين للمغزى الحقيقي من العملية.
وأوضح المصدر بأن مصالح وزارتي البيئة والصناعة تسعى من خلال الحملة التحسيسية التي تشارك فيها منظمات حماية المستهلكين، إلى جمع ما لا يقل عن 1.5 مليون جلد أضحية خلال هذا العيد، قصد تحويلها إلى وحدات تصنيع ودباغة الجلود التي تتوزع على عديد مناطق البلاد، سيما الولايات الرائدة في هذا الميدان، في خطوة هامة لإعادة بعث هذه الشعبة التي كانت تشكل ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الوطني.
كما تسعى الحملة التوعوية إلى ترقية الصناعات الوطنية للنسيج والجلود، وتثمينها كمدخلات أساسية لتطوير هذا القطاع، فضلا عن تجنيد المواطنين للحفاظ على نظافة البيئة عن طريق المساهمة الفعالة للجميع في استرجاع هذه الثروة بدل رميها بطرق عشوائية على حافة الطرقات والفضاءات العامة بطرق تؤدي إلى افساد أجواء الاحتفال بالعيد.
ويتم في إطار المساعي الرامية لإنجاح عملية جمع وتثمين جلود الأضاحي لهذا الموسم تنظيم خرجات ميدانية للفضاءات العامة والأسواق لشرح الطرق الصحيحة الواجب اتباعها خلال عملية السلخ، لضمان صلاحية استغلال جلد الأضحية في المجال الصناعي.
وتسجل وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني سنويا ارتفاعا محسوسا في عدد جلود الأضاحي التي يتم جمعها أيام العيد، وقد حققت الحملة السنة الماضية نتائج مرضية بعد تسجيل زيادة بنسبة 10 بالمائة في العدد الإجمالي لجلد الأضاحي التي جمعت مقارنة بمواسم سابقة، بفضل استرجاع أعداد هامة وتحويلها إلى الوحدات الصناعية، نتيجة انخراط المواطنين في العملية، خاصة على مستوى الولايات النموذجية التي حققت أرقاما جد مقبولة.
ويتم فرز جلود الأضاحي على مستوى البلديات، وتحول القطع غير الصالحة للردم التقني، بينما يوجه الباقي إلى المدابغ بما يساهم في تعزيز وتثمين صناعة الجلود باعتبارها من بين القطاعات التي تحظى باهتمام السلطات العمومية، التي تعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي والحد من الواردات في هذا المجال.
لطيفة بلحاج
