أفاد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين حاج طاهر بولنوار، أمس، بأن تحضيرات استباقية تجري على مستوى مديريات التجارة لتحقيق الوفرة وتموين السوق بالمواد الغذائية والمنتجات الفلاحية بالكميات الكافية لتلبية حاجيات المستهلكين، والحفاظ على استقرار الأسعار، وضمان استقرار السوق.
وأكد المتدخل في تصريح «للنصر» بأن المكاتب الولائية للجمعية الوطنية للتجار والحرفيين تعمل بالتنسيق مع مديريات التجارة في إطار التحضيرات التي تسبق الاحتفال بمناسبة عيد الأضحى، من خلال السهر على توفير الظروف الملائمة التي تحقق استقرار السوق وتضمن وفرة مختلف المنتجات التي يقبل عليها المستهلكون من خضر ومواد غذائية للاحتفال بهذه الشعيرة.
وأوضح المصدر بأن تزايد الطلب على المواد الغذائية خلال هذه الأيام يتم مواجهته بمضاعفة العمل من قبل الفلاحين لتحقيق الوفرة المستمرة للخضر والفواكه بأسعار معقولة، وكذا من قبل الوحدات الإنتاجية التي توفر المواد الغذائية العامة، فضلا عن مركبات إنتاج الحليب والوحدات التحويلية، التي استنفرت بدورها عمالها لضخ كميات مضاعفة من منتجاتها في السوق.
وأرجع المتدخل ارتفاع وتيرة الاستهلاك خلال الأيام التي تسبق الاحتفال بمناسبة العيد إلى تمسك الأسر ببعض العادات الاستهلاكية التي أضحت بمثابة ثقافة راسخة، وذلك باقتناء كميات زائدة من المواد والمنتجات الغذائية وتخزينها، من أجل التفرغ لنحر الأضحية والاحتفال بالمناسبة في جو عائلي.وأوضح رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين بأن هذه السلوكات تؤدي إلى الضغط على السوق، وإلى إحداث خلل في سلسلة التوزيع التي يتم ضبطها بحسب احتياجات المستهلكين بما يحقق التوازن بين العرض والطلب، وذلك بلجوء وزارة التجارة الداخلية إلى تجنيد المتعاملين الاقتصاديين لضمان الظروف الملائمة لإحياء مناسبة العيد.
وتوقع المصدر بأن تعقد الوزارة الوصية خلال الأيام المقبلة اجتماعا يضم كافة المتدخلين في تموين وضبط السوق، من بينهم ممثلي تجار الجملة ومسيري الوحدات الإنتاجية ومركبات إنتاج الحليب المدعم ومشتقاته، من أجل ضبط خارطة طريق لتنظيم السوق وتحقيق الوفرة، فضلا عن إطلاق حملة تحسيسية لعقلنة الاستهلاك وتفادي التهافت والتبذير.
وتساهم بدورها الدواوين التابعة لوزارة الفلاحة في تجسيد البرنامج الذي تسطره وزارة التجارة الداخلية لضبط السوق خلال أيام العيد، بتشجيع الفلاحين على مواصلة النشاط على مدار أيام السنة، وبحسب المصدر فإن التزام الفلاحين بنظام المداومة خلال الاحتفال بمناسبة العيد على غرار التجار، سيسمح بإنجاح التحضيرات الاستباقية لضمان استقرار السوق.
وأضاف حاج طاهر بولنوار بأن إدراج أسواق الجملة في نظام المداومة يرمي إلى تحقيق وفرة المنتجات الفلاحية على مستوى الأسواق الجوارية والفضاءات المختلفة، غير أن تحقيق هذا الهدف مرهون بالجهود التي يبذلها الفلاحون لتموين السوق، بضخ الكميات المطلوبة من الخضر والفواكه بصفة مستمرة دون انقطاع مهما كانت الظروف.
وحث المتدخل المواطنين على ضرورة ترشيد الاستهلاك لأن نظام المداومة يهدف بالأساس إلى طمأنة المستهلكين ومحاربة السلوكات السلبية التي تؤثر على استقرار السوق، بسبب التهافت على اقتناء كل ما هو معروض في الفضاءات التجارية خشية اختفائها من السوق خلال أيام العيد بدعوى تفرغ التجار لإحياء المناسبة.
ويفرض قانون المداومة على التجار تأمين تموين المواطنين بالمواد الأساسية وتوفير الخدمات الضرورية خلال الأعياد والمناسبات، ويلزمهم بالإبقاء على المحلات مفتوحة طيلة إحياء المناسبة لتوفير المواد ذات الطلب الواسع، من بينها الحليب والخبز، سيما وأن نظام المداومة يشمل المطاحن ومركبات الحليب.
ويشار أيضا إلى أن الحملة التحسيسية التي أطلقتها مديريات التجارة هذه الأيام تضمنت عدة توجيهات للاحتفال بعيد النحر في ظروف مريحة، من خلال حث المواطنين على الحفاظ على نظافة المحيط، عبر تفادي الذبح العشوائي في الأماكن والفضاءات العامة، إلى جانب إشراكهم في إنجاح حملة جمع جلود الأضاحي بالتنسيق مع مصالح وزارة الصناعة، من أجل تثمين هذه الثروة واستغلالها الأمثل على مستوى مصانع الجلود.
لطيفة بلحاج