استرجع سكان ولاية قالمة يوم الأربعاء، الذكرى 67 لمعركة مرمورة الكبرى التي دارت رحاها ببلدية بوحمدان، يومي 28 و 29 ماي من عام 1958 عندما اشتدت الثورة المقدسة بهذا الإقليم الجبلي الحصين، الذي يعد معقلا من معاقل الولاية التاريخية الثانية.
و قد شاركت السلطات الولائية، المدنية و العسكرية، في إحياء الذكرى التاريخية الخالدة، بزيارة مقبرة الشهداء، الذين سقطوا فداء للدين و الوطن، في هذه المعركة التي شملت مساحة جغرافية واسعة، من منطقة بوحمدان عندما بدأت من جبال المشعابة، ثم توسعت الى جبال مرمورة و سرسارة و طاية، الجبال التي احتضنت الثورة و تحولت إلى مزار للسياح و الباحثين عن حقيقة ما وقع في ذلك اليوم التاريخي، الذي غير مجرى الأحداث عندما تأججت حرب التحرير بمنطقة صارت محرمة، يقتل فيها كل كائن حي يتحرك ليلا و نهارا.
و قال مجاهدون من المنطقة، بأن المعركة بدأت بوشاية تعرضت لها كتائب جيش التحرير المرابطة بالمنطقة بقيادة خيرة الضباط و المسؤولين، بينهم خليفة ختلة، احمد لبيض، محمود الحروشي و الطاهر دحمون، الذين سقطوا جميعا شهداء، في واحدة من أكبر المعارك التي غيرت موازين القوى بالولاية التاريخية الثانية.
و قد امتد نطاق المعركة على فضاء جغرافي واسع، على مدى يومين كاملين، بجبال و أودية بوحمدان الحصينة، التي تحولت إلى معقل للثورة و قادتها الكبار، من الولاية التاريخية الثانية، و ولايات أخرى كانت تعتمد على منطقة قالمة للوصول إلى القاعدة الشرقية، على الحدود التونسية لجلب السلاح و المؤن.
و حسب المصادر التاريخية، فإن ما لا يقل عن 70 مجاهدا قد سقطوا في معركة مرمورة يومي28 و 29 ماي 1958، بينما بلغت خسائر العدو الفرنسي نحو 200 قتيل، بينهم العقيد «جون بيار» الذي كان يقود المعركة من على طائرته الصغيرة «إلوات» قبل أن تسقط فوق قمة جبل مرمورة، بنيران مجموعة من شباب جيش التحرير الذين رفضوا الاستسلام، و قرروا مواصلة القتال و إسقاط القائد الفرنسي، عندما كانت طائرته تلامس قمة مرمورة، و تصطاد أبطال جيش التحرير بين الصخور و أشجار الفلين و الزان و الضرو و الريحان، الغطاء الغابي الكثيف، الذي شكل حماية طبيعية لجيش التحرير، قبل أن يطلق ضباط فرنسا العنان للمدفعية الرهيبة التي كانت تصب الحمم على مواقع المجاهدين، من مسافات بعيدة، يدعمها الطيران الذي غطى سماء المنطقة، في واحدة من أشد أيام الثورة المقدسة، وقعا على السكان
و كتائب جيش التحرير. فريد.غ