* مشروع استراتيجي يضمن السيادة الصحية للجزائر
وقع مجمع “صيدال” و المجمع العمومي “مدار” و مجمع “ أجيرب” للبحث في علم الفيروسات على اتفاقية شراكة بالأسهم لإنشاء مخبر علمي عالمي للبحث متخصص في تطوير و إنتاج اللقاحات البشرية والبيطرية المبتكرة.
وجرى حفل التوقيع بمقر وزارة الصناعة الصيدلانية، تحت إشراف الوزير وسيم قويدري، بحضور رئيس لجنة الشؤون الخارجية و التعاون الدولي بالمجلس الشعبي الوطني، خوان محمد، ووقع الاتفاقية من جانب مجمع صيدال، المديرة العامة بالنيابة صورية صباح، وعن جانب مجمع مدار الرئيس المدير العام للمجمع شرف الدين عمارة، و شركة “أجيرب” المملوكة للباحثين الجزائريين البروفيسور يحيى شبلون عالم الفيروسات، والدكتور كوريب حسام.
وقال وزير الصناعة الصيدلانية، وسيم قويدري، في كلمة له بالمناسبة أن إنجاز هذا المخبر العلمي الأول من نوعه في الجزائر يأتي في إطار تنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، المتعلقة بضمان سيادة وطنية في مجال الأمن الصحي، مضيفا أن الرئيس يتابع المشروع شخصيا، وأن المشروع سيزيل عبئا كبيرا على الجزائر في مجال السيادة الصحية، لافتا إلى أنه قبل توفر اللقاح الذي سيكون خلال سنة أو أكثر هناك ما يسمى العلاج بالخلايا عند حدوث أوبئة.
وأضاف المتحدث أن هذه الشراكة تهدف إلى إنجاز مركز بحث متطور في علم الأحياء الدقيقة وتطوير اللقاحات، وأيضا إنجاز مخبر بحث ومصنع لإنتاج اللقاحات الموجهة للاستعمال البشري واللقاحات الموجهة للاستعمال البيطري الحيواني، ووصف المشروع بالاستراتيجي الذي من شأنه أن يجعل الجزائر رائدة في مجال إنتاج اللقاحات المتطورة وذلك من خلال الكفاءات الجزائرية المشهود لها عالميا بالتميز والكفاءة.
كما أشار الوزير أن المشروع من شأنه تقليص فاتورة الواردات و إتاحة الفرصة لتوفير أكبر عدد ممكن من مناصب الشغل للشباب مع إشراك الباحثين والمؤسسات الناشئة المتخصصة في هذا المجال.
بدوره أكد الرئيس المدير العام لمجمع “مدار القابضة” شرف الدين عمارة، أن المجمع يعمل رفقة صيدال منذ مدة على إنتاج اللقاحات وبناء مختبرات مهمة مع الباحثين وبالتالي فهذا المشروع ذو أهمية وطنية، وهو من المشاريع التي يمكن وضعها في الخانة المركزية بالنسبة لأولويات الاقتصاد والصحة العمومية وسيادة الدولة والمجتمع.
وبالتالي فإن وجود “مدار” في هذا المشروع ليس لسبب اقتصادي بحت أو مالي بحت لكن خاصة للمساهمة في مجهود وطني لإرساء السيادة الصحية خاصة وضمان الأمن الصحي، وبالتالي فإن مساهمة المجمع تدخل في هذا الإطار- يوضح عمارة.
من جانبه توجه رئيس مجمع “ أجيرب” بالشكر إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون نظير الاهتمام الذي يوليه لهذا النوع من المشاريع التي من شأنها تعزيز مكانة الجزائر في ميدان صناعة الأدوية الموجهة لمكافحة الفيروسات بما يضمن سلامة صحة الإنسان والثروة الحيوانية.
كما قال الباحث المتخصص في علم الفيروسات البروفيسور، يحيى شبلون، أن هذا المخبر العالمي الأول من نوعه في الجزائر من شأنه المساهمة في حماية صحة الإنسان والثروة الحيوانية من مختلف الفيروسات وهذا عبر خلق ديناميكية علمية تربط مجال البحث العلمي بالصناعة الصيدلانية تثمينا لجهود الدولة في هذا المجال.
و بعد أن ذكر بتجربة كوفيد 19 أشار إلى أن الإنسان مجبر على العيش مع الفيروسات لمدة طويلة لأن الحيوانات تخلق فيروسات جديدة وهذه الأخيرة تنتقل للإنسان، مشددا على أن الجزائر التي تعتبر قارة لابد أن تملك الوسائل الخاصة بها للدفاع عن المواطنين.
وبموجب هذه الاتفاقية تتولى شركة “مدار القابضة” تمويل المشروع فيما يتولى مجمع “صيدال” المرافقة التقنية للباحثين بهدف إنتاج لقاحات موجهة لتلبية احتياجات السوق الوطنية وتقليص الاستيراد مع إمكانية تصدير الفائض نحو الأسواق الخارجية.
إلياس -ب