أعلن الرئيس المدير العام لمجمع «سوناريم» بلقاسم سلطاني، مساء أمس الأول، عزم المجمع إطلاق مشاريع منجمية هامة في أقرب الآجال بالشراكة مع مؤسسات عربية وأجنبية من سلطنة عمان و الصين، وتركيا وكندا، بهدف تثمين الموارد المنجمية ما سيسهم في تعزيز مساهمة القطاع في خلق الثروة وتوفير مناصب الشغل.
وفي تصريح للصحافة على هامش ندوة حول القطاع المنجمي والتنويع الاقتصادي، تم تنظيمها من طرف المركز الجزائري للاستشراف الاقتصادي وتطوير الاستثمار والمقاولاتية، ومجمع سوناريم، أوضح السيد سلطاني أن قطاع المناجم يعد من الركائز الأساسية للتنويع الاقتصادي، لاسيما في ظل المؤشرات الإيجابية التي يسجلها مؤخرا، مشددا على أهمية تثمين الموارد الطبيعية من خلال التحويل الصناعي وتحسين الحوكمة، مضيفا أن الشراكات الدولية تمثل ركيزة أساسية في هذا المسعى.
وأضاف بأن خارطة طريق المجمع، تستند على تطوير الصناعة المنجمية، وتثمين الموارد عبر التحويل الصناعي، وتعزيز الحوكمة، وتكوين الموارد البشرية المؤهلة، مشيرا إلى تنوع المشاريع المنجمية الجاري إنجازها عبر مختلف مناطق البلاد.
كما أكد أن تصدير المواد الخام لم يعد مسموحا به، تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مبرزا أن الأولوية أصبحت للتحويل الصناعي المحلي بهدف إنتاج مواد صناعية كانت الجزائر تستوردها.
وبخصوص مشروع القانون المنظم للنشاطات المنجمية، ثمن الرئيس المدير العام لسوناريم، التوجه نحو إلغاء الفصل بين رخصتي الاستكشاف والاستغلال، معتبرا أن هذا الإجراء سيسهم في تقليص الإجراءات الإدارية وتحفيز المستثمرين، كما أكد في ذات الوقت أن القانون يمثل خطوة هامة لرفع مساهمة القطاع في الناتج الداخلي الخام.
وكان السيد سلطاني قد أكد في كلمة ألقاها في افتتاح أشغال الندوة الموسومة بـ « خطى ثابتة نحو تثمين المقدرات الوطنية وتعزيز مسار التنمية المحلية»، أن المجمع يتبنى رؤية استراتيجية طموحة تعتمد على الابتكار و الاستباقية لضمان استدامة نشاطاته وتعزيز موقعه كمورد رئيسي للمواد الأولية، مجددا التزامه بمبادئ الاستدامة والمسؤولية البيئية.
من جهته، أكد رئيس المركز الجزائري للاستشراف الاقتصادي وتطوير الاستثمار والمقاولاتية، أكرم زيدي، في مداخلته الافتتاحية، أهمية تثمين الموارد المنجمية لتقليص فاتورة الاستيراد ورفع قيمة الصادرات خارج قطاع المحروقات، داعيا إلى ضرورة وجود مؤسسات قادرة على دفع القطاع المنجمي وتوفير كفاءات بشرية مؤهلة.
وأشاد زيدي في ذات الوقت بالمشاريع المنجمية الكبرى الجاري تنفيذها بعدد من الولايات، والتي تهدف – كما قال - إلى دعم التنمية المحلية، مبرزا أن مشروع القانون المنظم للنشاطات المنجمية سيوفر دفعة قوية للقطاع بفضل الإصلاحات التي يتضمنها.
وقد تخلل برنامج أشغال الندوة، التوقيع على مذكرة تعاون بين فرع «سوناريم تكوين» والمركز الجزائري للاستشراف، تهدف إلى تعزيز انخراط الشباب في المشاريع المنجمية، و تبادل المعلومات الاقتصادية، إلى جانب دعم المركز بخبراء، وتنظيم أنشطة مشتركة مرتبطة بالقطاع.
وفيما شهد هذا الحدث الذي احتضنه قصر الثقافة « مفدي زكرياء»، بالجزائر العاصمة، مشاركة واسعة من قبل عدد من الخبراء الاقتصاديين، الذين قدموا مداخلات ذات صلة بموضوع اللقاء، فقد ثمن المشاركون، في التوصيات التي توجت بها أشغال الندوة الإصلاح الهيكلي المتعلق بالقطاع المنجمي في الجزائر وخاصة الجهد العمومي الذي تعكف عليه الحكومة.
كما تمت الدعوة إلى اعتماد مقاربة استراتيجية لتطوير القطاع المنجمي تقوم على تثمين الموارد الطبيعية وجذب الاستثمارات الأجنبية في إطار شراكات «رابح-رابح»، إلى جانب تعزيز الصناعة التحويلية وتحسين البنى التحتية.
كما دعت التوصيات إلى إشراك المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وقطاع التعليم العالي في مرافقة ديناميكية القطاع من خلال التكوين و التأطير، وإنشاء منظومة معلومات منجمية وطنية، فضلا عن إعداد استراتيجية تصدير مستدامة مع التنويه بالتقدم المحرز في إصلاح الإطار القانوني المنظم للنشاطات المنجمية. كما تمت الدعوة في ذات المخرجات إلى ضرورة إعداد استراتيجية تعمل وفق ثنائية تلبية الاحتياج الوطني من جهة وكذلك ضمان التصدير لفترات مفتوحة غير محددة.
عبد الحكيم أسابع
