أعلن وزير النقل، السعيد سعيود، أمس، عن شروع قطاعه الوزاري في تنفيذ جملة من التدابير العملية الرامية إلى تحسين جودة النقل العمومي بمختلف أنماطه، لاسيما خلال موسم الاصطياف الذي يشهد ارتفاعا في الطلب، من خلال توفير خيارات متعددة للمسافرين من وإلى الجزائر، من حيث الأسعار وجودة الخدمة.
و في تصريح للصحافة على هامش الندوة الدولية حول الاستدامة البيئية في الطيران المدني، التي نظمتها الخطوط الجوية الجزائرية بمقرها، بالجزائر العاصمة، أكد سعيود أن هذه الإجراءات تندرج، ضمن مقاربة اقتصادية شاملة تهدف إلى رفع كفاءة الخدمات، وتحقيق التوازن بين جودة النقل وتكلفته، مبرزا في هذا السياق بأن القطاع يسعى إلى توفير نقل للمسافرين في ظروف مناسبة وبأسعار تنافسية.
كما تراعي هذه السياسة – يضيف الوزير - الأبعاد البيئية والتحول نحو اقتصاد منخفض الكربون، عبر تحديث الأساطيل وتوسيع الاستثمارات في البنى التحتية، وهو ما يعكس توجها واضحا نحو إعادة هيكلة قطاع النقل كمحرك للتنمية المستدامة والنمو المتوازن.
وأبرز وزير النقل في هذا الصدد بالقول ‘’ إن برنامج العمل الذي وضعته مصالح القطاع يهدف بالأساس إلى خدمة المسافرين الجزائريين من وإلى مختلف العواصم العالمية، من خلال التوفيق بين السعر المعتمد وجودة الخدمات المقدمة’’، مشيرا في ذات الوقت إلى أن ‘’ من بين الإجراءات المتخذة، تدعيم النقل البحري للمسافرين بسفينة جديدة مستأجرة والانتهاء من أشغال تهيئة سفينة (طارق بن زياد) في شهر أوت المقبل’’.
كما أشار إلى منح ثلاثة اعتمادات لمتعاملين في النقل البحري، ويتعلق الأمر – حسب السيد سعيود - «النورس» الذي هو في الخدمة و»الأوراس» الذي يرتقب دخوله حيز الخدمة نهاية شهر جوان الجاري أو خلال جويلية المقبل، إضافة إلى شركة «مدار البحرية» (فرع مدار القابضة) التي قال أنها استأجرت سفينة جديدة وقد منحت الترخيص اللازم لدخولها الخدمة خلال جوان الجاري، إلى جانب متعاملين أجانب.
وأكد المسؤول الأول على القطاع أن حوالي ثمانية ناقلين بحريين للمسافرين ينشطون حاليا عبر الموانئ الجزائرية، مع فتح خط بحري جديد بين الجزائر وإيطاليا لتحسين الخدمات.
وأثناء تطرقه للحديث عن الإجراءات المتخذة في مجال النقل الجوي، أوضح وزير النقل، أن الخطوط الجوية الجزائرية أعدت برنامجا يهدف إلى نقل المسافرين نحو مختلف العواصم في ظروف مريحة.أما في مجال النقل البري، فأكد السيد سعيود مواصلة العمل لتحسين نوعية الخدمة، مع التوجه مستقبلا نحو اعتماد المحركات الهجينة والكهربائية في إطار الانتقال الطاقوي نحو الطاقات المتجددة.وكان وزير النقل قد أكد في كلمة ألقاها خلال مراسم افتتاح الندوة، التزام الجزائر بالمساهمة في كافة المبادرات الهادفة إلى تقليص الانبعاثات الكربونية في قطاع الطيران، دون المساس بحق المواطنين في الربط الجوي المنتظم والآمن، مذكرا أن الطيران يعد مصدرا لانبعاثات الغازات الدفيئة، ما يستوجب تبني مقاربة متوازنة بين متطلبات النقل، بكافة وسائله، وحتمية حماية البيئة.وأشار إلى أن القطاع يعمل مع مختلف الفاعلين على تجديد أسطول الطائرات باعتماد طائرات أقل استهلاكا للوقود وأكثر نجاعة بيئية، إلى جانب تعزيز استخدام الوقود الحيوي والطاقة النظيفة، وتطوير البنية التحتية للمطارات وفق المعايير البيئية الدولية، بما يشمل تحسين أنظمة التهوية وتقليص استهلاك الطاقة ومعالجة النفايات.
وأضاف أيضا أن الجهود تشمل تحديث إجراءات الملاحة الجوية والهبوط لتقليص أوقات التحليق و الانبعاثات وتكوين الموارد البشرية على قواعد السلامة البيئية والتحسيس بأهمية التحول الأخضر في الطيران.كما شكر الوزير الخطوط الجوية الجزائرية على مجهوداتها خلال الفترة الأخيرة، ولاسيما في التكفل بالحجاج الجزائريين ذهابا وإيابا.
الشروع في استلام 15 طائرة جديدة ابتداء من سبتمبر
من جهته أعلن الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، حمزة بن حمودة، عن الشروع في استلام الطائرات الجديدة، في إطار برنامج تعزيز أسطول الشركة بـ 15 طائرة، في شهر سبتمبر المقبل، وذلك بسبب تأخر مسجل على مستوى الشركة المصنعة.وأكد السيد بن حمودة، في تصريح للصحافة، على هامش ذات الندوة الدولية التي نظمتها الشركة، أن برنامج استلام الطائرات، الذي كان مقررا انطلاقه في شهر جوان الجاري، عرف تأخرا مصدره الشركة المصنعة وبعض المزودين بالمعدات الداخلية للطائرات، في ظل أزمة عالمية يعرفها قطاع النقل الجوي منذ جائحة كوفيد- 19. وسيسمح استلام الطائرات الجديدة في إطار هذا البرنامج، - يضيف السيد بن حمودة بإطلاق رحلات جديدة نحو وجهات إفريقية وأسيوية وأوروبية خلال 2025 و2026، مشيرا على سبيل المثال إلى أن العمل جار لإطلاق خطين نحو العاصمة الهولندية أمستردام وغوانزو بالصين، قبل نهاية السنة الجارية.
من جهة أخرى، كشف المتحدث عن وجود مخطط لاستخدام الوقود المستدام في الطائرات الجديدة انطلاقا من بعض المطارات الأجنبية، بينما لن يستخدم هذا الوقود على مستوى المطارات الجزائرية إلا بعد استكمال الترتيبات اللازمة لإنتاجه محليا في السنوات المقبلة.
كما أكد السيد بن حمودة أن الخطوط الجوية الجزائرية تسعى لتكون في طليعة مسار التحول الطاقوي على مستوى إفريقيا والحوض المتوسط، من خلال تبني استراتيجية شاملة تشمل مختلف مستويات نشاطها، بدءا من تقييم شامل للبصمة الكربونية لأسطولها.
وبخصوص شركة النقل الداخلي التابعة للخطوط الجوية الجزائرية، طمأن السيد بن حمودة بأن العمل جار لهذا الغرض بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية، وأن خطة الطريق لإطلاق الشركة جاهزة وسيتم الكشف عنها خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وفيما يتعلق بتداعيات التطورات الأمنية الأخيرة في الشرق الأوسط، أكد المتحدث إلغاء الرحلات نحو العاصمة الأردنية عمان، على أن يتم إعادة برنامج الرحلات إلى وضعه الطبيعي فور تحسن الأوضاع، مؤكدا في الوقت ذاته أن الرحلات نحو باقي دول المنطقة لم تتأثر.
من جانبها، أشادت وزيرة البيئة وجودة الحياة، نجيبة جيلالي، في تصريح صحفي بوفاء شركة الخطوط الجوية الجزائرية بالتزاماتها البيئية، مؤكدة أنها من أوائل الشركات الإفريقية التي تبنت البروتوكول الخاص بمحاربة الانبعاثات الكربونية.
بدوره، دعا المدير العام للوكالة الوطنية للطيران المدني، حسن بولفلفل، في تصريح صحفي، إلى إعداد خطة للاستثمار الفوري في إنتاج وتوريد الوقود المستدام، وتحديث الأسطول الوطني وفق أعلى المعايير البيئية، مع تعزيز الشراكات الدولية مع مختلف الأطراف المتدخلة قصد مواكبة المعايير الدولية الجديدة في مجال الاستدامة، والتي قد يؤدي عدم الامتثال لها إلى التعرض لغرامات مالية ابتداء من سنة 2027.
ع.أسابع
