أكد رئيس المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، مصطفى ياحي، أن الانتقال الطاقوي أصبح من محددات السيادة الوطنية والتحديات الكبرى في ظل التقلبات الجيو سياسية والتغييرات المناخية وتقلبات الأسواق الدولية، وهو بمثابة فاتورة تمليها المرحلة الحالية لضمان الأمن الاقتصادي.
وقال رئيس المركز الوطني للبحث العلمي والتقني مصطفى ياحي في كلمته التي ألقاها خلال فعاليات الأيام العلمية والتقنية لسوناطراك في طبعتها 12 والتي تحتضنها وهران أن إنشاء منظومة الحلول المتكاملة، مرهون بتعبئة الكفاءات في مختلف المجالات، كون المراحل الانتقالية الكبرى تتطلب مقاربات شاملة مبنية ومنفتحة على تعدد التخصصات، وتشجيع الابتكار من أجل بلوغ تنمية طاقوية مستدامة وذات أثر اجتماعي ملموس، مبرزا أيضا أن التحول الطاقوي أصبح ضرورة وطنية وإستراتيجية ملحة تفرضها التغيرات المناخية والتحديات الاقتصادية والاجتماعية، بما يسمح بتعزيز السيادة الطاقوية وحماية البيئة وضمان مستقبل الأجيال القادمة.
و أوضح أن هذا التحول لن يتأتى إلا بإرادة سياسية ورؤية علمية بعيدة المدى وكذا إرادة مجتمعية بما يواكب الرهانات وحجم التطلعات، وعليه فالبحث والتطوير في قطاع الطاقة وفق ياحي، أصبح ضرورة ملحة في إطار تكامل تام بين الجامعات ومراكز البحث والشركات الصناعية، والمؤسسات الناشئة وهيئات التكوين ضمن شبكة متفاعلة ومتعاونة، تسمح بإنتاج المعرفة وتطبيقها بشكل فعال.
و أشاد ياحي، بأن ما تحقق من نتائج ملموسة ومؤسسات قوية وكفاءات مشهود لها، يؤكد أن الرؤية العلمية التي بنيت على إرادة سياسية كان لها بالغ الأثر على الموارد وكذا لوضع أسس الاستقلال الطاقوي، كما أن التجربة تثبت أن البحث العلمي ليس حكرا على قطاع معين، بل هو محرك للتنمية في مختلف القطاعات، داعيا لبناء منظومة وطنية محفزة على الابتكار مما يساهم في الاندماج ضمن ديناميكية مستقبلية قادرة على المنافسة والاستباقية، مشيرا أيضا أنه بفضل الاستثمار في البحث والتطوير، يمكن ترشيد الاستهلاك و ابتكار حلول جديدة في مجالات الإنتاج والتخزين وإدارة الطاقة وكذلك الاستعداد لتحولات السوق.
و ذكر المتدخل بأن جميع الدراسات الاستشرافية تتفق على أن العالم على عتبات أعظم تحول في تاريخ البشرية والذي يشمل عدة قطاعات، من أبرزها قطاع الطاقة الذي سيعرف تحولا من خلال التطورات التكنولوجية المتسارعة و انخفاض تكاليف الطاقة المتجددة وتقنيات البطاريات وكفاءة الطاقة، وفقا للعديد من الدراسات، فمن المتوقع حدوث تطورات رئيسية في قطاع الطاقة، منها الطاقة الشمسية.
بن ودان خيرة
