تتواصل عملية إغفال أوراق الإجابة الخاصة بامتحان البكالوريا دورة جوان 2025 على مستو ى مراكز التجميع والإغفال المتواجدة بمختلف الولايات، ويعكف الأساتذة المعنيون على عملية تجريد أوراق الإجابة من المعلومات التي تحدد هوية المترشحين، بهدف ضمان الشفافية والحيادية.
أفاد الناطق باسم نقابة ثانويات الجزائر «زبير روينة» في تصريح «للنصر» بأن إغفال أوراق الإجابة الخاصة بامتحان البكالوريا تعد من بين أهم المراحل التي تسبق التصحيح الفعلي للامتحان من قبل الأساتذة المعينين من قبل مديريات التربية للقيام بهذه المهمة، التي تسند للأساتذة ذوي خبرة في تصحيح البكالوريا.
وتستغرق عملية تجميع أوراق الإجابة والإغفال حوالي عشرة أيام، قبل توزيعها على مراكز التصحيح على مستوى الولايات، ويقصد بالإغفال نزع الجزء العلوي من ورقة الإجابة بهدف إزالة البيانات التعريفية، ثم ترميزها بأرقام ورموز خاصة لضمان عدم تمييزها ومعرفة هوية أصحابها خلال مرحلة التصحيح.
ويراد من عملية الإغفال إخفاء هوية المترشحين، بطريقة تحول دون تمكن الأساتذة المصححين من التعرف على هوية صاحب الورقة، بما يضفي الموضوعية على عملية التصحيح، لأن الأستاذ يتعامل خلال هذه المرحلة مع ورقة مجهولة الهوية، بما يحول دون وقوع ممارسات قد تخل بالسير العادي لعملية تصحيح أوراق البكالوريا.
وترمي هذه الإجراءات إلى نشر الطمأنينة بين المترشحين، من خلال الترتيبات المحكمة التي تؤطر تصحيح أوراق الإجابة لمختلف المواد، دون إمكانية تدخل من قبل المصححين للتأثير على النتائج لصالح التلاميذ، بما يحقق عنصر الحيادية، بجعل تقييم الإجابات يعتمد على جودة المحتوى دون عوامل أخرى، وهو الهدف الذي تسعى إليه وزارة التربية الوطنية في إطار تنظيم الامتحانات المدرسية الوطنية.
وتلي عملية إغفال المعلومات الخاصة بالمترشحين، ترميز وتشفير أوراق الإجابة برموز خاصة، بما يحول دون إمكانية التعرف على صاحب الورقة خلال مرحلة التصحيح، وأكد في هذا الصدد الناطق باسم ثانويات الجزائر بأن التحضيرات التي تسبق تصحيح أوراق البكالوريا تأخذ بعض الوقت لأن الأمر يخص عددا معتبرا من أوراق الإجابة.ويتم في المرحلة الموالية فتح مراكز التصحيح لاستقبال المؤطرين والقائمين على هذه المراكز، فضلا عن المشرفين على خلية الإعلام الآلي، ويتم بداية قبل الشروع في تصحيح أوراق الإجابة تدريب الأساتذة على التصحيح النموذجي، ثم تصحيح عينات من أوراق الإجابة على السبورة، قصد تمكين الأساتذة من التحكم في سلم التنقيط، وتقييم الأجوبة التي تتقبل عدة احتمالات.
ويتم أيضا الاتفاق على سلم التنقيط الذي يتم توحيده على مستوى كافة مراكز التصحيح بهدف إنصاف التلاميذ، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين المترشحين، ليقوم بعدها رؤساء اللجان بتوزيع أوراق الإجابات على الأساتذة المصححين، في إشارة إلى الانطلاق الفعلي لتصحيح أوراق البكالوريا الخاصة بالمواد التي امتحن فيها التلاميذ في الشعب السبع.
وتضم كل لجنة ما بين 180 إلى 200 ورقة إجابة يتم تصحيحها من قبل أستاذ واحد، ويعاد تصحيحها مرة ثانية من طرف أستاذ آخر لضمان الدقة والموضوعية في تقييم التلاميذ، ويمكن إحالتها على التصحيح الثالث في حال كان الفارق في التنقيط بين التصحيحين الأول والثاني أكثر من 3 نقاط.وأكد في هذا الصدد الأستاذ زبير روينة بأنه خلال الدورتين الأخيرتين لشهادة البكالوريا تم الذهاب إلى التصحيح الرابع في بعض المراكز، بعد أن تم الوقوف على فارق كبير بين النتائج الجيدة التي حققها مترشحون خلال العام الدراسي مقارنة بامتحان البكالوريا، وكان الغرض من الإجراء تحقيق الإنصاف لفائدة المترشحين.
وأوضح المتدخل بأن التصحيح يكون دائما في صالح التلميذ، ويهدف إلى تثمين الجهود التي تظهر على ورقة الامتحان، إذ ترمي الترتيبات التي تسبق الشروع في تصحيح أوراق الإجابة، من بينها شرح الأجوبة النموذجية وما قد تحمله من احتمالات عدة، إلى توحيد طريقة التصحيح وخلق انسجام على مستوى كافة المراكز.
لطيفة بلحاج