أكد أستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة البليدة 2 ، البروفيسور حكيم بوحرب، على أهمية الشراكات الجديدة التي تستهدفها الجزائر وفق مقاربات استراتيجية، مبرزا في هذا الإطار، الاهتمام المتزايد للشركات العالمية في مختلف المجالات ورغبتها في الاستثمار في الجزائر، سيما في ظل التوازنات المالية و المقدرات الاقتصادية الكبيرة للجزائر والبيئة الجاذبة للاستثمار الأجنبي والخالقة للفرص الاستثمارية، كما أشار إلى أن توطين التكنولوجيا، مسألة هامة في الأجندة الاقتصادية وكل ذلك يصب في مصلحة تحقيق التنمية الاقتصادية من جهة وبناء علاقات اقتصادية واعدة مستدامة و بناء خارطة نفوذ للاقتصاد الجزائري.
وأوضح البروفيسور حكيم بوحرب في تصريح للنصر، أن الإقبال المتزايد للشركات العالمية للاستثمار في الجزائر، هو نتاج للسياسة الانفتاحية ونتيجة إيجابية للتوجه نحو شراكات دولية جديدة ، لافتا في السياق ذاته ، إلى أن العلاقات مع الشركاء الدوليين، أصبحت ترتكز على البعد التنموي والاقتصادي.
كما أشار المتدخل، إلى المراجعات في الإطار التشريعي وخاصة ما تعلق بقانون الاستثمار الذي تمت مراجعته وفق مقاربة جاذبة للاستثمارات الأجنبية وداعمة لجاذبية الاستثمار على المستوى الداخلي ، مضيفا أن هذا الإقبال على إقامة استثمارات أجنبية في الجزائر هو نتيجة أيضا للتوازنات المالية التي وصلت إليها الجزائر، مشيرا في هذا الإطار ، إلى أن العديد من التقارير التي أصدرتها المؤسسات المالية الدولية وغيرها كانت إيجابية وتحتوي في مضامينها على مؤشرات أداء إيجابية وهذا يدعم استقرارية الاقتصاد الوطني ويحسن صورة الاقتصاد في الخارج و يعطي صورة إيجابية على الأداء الإيجابي المستمر في العديد من القطاعات، ما يمثل إشارة إيجابية للمستثمرين الأجانب ويعطيهم أريحية، فيما يتعلق بوجود ظروف محفزة تدعم دخولهم للسوق المحلية وعقد شراكات مع المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين أو الاستثمار مباشرة وفق منظور الاستثمار الأجنبي المباشر .
وأضاف أستاذ العلوم الاقتصادية، أن الجزائر ومن خلال ما تتوفر عليه من مقدرات اقتصادية كثيرة، سواء فيما يتعلق بالثروات الطبيعية والبنية التحتية، تعتبر بيئة جاذبة للاستثمار الأجنبي وبيئة خالقة للفرص الاستثمارية، تمكن المتعامل الأجنبي في حالة دخوله من اقتناص فرص واعدة وذات بعد استراتيجي، سيما وأنها محمية بمنظومة قانونية، مع استقرار وديمومة الإطار التشريعي على مدى 10 سنوات، لطمأنة المستثمرين.
كما أبرز البروفيسور حكيم بوحرب، تنويع الجزائر للشراكات مع مختلف الجهات، حيث أن التوجهات مفتوحة على كل الأصعدة، ما لم تتعارض مع أهدافها الاستراتيجية، حيث اتجهت شرقا وغربا وكل ذلك يصب في مصلحة تحقيق التنمية الاقتصادية من جهة وبناء علاقات اقتصادية واعدة مستدامة وأيضا بناء خارطة نفوذ للاقتصاد الجزائري جديدة، لافتا في هذا السياق، إلى أن هذه الخارطة، تبين الجزائر كقوة إقليمية وخاصة في المجال الطاقوي والاقتصادي وتبعث إشارات إيجابية للأسواق الدولية بصفة عامة، بأن الجزائر شريك واعد ويمكن الاعتماد عليه في العديد من المواقف و قد تزامن ذلك مع العديد من المكتسبات التي حققتها الجزائر في الشق الدبلوماسي و الجيواستراتيجي .
من جهة أخرى ، أشار المتدخل، إلى أن الجزائر تستهدف نقلة نوعية لنسيجها الصناعي وتوطين التكنولوجيا على وجه الخصوص وبناء على ذلك فهي تعتمد في مقاربتها الجديدة على إدخال عنصر توطين التكنولوجيا على أنه محدد أساسي في القيام بالشراكات الدولية .وأضاف في هذا الإطار، أن توطين التكنولوجيا، يعتبر مسألة هامة و محورا هاما في الأجندة الاقتصادية الجزائرية ومدخلا لتحقيق أولويات الاستثمار وماهية الأطراف التي يتم التعامل معها ، فالتكنولوجيا هي مفتاح التنمية و التموقع في الاقتصاد الدولي الجديد ومنفذا لرفع القدرات التصديرية والتنافسية للمنتوج الجزائري.
من جهة أخرى، أشار المتحدث، إلى رغبة كبريات الشركات الطاقوية الأمريكية في الاستثمار في الجزائر ومنها شركة «شيفرون» و» إكسون موبيل»، معتبرا أن توقيع شراكات مع هذه الشركات العملاقة و الرائدة في مجال الاستكشاف والتي تتوفر على تكنولوجيا عالية، يعد مكسبا و يفتح المجال لاستكشاف مقدرات جديدة تحتويها الجزائر، سواء على مستوى المياه الإقليمية أو الثروات الباطنية .
وأضاف أستاذ العلوم الاقتصادية، في السياق ذاته، أن التعاقد مع كبريات الشركات، في المجال الطاقوي، يمكن من الأريحية و فتح مجالات تسويقية جديدة، في ظل الشراكات المتنوعة و التعاملات الجديدة في السوق الطاقوية .
وأضاف أن التعاقدات الجديدة، ستمهد الطريق نحو شراكات جديدة، لأن التعامل مع الشركات الكبرى لا يعطى رافعة في الأداء فقط وإنما يفتح مجالات تعاقد والولوج إلى أسواق طاقوية في ظروف تفاوضية أحسن.
كما أبرز الخبير الاقتصادي، أيضا أن الجزائر لديها موقع جيوسياسيي هام، وهي تعمل اليوم أيضا على تمتين علاقتها بالعمق الإفريقي، من خلال ميكانيزمات تنموية، مع تأكيدها دوما على ضرورة أن تكون هذه القارة قادرة على ان تستغل مقدراتها أحسن استغلال، حيث تمد الجزائر يدها دائما للدول الإفريقية للنهوض بمقدراتها التنموية وبناء تصورات تنموية خادمة للقارة وتحد من أوجه الاستغلال التي تعرضت لها دول القارة على مر العقود .
ولفت البروفيسور حكيم بوحرب، إلى المشاريع المرتقبة والعديد من الإجراءات التي تم اتخاذها ومنها إقامة المعارض للمنتوجات الجزائرية في دول على مستوى القارة الإفريقية وفتح فروع بنكية في الخارج و تعزيز التعاون مع دول القارة وذلك يدخل في إطار رؤية الجزائر الجديدة بشأن الرفع من منسوب تعاونها وتعاملها مع دول القارة . مراد -ح