الأربعاء 9 جويلية 2025 الموافق لـ 13 محرم 1447
Accueil Top Pub

درس آخر لفرنسا العالقة في مأزقها الكولونيالي: الإملاءات والضغوط عملات غير قابلة للتداول في الجزائر

تؤكد الجزائر، مرّة أخرى، على واحد من أهم المبادئ التي قام عليها استقلالها و هو عدم قبول أي تدخل في شؤونها الداخلية تحت أي شكل من الأشكال، أو أي ذريعة من الذرائع، وأنها دولة ذات سيادة كاملة، لا تتداول عملة الابتزاز والضغوط تحت أي عنوان.
وعبر وكالة الأنباء الرسمية، «وكالة الأنباء الجزائرية»، استنكرت الجزائر أول أمس حملات جديدة يريد أشياع اليمين الفرنسي المتطرف شنها من جديد على الجزائر بمناسبة العفو الرئاسي الذي أقره الرئيس، عبد المجيد تبون، بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لاسترجاع السيادة الوطنية، والذي لم يشمل بوعلام صنصال، الذي تدافع عنه طوائف في باريس أكثر من دفاعها عن مواطنين فرنسيين مسجونين في العديد من دول العالم وحتى مواطنين في فرنسا.
ومع هذه الفرصة الجديدة أخرجت فيالق اليمين المتطرف الفرنسي مرة أخرى، ما في جعبتها من سموم الكراهية وصواريخ الحقد الدفين، وقذائف النوستالجيا الكولونيالية، لتصبها على الجزائر، ناعتة إياها بأقبح الأوصاف دون أدنى لباقة أو دبلوماسية، مستهدفة مرة أخرى صورة الجزائر برمتها وسمعة شعبها ودولتها ومؤسساتها. وفي خطوات بعيدة عن المنطق وعن التقاليد والأعراف الدبلوماسية أرادت أبواق اليمين الفرنسي المتطرف أن تفهمنا بأن استثناء المدعو، بوعلام صنصال، من العفو الرئاسي من الكبائر ما كان أن تحدث، وأنه على الدولة الجزائرية أن تطلق سراحه وإلا فهي دولة قمعية لا حقوق فيها ولا حريات، ويمكن نعتها بكل الصفات.
وفي الواقع فإنه لا يمكن وصف مثل هذه السلوكات أو الخطابات إلا بـ»الوقاحة» وقلة الأدب، إذ منذ متى يتم التدخل في شؤون الدول بهذه الطريقة الاستفزازية، خاصة إذا تعلق الأمر بالقضاء الذي يعد مجالا مقدسا في فرنسا وفي غيرها من الدول الغربية حسب ادعاءاتهم، فهم الذين لا يكفون عن التشدق باستقلالية القضاء يريدون معاملة المؤسسة القضائية عندنا كمصلحة إدارية فقط، يمكن التدخل في عملها بكل سهولة.
لكن الجزائر عبر برقية وكالة الأنباء الجزائرية ردت بشكل حاسم وقطعي، وكما يقال وضعت حجرا في فم هؤلاء المارقين إلى الأبد، بالتأكيد على أن بوعلام صنصال، هو قبل كل شيء مواطن جزائري، قبل أن يكون مواطنا فرنسيا بالتجنس، وهو يحاكم في بلده على أفعال و أقوال يعاقب عليها القانون، بل تعد خيانة كبرى للوطن، وبالتالي فإن هذا النوع من الضغوط لا جدوى من ورائه، ولن ينفع لا اليوم ولا غدا، لأن العدالة الجزائرية بصفتها مؤسسة من مؤسسات الدولة الجزائرية السيدة تصدر أحكامها وفق القانون الجزائري لا غير ولا تعير أي اهتمام لما دونه، ورئيس الجمهورية بصفته القاضي الأول في البلاد ليس بحاجة لمستشارين هزيلين في التفكير وتقديم النصح.
ومن هذا المنطلق فإن حملات التشويه والهجمات التي يشنها اليمين المتطرف الفرنسي الذي أصبح صانعا للسياسات عبر أبواقه الإعلامية والسياسية المعروفة لن تتمكن من المساس بصورة الجزائر، بل أن السحر سينقلب على أصحابه، لأن الكل صار يعرف خلفيات وأهداف اليمين المتطرف في فرنسا ما خفي ظهر منها وما بطن.
إن بوعلام صنصال لا يهم هؤلاء المتطرفين في شيء، والكل يعرف ذلك، وهو مجرد رقم لا أكثر ولا أقل، أو مجرد مشجب كلما أتت الفرصة يسارع أنصار اليمين المتطرف لتعليق كل أحقادهم نحو الجزائر عليه، ونشر غسيل ذاكرتهم المريضة فوقه.
فقد صار خطاب اليمين المتطرف مفضوحا ومملا إلى حد بعيد، ألم يتفطن هؤلاء بعد شهور من التهجم على الجزائر أن ما يسوقون له ليس سوى كتلة من الأمراض والحقد والضغينة وأن لا ذرة من العقل فيها، وأنها مجرد أوهام تعكس نفوسا مريضة بالهيمنة والتسلط .
ألم يتفطن هؤلاء المرضى بعد أن الجزائر دولة مستقلة وسيدة في قراراتها، وأن العهد الذي يحنون إليه قد ولى من غير رجعة، و أن سياسة لي الذراع التي نفعتهم مع بعض الدول التي لا تقيم اعتبارا للسيادة، لن تجدي نفعا مع الجزائر.
إلياس -ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com