أكد المحلل السياسي رابح لعروسي أن تواجد الشباب في المجالس المنتخبة أعطاها دينامكية غير مسبوقة، وقال إن تواجد الشباب في المجالس المحلية أو المجلس الشعبي الوطني، كانت له بصمة واضحة من خلال التدخلات في الغرفة الأولى للبرلمان، أو الديناميكية الجديدة التي ميزت البلديات والمجالس الشعبية واللجان المنتخبة التي يسيرها شباب.
وأضاف لعروسي في تصريح للنصر، أمس، أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أعطى في عهدته الأولى، مع تعديل الدستور، مكانة كبيرة للشباب وحيزًا لتواجدهم في الحياة السياسية، بدليل ما تضمنه دستور 2020، من تعديل قانون الانتخابات الذي أعطى أهمية لمشاركة الشباب في العملية الانتخابية، خاصة ما تعلق بالترشح وتمويل الحملة الانتخابية، كما فتح نفس القانون المجال حسبه للقائمة المفتوحة، وكانت الفرصة سانحة لتواجد الشباب ضمن قوائم المترشحين للانتخابات، سواء كأحرار أو مترشحين ضمن قوائم حزبية، مضيفا أن قانون الانتخابات قدم تسهيلات للشباب، خاصة في ما يتعلق بتمويل الحملة الانتخابية حتى لا يكونوا عرضة للابتزاز من طرف أصحاب المال الفاسد، مؤكدا أن رئيس الجمهورية أراد أن تكون الانتخابات في ضوء قانون انتخابات جديد، لنزع الصورة التي أصبحت لصيقة بالمنتخبين السابقين، خاصة ما تعلق بتواجد المال الفاسد.
وأكد المحلل السياسي لعروسي أن قانون محاربة الفساد، وتمكين الشباب من المشاركة في العملية السياسية من خلال تعديل قانون الانتخابات، والتسهيلات المقدمة في العملية الانتخابية، وإنشاء القوائم الحرة، كلها كانت آليات لتمكين الشباب من المشاركة في الحياة السياسية، إلى جانب الهيئة الاستشارية التي تم تأسيسها ودسترتها، والمتمثلة في المجلس الأعلى للشباب الذي يعتبر فضاءً قويًا جدًا لاحتواء الشباب، وأعضاؤه منتخبون من طرف الشباب، ويناقش قضاياهم المختلفة، إلى جانب المرصد الوطني للمجتمع المدني، الذي يُعد حسبه هو الآخر فضاءً للشباب والقلب النابض للجمعيات على المستوى المحلي والوطني، مشيرا إلى أن جمعيات يؤطرها شباب قدمت العديد من المبادرات، كما يُمثل المرصد آلية قوية للاقتراح فيما يتعلق بالأدوار المنتظرة من المجتمع المدني، كفضاء ثالث و وسيط بين المواطن والإدارة، للتقليل من العراقيل الإدارية التي يواجهها المواطن في حياته اليومية، وكذلك تربية الشباب على التنشئة السياسية، وأضاف نفس المتحدث أن المجتمع المدني يُعد فضاءً حقيقيًا ورافدًا من روافد التنشئة السياسية، إلى جانب المدرسة، والجامعة، والأسرة، وجماعة الرفاق، والتنظيمات الأخرى التي يجب أن تعمل كلها على تقوية شبكة تواجد الشباب في الفضاءات السياسية وأداء أدوارها على أحسن وجه.
وفي السياق دعا المحلل السياسي الأحزاب إلى إعطاء مكانة للشباب، وأن يكون رقمًا قويًا داخلها من خلال ترشيحه في الانتخابات، مؤكدا على ضرورة أن تفتح الأحزاب السياسية فضاءات واسعة للشباب في هياكلها التنظيمية، وتعطيهم الفرصة للبروز، مؤكدا أن الأحزاب السياسية هي الخزان الحقيقي للقيادات السياسية، ويقع على عاتقها تكوين الشباب، مضيفا أن الأحزاب هي الفضاء الأول والمريح والآمن لتكوين وتفريخ القيادات السياسية مستقبلًا، وعليها أن تكون لها روافد وامتدادات على المستوى المحلي. من جانب آخر دعا لعروسي الشباب إلى أخذ زمام المبادرة من خلال تقديم اقتراحات لمعالجة الكثير من المشاكل والقضايا التي تتصدر اهتمامات الشباب، لافتا إلى وجود موضوعين هامين لا بد أن تأخذ الفضاءات المجتمعية والشبابية مجراها فيهما، مشيرا إلى أن الموضوع الأول يخص ملف المخدرات التي انتشرت بشكل كبير في أوساط الشباب، ويجب أن يأخذ هذا الملف حسبه حقه في اهتمامات الشباب، سواء تحت مظلة المجلس الأعلى للشباب أو المجتمع المدني، وكذا ملف الهجرة بنوعيها الشرعية وغير الشرعية، من أجل إنقاذ الشباب من هذه الظاهرة التي أخذت صبغة لا تخدم حسبه المجتمعات، خاصة الإفريقية ومنها الجزائر، مشيرا إلى أن قوارب الهجرة تقدم أرقامًا مخيفة جدًا، ومن الضروري أن يأخذ المجتمع المدني والشباب المبادرة في البحث في هذه الظاهرة وإيجاد الحلول لها.
نورالدين ع