السبت 26 جويلية 2025 الموافق لـ 30 محرم 1447
Accueil Top Pub

ماكرون يلغي اجتماعه مع روتايو بسبب الجزائر: فــــزع فرنســــي بسبب التقـــــارب الجزائــــــري الإيطالـــــي

ألغى الرئيس الفرنسي ماكرون، الاجتماع الذي كان من المرتقب أن يجمعه بوزير الداخلية برونو روتايو يوم الخميس، على خلفية تصريحات أدلى بها روتايو مؤخرا، طالت جوهر المشروع السياسي للرئيس الفرنسي، إضافة إلى مواقفه المتشددة من ملف العلاقات الفرنسية الجزائرية حسب ما أفادت به صحف فرنسية.
قرّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلغاء لقاء كان مبرمجًا له مع وزير الداخلية برونو روتايو، في خطوةٌ فُسّرت على نطاق واسع بأنها رسالة تحذير مشفّرة، ورفض علني للانزلاق المتزايد نحو اليمين المتشدّد داخل الفريق الحكومي. وذكرت مصادر صحفية، أن الرئيس ألغى اللقاء بسبب “تصريحات غير مسؤولة” أدلى بها روتايو، آخرها كان وصفه لـ”الماكرونية” بأنها تجربة ستنتهي برحيل ماكرون، وتصريحه بأن “اليمين هو المستقبل”، مما جعل رئيس الجمهورية يشعر بأن وزيره يحاول اللعب على الحبلين، داخل الحكومة وخارجها.
وزير الداخلية لم يكتفِ بإبداء مواقف سياسية تتعارض مع توجهات الإليزيه، بل دخل في سجال علني حول الملفات الأكثر حساسية، وعلى رأسها العلاقة مع الجزائر. وفي حوار له مع صحيفة “لوفيغارو”، هاجم ما سمّاه “الدبلوماسية العاطفية” تجاه الجزائر، معلنًا نهاية زمن “التنازلات المجانية”.
ثم عاد في حوار آخر ليؤكد أنه “ديغولي وليس ماكرونيًا”، في تحدٍّ صارخ لخطاب الوحدة الذي حاول ماكرون فرضه منذ تشكيل الحكومة. كما أعلن عن “إنهاء سياسة المجاملة تجاه الجزائر”، واتخذ إجراءات وصفت بـ”العدائية” ضد شخصيات جزائرية.
وكان روتايو يستعد للتوجه إلى قصر الإليزيه في لقاء وُصف بـ»الحاسم» مع ماكرون، غير أن الإليزيه، وفق ما نقلته وسائل إعلام فرنسية، قرّر في اللحظة الأخيرة إلغاء اللقاء، وبرّر محيط الرئيس الفرنسي هذا القرار بكون وزير الداخلية «أراد استغلال اللقاء مع الرئيس لفرض تصوراته حول التعامل مع الجزائر، بعيدًا عن التوجه العام الذي يرسمه الإليزيه للعلاقات الخارجية»، وهو ما رفضه ماكرون بشدة، مفضّلًا إحالة روتايو إلى لقاء لاحق مع الوزير الأول فرانسوا بايرو مساء الخميس، لمناقشة القضايا الوزارية بعيدًا عن التصعيد السياسي.
وكان روتايو وضع مجموعة اقتراحات لإثارة التوتر مع الجزائر، التي يرى فيها ماكرون تهديدًا للتوازن الدبلوماسي مع الجزائر.
ولم يتأخر رد الفعل الغاضب من معسكر ماكرون حول هذه تصريحات وزير الداخلية التي طالت الرئيس الفرنسي نفسه. فقد اتهمت وزيرة التربية السابقة إليزابيث بورن الوزير روتايو بالسعي لتفتيت الجبهة المشتركة وإضعاف السدّ الجمهوري في مواجهة التطرف، مضيفة: «العمل المشترك يتطلب الاحترام المتبادل». أما الوزيرة أغنيس بانييه روناشير، فقد دافعت بشدة عن «الماكرونية»، ووصفتها بأنها «خيار العمل والوحدة ضد الشعبوية والانقسام»، مؤكدة أنها «ما أبقى البلاد صامدة خلال الأزمات».
وليست المرة الأولى التي يبدي فيها الرئيس ماكرون انزعاجه من تصريحات وتصرفات وزير داخليته، فقد سبق للرئيس الفرنسي أن وبّخ وزير داخليته علنًا قبل أشهر في لشبونة، عندما دعا إلى «الاحترام والواقعية» في التعامل مع الجزائر، ورفض الخطاب الشعبوي الذي يتبناه روتايو. إلا أن الوزير استمر في التصعيد، وذهب إلى حد اتهام الجزائر بالتغلغل في المؤسسات الفرنسية عبر «لوبيات» تقوّض السيادة.
انزعاج فرنسي من التقارب الجزائري الإيطالي
الخلاف الذي تجدد في فرنسا بين الرئيس ماكرون ووزير داخليته، تزامن هذه المرة مع بروز مخاوف فرنسية من التقارب الحاصل بين الجزائر وإيطاليا وهو التقارب الذي تعزز أكثر مع الزيارة التي قام بها الرئيس تبون إلى روما والتي توجت بالتوقيع على عديد الاتفاقيات، حيث أثارت هذه الزيارة موجة انزعاج كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية الفرنسية، في وقت تمر فيه العلاقات الجزائرية الفرنسية بأسوأ حالاتها منذ عام على الأقل. 
وقد أثارت صور الاستقبال الكبير الذي حظي به الرئيس تبون في إيطاليا من قبل الرئيس الإيطالي ميلوني ردود فعل غاضبة من قبل إعلاميين ومسؤولين محسوبين على اليمين المتطرف في فرنسا، الذين لم يخفوا انزعاجهم من الدفء الظاهر في علاقات الجزائر بإيطاليا، خاصة بعد توقيع سلسلة من الاتفاقيات واسعة النطاق تشمل قطاعات الصناعة والطاقة والفلاحة والانتقال الطاقوي والأمن والهجرة. 
ومن التحليلات التي أوردتها الصحافة الفرنسية، أن التحالف المتصاعد بين الجزائر وإيطاليا يكشف عن «هندسة متغيرة» في العلاقات بين دول جنوب المتوسط وأوروبا، وهي ديناميكية يبدو أن إيطاليا تعرف كيف تستثمر فيها، في كل مرة تتعثر فيها علاقات الجزائر مع باريس.
وقال الصحفي اليميني المتطرف لويس دو راغونيل على قناة «أوروبا 1» إن الزيارة تمثل «إهانة كبيرة للفرنسيين» مشيراً إلى أنها لم تكن زيارة عابرة أو سرية، بل رسمية بكل تفاصيلها.
ولم يقتصر الانزعاج على الإعلاميين، بل تجاوزه إلى محللين فرنسيين رأوا في زيارة تبون إلى روما «صفعة دبلوماسية» إلى فرنسا، ففي الوقت الذي تستمر فرنسا في إثارة القلاقل مع الجزائر، تتقدم روما بخطى واثقة لتتحول إلى الشريك الأوروبي المفضل لدى الجزائر، مستفيدة من تقاطع المصالح الاقتصادية والاستراتيجية، ومن حيادها في القضايا الحساسة إقليمياً.
ع سمير

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com