استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الاثنين بالجزائر العاصمة، المجاهد والكاتب والروائي الكبير، رشيد بوجدرة.
ويأتي هذا الاستقبال ضمن تقليد سنّه الرئيس تبون، يكرّس بموجبه الإصغاء والحوار مع نخب الأمة في الشأن العام ومختلف الجوانب الثقافية، حيث سبق له استقبال الكاتب العالمي محمد مولسهول، الذي سلمه أحدث إصداراته.
ويعدّ الكاتب رشيد بوجدرة من أكبر الكتاّب الجزائريين، ومن الآباء المؤسّسين للرواية الجزائرية، وكان من أوائل الكتّاب الذين تُرجمت أعمالهم إلى عشرات اللّغات العالميّة.
ورغم الحس النقدي الذي عُرف به رشيد بوجدرة، إلا أنّه عُرف بدفاعه المستميت عن الدولة الجزائرية، وعن انتمائها الحضاري ومُناهضته لكل أشكال الهيمنة، والكولونيالية بأوجهها القديمة والجديدة.
وقد رفض الكاتب الانخراط في لعبة الدوائر الإعلاميّة والسيّاسية الفرنسيّة، وكان من الأوائل الذين نبّهوا إلى استغلال هذه الدوائر لكتّاب ومثقفين جزائريين ضمن أجندات نيوكولونيالية.
وكلّفه ذلك حصارا على أعماله في فرنسا، رغم قيمتها الأدبية الكبيرة التي جعلت اسمه يتردّد أكثر من مرة بين المرشحين لجائزة نوبل، لكن الكاتب ظل يؤكد في تصريحاته أنّه لا يهتم بالجوائز التي تُمنح على أساس التنازلات أو الخضوع لابتزازات اللوبيات التي تُحكم قبضتها على الساحتين الإعلاميّة والثقافية في أوروبا.
كما عرف بدفاعه عن القضية الفلسطينية، التي خصّها بكتاب «يوميات فلسطينية» الذي كان ثمرة احتكاكه بفصائل المقاومة، ويستعد لإصدار كتاب عن غزة في الدخول الأدبي والاجتماعي. كما شارك في ثورة التحرير في سن مبكرة، تعرض لإصابة ومثل جبهة التحرير في عدة دول.
للإشارة فإن رشيد بوجدرة من مواليد عين البيضاء سنة 1941 ويقف على رأس هرم روائي دشنه برواية الإنكار، وفيه يختلط الهم الخاص بالهم العام وتاريخ العائلة بتاريخ الجزائر بكل جراحه وآماله.
ق-و
