الأربعاء 13 أوت 2025 الموافق لـ 18 صفر 1447
Accueil Top Pub

استشهاد 6 صحفيين في مجزرة استهدفت خيمتهم في غزة: الكيـان الصهيـوني يقتـل الصحافييــن لإخفاء الحقيقة

ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني ليلة أول أمس مجزرة بشعة بحق الصحفيين في قطاع غزة، راح ضحيتها 6 شهداء أثناء استهداف خيمتهم بمجمع الشفاء الطبي، وأغلب الشهداء الصحفيين عاملون في قناة الجزيرة القطرية، من بينهم الصحفيان أنس الشريف ومحمد قريقع، اللذان كانا على الهواء مباشرةً قبل ساعات فقط من استهدافهما، كما استُشهد مصوران يعملان في نفس القناة، ومساعد مصور. واعترف الكيان انه استهدف الصحفي أنس الشريف بحجة علاقته بحماس، في استخفاف لا لبس فيه بالمواثيق الدولية التي تحمي الصحافيين في حالات الحرب.
يأتي هذا الاستهداف الهمجي للصحفيين شهداء الحقيقة، بعد أيام قليلة فقط من مصادقة حكومة الكيان الصهيوني على خطة لاحتلال مدينة غزة، وقبل تنفيذ هذه الخطة، يسعى الاحتلال لإسكات صوت الصحفيين بالرصاص لإخفاء جرائمه، وطمس الحقيقة عن أعين العالم، بعد أن اتسعت حركة التأييد العالمي للقضية الفلسطينية، وتحول الاحتلال الإسرائيلي إلى كيان منبوذ في كل أنحاء العالم، ولعنة جرائم الحرب والإبادة الجماعية تلاحق جنوده وضباطه ومسوؤليه في كل بلد يدخلونه.
استهداف صحفي قناة الجزيرة الشاب أنس الشريف، الذي لمع اسمه بجرأته واحترافيته في تغطية جرائم الإبادة الجماعية في غزة، ونشاطه الواسع على منصات التواصل الاجتماعي لكشف جرائم الاحتلال أمام العالم لم يكن مفاجئاً، فقد واجه الشهيد على مدار الشهور الماضية تهديدات متكررة من طرف جيش الاحتلال الإسرائيلي تطالبه بالتوقف عن التغطية، بعد أن انزعج المحتل من تلك الصور التي ينقلها أنس الشريف يومياً عن المجازر الوحشية التي يرتكبها ضد المدنيين والنساء والأطفال، لكن رغم التهديدات، واصل الشريف نقل الحقيقة غير آبه بالمخاطر، مؤمناً بأن الأمر لا يتعلق بنقل معلومات وأخبار عبر الإعلام، بل القضية تتعلق بمصير وطن يحتاج التجنُّد للدفاع عنه، وأدرك أن ثمن الكلمة قد يكلفه حياته، فترك وصيته وأوصى بنشرها بعد استشهاده، ومما جاء فيها أنه أوصى بفلسطين وأهلها وأطفالها المظلومين.
في الوقت ذاته، فإن الشهيد الصحفي محمد قريقع، الذي ارتقى في نفس المجزرة، كان قد تحدث قبل لحظات من استشهاده في بث مباشر عن بوادر تنذر بتحرك الاحتلال الإسرائيلي نحو تنفيذ خطته لاحتلال مدينة غزة، وتوقع أن تكون الليلة التي استشهد فيها صعبة على مدينة غزة، في حين لم يكن يدرك أن المحتل سيسبق تنفيذ خطته بإسكات صوته وصوت زملائه بالرصاص في تلك الليلة، حتى لا يفضحوا جرائمه للعالم، ويواصل إبادة الفلسطينيين في الظلام بعيداً عن الإعلام.
وباغتيال الصحفيين الستة ليلة أول أمس، يرتفع عدد شهداء الصحافة في قطاع غزة منذ بداية العدوان في أكتوبر 2023 إلى 238 صحفياً، حسب بيان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أمس، وأشار الأخير إلى أن عملية اغتيال الصحفيين في خيمتهم بمجمع الشفاء تمت مع سبق الإصرار والترصد، بعد استهداف مقصود ومتعمد ومباشر، مضيفاً أن استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين والمؤسسات الإعلامية جريمة حرب مكتملة الأركان، تهدف لإسكات الحقيقة وطمس معالم جرائم الإبادة الجماعية، كما أنها تمهيد لخطة الاحتلال الإجرامية للتغطية على المذابح الوحشية الماضية والقادمة التي نفذها وينوي تنفيذها.
وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي الاحتلال الإسرائيلي وكافة الدول المنخرطة في الإبادة الجماعية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم الممنهجة بحق الصحفيين والإعلاميين في قطاع غزة، وطالب الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وجميع الأجسام الحقوقية والدولية في كل أنحاء العالم، بإدانة هذه الجرائم والتحرك العاجل لتأمين الحماية الكاملة للصحفيين الفلسطينيين والمؤسسات الإعلامية في غزة، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم ضد حرية الصحافة والحق في الوصول إلى المعلومة.
في السياق ذاته، نددت منظمات إعلامية وحقوقية بارتكاب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بحق الصحفيين، ووصفوا ما حدث بالجريمة المروعة لطمس الحقيقة والتمهيد لمجزرة كبرى، كما اعتبروا ما حدث جزءاً من سياسة ممنهجة لإسكات شهود الحقيقة وطمسها، خاصة بعد محاولة رئيس حكومة الكيان الصهيوني تبييض جرائم جيشه في مؤتمر صحفي سبق جريمة الاغتيال بساعات، وأكدت عدة منظمات أن اغتيال الصحفيين في غزة لا يمكن اعتباره مجرد جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية، بل هو فعل مركزي من أفعال الإبادة الجماعية وأداة حاسمة في تنفيذها، وحذّرت من تصعيد الاحتلال الاسرائيلي في غزة واستهداف من تبقى من صحفيين في القطاع، في ظل استمرار منع طواقم الصحافة الأجنبية منذ بدء حرب الإبادة الجماعية.
على صعيد الأوضاع الإنسانية في غزة وسياسة التجويع الممنهجة التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد سكان القطاع المحاصر، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن تسجيل 5 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة ، من بينهم طفل، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي لضحايا المجاعة إلى 222 شهيداً من بينهم 101 طفل.
في الوقت ذاته، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين والنساء والأطفال، وكشفت وزارة الصحة عن وصول 69 شهيداً و 362 مصاباً إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة ، من بينهم 69 شهيداً و 127 مصاباً من ضحايا لقمة العيش الذين يلاحقهم جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء انتظار وصول المساعدات الإنسانية، كما كشفت الوزارة عن ارتفاع عدد ضحايا لقمة العيش إلى 1807 شهداء وأكثر من 13021 مصاباً.
نورالدين ع

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com