قالت، أمس، الدكتورة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3، سعيدة سلامة، أن نظام المخزن المغربي أصبح أداة وظيفية في يد الغرب من أجل بسط سيطرة احتلاله على الصحراء الغربية، فيما اعتبر الدكتور رشيد علوش «الحكم الذاتي» مقترحا للمحتل بعد فشله في القضاء على المقاومة الصحراوية بشتى الطرق.
وخلال أشغال الأسبوع الثاني من فعاليات الجامعة الصيفية لإطارات البوليساريو في طبعتها الـ13 بولاية بومرداس، رافع الأكاديميان لأجل القضية الصحراوية من قاعة المحاضرات الكبرى بجامعة أمحمد بوقرة، أين أكدت الدكتورة سعيدة سلامة أن نظام المخزن المغربي استخدم مختلف الوسائل لإبقاء هيمنته على الشعب الصحراوي، واستغلال موارده وثرواته التي يتم نهبها بشكل وصفته بالممنهج في ظل صمت دولي رهيب.
وأشارت المحاضرة إلى الأساليب التي حاول من خلالها النظام المغربي مغالطة الرأي العام الدولي وإخفاء الوجه الحقيقي للاحتلال والجرائم المرتكبة في حق الشعب الصحراوي الذي يناضل منذ أكثر من 50 سنة من أجل العدالة والحق في تقرير المصير وتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.
الدكتورة سلامة أكدت أن القضية الصحراوية تعتبر قضية مركزية في الدبلوماسية الجزائرية الرسمية والبرلمانية للمرافعة عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، وذلك ما تؤكده مرافعات الجزائر في المحافل الإفريقية والدولية لأجل نصرة القضايا العادلة واستكمال مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية.
من جهته، اعتبر الدكتور رشيد علوش أن المحتل المغربي يحاول تصفية القضية الصحراوية العادلة، وذلك من خلال مقترح «الحكم الذاتي»، بعد فشل أسلوب حرب الإبادة وقصف الشعب الصحراوي بالنابالم والفوسفور والأسلحة المحظورة دوليا وحملاته العسكرية للقضاء على الشعب الصحراوي، وبعد فشل المسيرة الإستيطانية لتغيير ديمغرافية المنطقة.
وفي محاضرته بعنوان «الصحراء الغربية بين الحق في تقرير المصير ومتطلبات العدالة التعويضية»، أبرز الدكتور علوش أن المحتل المغربي يحاول نهج أسلوب الزج بأطراف أخرى، وتقديم مقترحات متناقضة مع مخطط التسوية الأممي والتي يرى بأنها تؤكد على حق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير والإستقلال وتصفية الإستعمار في آخر مستعمرة في إفريقيا، مضيفا أن الاحتلال المغربي يقدم إغراءات لبعض الدول من أجل الاستثمار في الأراضي المحتلة وتوريط أطراف دولية لإطالة احتلاله للصحراء الغربية، وأشار المتحدث إلى أنه من الممكن محاسبة المخزن إلى جانب كل المتورطين في نهب ثروات الصحراء الغربية أمام المحاكم الدولية، ووفقا لما تتيحه قوانين العدالة التعويضية.
وأبرز الدكتور علوش دور جبهة البوليساريو والتي قال إنها ظلت القوة السياسية المعترف بها دوليا منذ صدور الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية التي نفت بشكل واضح وجود أي علاقات للسيادة بين المملكة المغربية والصحراء الغربية وكذلك تقرير بعثة تقصي الحقائق الأممية والتي أكدت تمثيل الجبهة للشعب الصحراوي باعتبارها القوة السياسية في الإقليم وتحظى بشرعية تمثيل الشعب الصحراوي، وهو ما يفسر حسبه الاعتراف الأممي بها كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي رغم المحاولات الخبيثة للاحتلال المغربي.
وتتواصل فعاليات الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والجمهورية الصحراوية إلى غاية يوم غد الأربعاء 13 أوت بجامعة أمحمد بوقرة بومرداس، تحت شعار «كفاح وتضحية لفرض الاستقلال والحرية»، وبمشاركة أكثر من 400 إطار يمثلون مختلف مؤسسات وهيئات الجمهورية الصحراوية.
إيمان زياري