الأحد 24 أوت 2025 الموافق لـ 29 صفر 1447
Accueil Top Pub

يتحدّون السن لتقوية الجسد ومواجهة الأمراض: دورات تدريبية رياضية تلقى إقبالا من كبار السن


يشرف مدربون من قسنطينة، على تقديم دورات تدريبية رياضية مصغرة ببلدية الخروب، تلقى إقبالا لافتا خاصة من أشخاص كبار في السن يسعون للمحافظة على الصحة الجسدية والنفسية ومواجهة الأمراض. ووجد العديد من محبي الرياضة ضالتهم بفضل مبادرات لأساتذة في التربية البدنية ينظمون أنشطة وحصصا رياضية تتم بصفة منتظمة وعلى مدار السنة، وتطبق وفق برامج مدروسة تخدم عديد الجوانب الجسدية والنفسية، ما يسهم في تحقيق المقاصد من ممارستها، إذ يقبل على هذه الأنشطة أشخاص من مختلف الفئات العمرية بالأخص كبار السن.

برامج تدريبية مدروسة
وتعتبر جمعية «إنجوي سبور» ببلدية الخروب، لرئيسها أستاذ التربية البدنية، يونس حمدوش، من بين الجمعيات المعروفة التي تطبق هذه الأنشطة، وقد حضرت النصر جانبا من حصة يوم الثلاثاء على مستوى ملعب 1600 مسكن، أو كما يعرف بالملعب «الأحمر».
عرف برنامج الحصة ممارسة نشاط بدني بالكرة، وكذا ورشات تخص قوة التحمل والسرعة، ولفت انتباهنا العدد الكبير للمشاركين منهم أشخاص في العقدين السادس والسابع، لدرجة أن المدرب اضطر إلى تقسيم المشاركين إلى 3 أفواج، حسب مستوى كل منخرط « متقدم، ومتوسط، وجديد»، بالإضافة إلى إلزام كافة المشاركين في الحصة بارتداء زي موحد.

يقول حمدوش، بأن الفكرة عبارة تتمثل في إطلاق مشروع لتفعيل الأنشطة الرياضة الجوارية، وجاءت لتعوض نقص الأماكن التي يمكن أن يستغلها كبار السن في ممارسة الرياضة.
والملاحظ حسبه، أن نشاطات الجمعيات الرياضية تقتصر في الغالب على مجالات محدودة موجهة لفئات عمرية شابة منها الملاكمة، وكرة اليد، والكرة الطائرة. وأوضح أنهم انطلقوا في تطبيق فكرته ميدانيا منذ 4 سنوات.
كما لفت إلى أن خاصية أرضية الملعب المسطحة تناسب الفئة التي لم تمارس الرياضة منذ مدة طويلة، و أنه بحكم تخصصه في المجال، فإن لديه رصيدا علميا يؤهله لتسيير مثل هذه الجمعيات وتوجيه المنخرطين، كونه درس عن فيزيولوجية الإنسان، وكذا علم النفس باعتبار أن التعامل مع الممارسين يكون جسديا ونفسيا.

ولفت المتحدث، إلى أن الغاية من الفكرة هي توفير أنشطة مكيفة تلائم الفئات العمرية المنخرطة من كبار والصغار كذلك، عبر تمارين رياضية تساعد على استشعار القدرات البدنية لكل ممارس، بحيث يتم العمل أولا على المداومة باعتبارها الصفة الأساسية لجميع القدرات، لتليها قوة التحمل والسرعة، كذلك تنويع التمارين والقيام بعمل بدني بالكرة بغية خلق طرق مزيج بين التسلية، المرح والجدية لتفادي الملل، للوصول إلى ما يعبر عنه شعار الجمعية وهو الاستمتاع بالرياضة.
وأوضح المتحدث، أنه خلال الدورة التدريبية الصغرى المتبعة يخضع الممارسون لتدريبات من 3 إلى 4 مرات في الأسبوع، ومع الالتزام وحرص الممارس على مداومة التدريبات ستظهر النتائج على المستويين الجسدي والنفسي كما أوضح المدرب.
مضيفا، أن الحصة الأسبوعية الأولى تشهد تدريبات تمس الجهازين القلبي والتنفسي، كما يراعى حجم العمل المقدم في كل حصة فيكون ما بين الشدة والأقل شدة، وذلك بهدف بلوغ التكيفات الوظيفية.
موضحا، أن تكيفات الأجهزة الوظيفية ستتغير عند الشخص الذي لم يكن ممارسا للرياضة أو أي نشاط بدني من قبل، فتصبح الأنشطة اليومية التي كان يقوم بها بصعوبة في السابق أسهل بكثير.
كما لفت، إلى أنه في حال التحاق أشخاص بوزن زائد يتم إخضاعهم لمتابعة برنامج خاص يراعي نظام الأكل والتمارين الرياضية حسب وزن الفرد، وطوله وعمره وكذا النشاط اليومي الذي يقوم به.
مراقبة الأكل والتحاليل الطبية

من جهته، يوضح المدرب حمزة عيساني، الذي استطاع تكوين عائلة رياضية بقسنطينة، أن مجموعته ملتزمة اتجاه أنشطتها الرياضية منذ حوالي 9 سنوات، رغم أنها لا تنشطون تحت مضلة جمعية رياضية، بل تتخذ من غابة البعراوية مكانا للتمرن.وحضرت النصر جانبا من الحصة التدريبية التي أقيمت يوم الأربعاء الماضي، وعرفت وجود فئات عمرية مختلفة، كانت خلالها الأنشطة مزيجا يجمع بين تدريبات بدنية وأخرى خاصة بتسخين العضلات لتقوية الجسم، وسط تجاوب الرياضيين مع طلبات المدرب.
وذكر عيساني، أن الاختلاف يكمن في انخراط الممارسين ضمن مجموعة واسعة العدد تمنحهم الحافز وتشجعهم على المواظبة في الحصص، بعكس التدريب الفردي أين يقوم الفرد ببعض تمارين غير منتظمة. موضحا أن التأطير يزيد من إدراك الممارسين لأهمية النشاطات المبنية على أسس سليمة، حيث يسعى إلى تكييف التدريبات لتلائم جميع الممارسين.
ويحاول المتحدث، ترسيخ فكرة أن الرياضة نمط حياة عند كافة المشاركين في تدريباته، مضيفا أن هدفه يتمثل في تغيير الذهنيات واكتساب عادات حميدة، فضلا عن التأثير إيجابا في سلوكيات المنخرطين خاصة مع تزايد ضغوطات الحياة اليومية، والعمل وكذا انتشار آفات كالمخدرات.

كما ذكر المدرب، أنه يسعى لتحسين نظام الأكل عند الممارسين من خلال حثهم على تفادي الأطعمة غير المناسبة التي تؤثر سلبيا على نتائج العمل الذي يقومون به، وذلك بمساعدة أطباء منخرطين يتابعون معه هذه العملية. فضلا عن إلزام المشاركين بالقيام بتحاليل طبية عامة كل 6 أشهر للوقوف على حالتهم الصحية والجسدية، وكذا مدى تأثير العمل الذي يقومون به على صحتهم، مع الخضوع لفحص تخطيط القلب.
كبار يبحثون عن تحسين الصحة
وقال محدثنا، إن التدريبات تعتمد على وسائل بيداغوجية تخدم وظائف معينة، حيث ينبغي للمدرب أن يعرف الغرض من استعمال كل وسيلة، فلا يكون العمل عشوائيا. قابلنا مجموعة من المشاركين في التدريبات وغالبيتهم من كبار السن الذين بدت عليهم الهمة وكانوا في غاية النشاط متحدّين أعمارهم، فأكدوا مقولة «إن العمر مجرد رقم». كانوا يقومون بمختلف الأدوار التي يطلبها المدرب ويجارون من هم أقل عمرا، حيث ذكر عبد المجيد بأنه يناهز 72 سنة ويقترب من بلوغ عامه الثالث داخل الجمعية، مضيفا أنه شخص رياضي منذ الصغر ولعب في صفوف عدة فرق قسنطينية، وانخراطه يأتي إيمانا منه بأهمية الرياضة خاصة بالنسبة لكبار السن، معبرا عن رضاه بما وصل إليه من نتائج حيث يزن 87 كيلوغراما بعدما كان قد وصل إلى وزن يعادل 103كيلوغرامات.

وقال عمار، البالغ من العمر 65 سنة، إنه شخص رياضي لكن إصابة جعلته يبتعد عن النشاط البدني لمدة 3 سنوات، ما أدى لزيادة وزنه. أخبرنا أنه عمل بنصيحة زميل رشح له الالتحاق بالجمعية فخفض وزنه بـ 14 كيلوغراما. كما ذكر شعيب بغدادي، وهو أستاذ متقاعد من سلك التعليم أنه يمارس الرياضة رفقة المدرب حمدوش، منذ حوالي عامين، موضحا أنه على عكس سابقيه لم يكن ممارسا للرياضة خلال فترات حياته، لكنه قام بجلسات للتدليك والاسترخاء بعد تقاعده ثم التحق بالجمعية الرياضية بعد أن تعرف على نشاطها عبر وسائل التواصل، مشيرا أنه قدم بحثا عن الصحة الجسدية لكنه لاحظ تأثيرا إيجابيا كذلك على صحة النفسية والعصبية. ويروي سليم، صاحب 55 سنة أنه يمارس الأنشطة الرياضية منذ أشهر قليلة، وذكر أنه تعرض لارتفاع في ضغط الدم أثر على أجزاء من جسمه، بحيث اشتدت أعصاب رجله اليسرى ولا يستطيع الجري. كما قام بتدريبات للتأهيل الحركي ونصحته طبيبته بالمشي والرياضة، ما دفعه للالتحاق بتدريبات الجمعية، أين لاحظ تحسنا في حالته الصحية والنفسية مع مرور الوقت. أخبرنا، أن نمط حياته تغير كثيرا، كما تحسنت قدرته على الجري بالمقارنة مع ما كنت عليه الحال سابقا، إذ أصبح في مقدوره رفع رجله إلى الأعلى بعدما كان يعجز عنه قبل مدة. وقال صلاح صاحب 39 سنة، إنه نجح في الإقلاع عن التدخين مستبدلا هذا السلوك المضر بأسلوب حياة أكثر صحة وإيجابية وذلك منذ التحاقه بالعائلة الرياضية قبل 6 سنوات. مضيفا، أنه أعاد ربط علاقته بالرياضة منذ ذلك الحين بعد انقطاع لمدة 10 سنوات، كما ساعده الأمر على فتح شهيته أكثر للأكل خاصة وأن المدرب عيساني، ينصحهم ببرامج طعام مناسبة.
وذكر باديس، أنه كان يعاني من آلام في الركبتين بسبب التعب حسب تشخيص الطبيب الذي نصحه بممارسة الرياضة، حيث أخذ بنصيحة المختص مضيفا أنه تحسن بشكل كبير. إسلام. ق

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com